fbpx

فوائد الاتفاق الصيني/الإيراني على العرب

1 442

إيران بالنسبة للصين مجرد دولة “أفريقية” غارقة في الوحل إلى أذنيها، ترسو على مخزون نفطي جيد وتمتلك معدات تقنية متخلفة، ما تريده الصين هو “شفط” النفط الإيراني مقابل حوافز للخزينة الإيرانية المتآكلة، إضافة إلى استيراد الحمير الإيرانية، نتيجة نضوب الأسواق الأفريقية من الحمير، التي استخدمتها الصين في صناعة المواد التجميلية وسط انتقادات واسعة من قبل المنظمات الدولية.
من الناحية النظرية لا يبدو منطقياً أن تتمدد الصين عسكرياً نحو الخليج العربي بعد توقيع الاتفاق الصيني/الإيراني، ولكن من وجهة نظر استراتيجية يعتبر هذا الاتفاق بمثابة كارثة، لأن قواعد السياسة في المستقبل قد تكون خطرة، فقد تجد أمريكا نفسها أمام خيار صعب، أمام معادلة معقدة تتمثل في الوجود الإيراني غير القابل للحوار، والذي يستند إلى الوجود الصيني الطامح في مزيد من التمدد إلى المنطقة التي ترسم فيها حدود الاستراتيجيات العالمية منذ ما قبل النفط وبعد النفط وما بينهما.
من وجهة نظر السياسة، هذا المشهد سيعيد فصل وتركيب الشرق الأدنى ويعمل على ربطه بالشرق الأقصى بقيادة صينية على المدى البعيد، بما يغير شكل العالم ويضع الأمريكان والأوربيين أمام هيكلية سياسية وبنية حدثت مرة واحدة في التاريخ، عندما اجتاح المغول بغداد وألقوا محتويات مكتباتها في النهر لأنهم كانوا لا يعرفون القراءة، لذلك تركوا الشرق سريعاً. أما وقد بات العملاق الصيني فائق التعلم، فإن فعلها فكم سيمكث في الأرض.
فهل ستعمل الصين عند ذلك على تركيب الطريق كجبهة واحدة من شرقها إلى غربها البعيد، عبر أجزاء من طريق الحرير القديمة، لتضم إيران وكوريا الشمالية وروسيا، بالإضافة الى دولة طالبان الإسلامية، التي ستتزعم الكتلة السنية في الشرق في مواجهة أمريكا، وأما الإيرانيين فستكون حصة النظام كبيرة، بحصوله على عمر مديد، وشيخوخة مع تعويضات تناسب عمر الشيخوخة.
كل ذلك مجرد صورة متخيلة عالقة في أذهان الإيرانيين، الذين يحسبون معادلة طول العمر والبقاء ولو كانت الدولة مجرد هيكل عظمي على حساب العافية السياسية والاجتماعية التي اصطدمت بجدار المستحيل الذي لا يمكن اختراقه، والذي حاول فعله هتلر فسقط عنه، وفعلته كثير من الامبراطوريات البائدة فتفككت في داخله.
الحقيقة أن الاتفاق الصيني/الإيراني سيعيد إحياء المنطقة العربية بشكل جديد، وستكون أول فوائده على البلدين العربيين الجريحين، سوريا والعراق، ما سوف يسرع فكرة الحلول الواقعية فيهما، فالعراق ذاهب أمام هذا الخيار إلى تشكيل إقليم الأنبار المستقبل، وسوريا ذاهبة إلى رحلة وداع لـــ آل الأسد، وحلول بعيدة عن التقسيم قريبة من الإدارة الدولية للبوسنة، وأما في لبنان فهناك عالم مجهول ضائع سيكون رهين التحولات التي ستحدث في سوريا، فمصير المتغيرات السورية هي التي سترسم ملامح لبنان القادم.
يعرف الجميع، أن الصين وروسيا عجزتا عن إنقاذ كوريا الشمالية القريبة منهما، الواقعة بين الذيل الصيني والروسي، فكيف يمكنهما إنقاذ إيران التي يتوجب إنقاذها خوض أكثر من حرب عالمية رابعة وخامسة، وهذا لن يحدث، بالتالي، فإن الاتفاق الصيني/الإيراني لن يمنع إسرائيل من استمرار ضرب المليشيا الإيرانية المبعثرة هنا وهناك، وصولاً إلى النووي ذاته، الذي لن يكتمل، وأما العرب فسوف يجدون دعماً كبيراً ينقذهم من متاهة السنوات الماضية في سوريا والعراق ولبنان.

1 تعليق
  1. باسل معراوي says

    جيد جدا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني