فوضى أمنية ومخدرات في مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية
تنوعت التدخلات الخارجية في سوريا في السنوات العشر الماضية، وإذا كانت التقديرات تذهب إلى قول، إنَّ التدخل الروسي كان أهم التدخلات الخارجية في نتائجه المثمرة بالنسبة للنظام، لكن التدخل الإيراني هو الأغرب في نتائجه حيث لم يثمر عن أي نجاحات اقتصادية أو عسكرية.
يعود بدء التوسع الهائل للوجود العسكري الإيراني إلى مطلع العام 2012، عندما بدأت إيران بدعم القوات الحكومية السورية عن طريق ضباط من الحرس الثوري الإيراني في مواجهاتها مع الفصائل والمجموعات التي تشكلت في المدن والبلدات السورية.
وقد شهدت العلاقات الإيرانية السورية في الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في ظل انفتاح أوسع للأسد على إيران، ومسايرة كل طموحاتها ومطالبها في سوريا، وقيامه بدعم ومساندة حزب الله في لبنان، وتوفير ممرات آمنة لاحتياجاته، من الأسلحة والذخائر لمواجهة إسرائيل. وقد شملت السيطرة الإيرانية في سوريا على المؤسسات الاستراتيجية في الحكومة السورية.
هذا وتشهد مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية، فوضى على نطاق واسع، تتمثل في انتشار المخدرات والاشتباكات بين العصابات الأجنبية التي جلبتها إيران إلى سوريا، فقد قالت وسائل الإعلام، إن حريقا كبيرا اندلع داخل إحدى المقرات العسكرية التابعة لميليشيا “حزب الله” اللبناني الواقع عند أطراف مدينة “الرحيبة” بالقلمون الشرقي في ريف دمشق.
وقد كان سبب الحريق هو انفجار بإحدى غرف المقر العسكري التي تحوي مواد أولية لتصنيع الذخيرة والصواريخ والمواد المتفجرة. الجدير ذكره، أن إيران تقوم باستمرار بتهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية إلى مقراتها في سوريا.
يشير بعض الخبراء، إلى تحويل ميليشيات حزب الله اللبناني بعد سيطرتها على مناطق القلمون الحدودية مع لبنان، المنطقة إلى مصنع مخدرات كبير، مستغلاً سيطرته على الحدود وطرق التهريب غير الشرعية في المنطقة. حيث أن هناك عدد كبير من المصانع تقع على بعد قرابة سبعة كيلو متر من بلدة عسال الورد، حيث عمل الحزب على تحويل منازل المعارضين لنظام الأسد إلى مصانع للمخدرات.
و يؤكد هؤلاء، انتشار مقرات عدة لميليشيات الحزب منذ سيطرتها على منطقة القلمون في 2014، وتشهد هذه المقرات حراسة مشددة، وتدقيق أمني على جميع العناصر بما فيهم المتطوعين من الجنسية السورية، وبين الحين والآخر تخلي نقاطها العسكرية وتغير أماكنها خشية تعرضها للقصف الإسرائيلي.
واستغلت الميليشيات الإيرانية انسحاب قوات الشركة العسكرية الخاصة “فاغنر” من محيط دمشق لتفرض سيطرتها على مناطق القلمون وصولا إلى بعض أحياء العاصمة دمشق، وقد قامت بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين.
والجدير ذكره أن مواقع المجموعات التابعة لإيران والحرس الثوري الإيراني في سوريا تتعرض لقصف من طائرات إسرائيلية وأمريكية بشكل متكرر منذ سنوات مما يعرض أهالي العاصمة دمشق إلى خطر كبير وذلك لأن الميليشيات الإيرانية تتخذ من المناطق السكنية مقرات لها.
وتشير عديد التقارير إلى كون إيران تسرق المساعدات الإنسانية الأممية، عبر منظمات إيرانية، وتوظفها للسيطرة على عدة مناطق سورية حيث أن إيران تستيعن بالمنظمات بنشر التشيع، عبر إغراء الناس بالمساعدات، وتركيز الاهتمام على مناطق معينة لهذا الهدف، كما تقوم بدعم العناصر المنتمين لها بشكل أكبر. وذلك بهدف المحافظة على وجود طويل الأمد لها في سوريا.