الدول الوطنية لا تُبنى بالمحاصصات الأثنية والدينية، وغالبية الشعب السوري يرفض بشدة هذا الخطاب القاصر الذي يؤدي لتفتيت المجتمع والدولة. وأنا أرفض نهج المحاصصات بغض النظر عن عدد ونسبة أي إثنية أو طائفة في أي بقعة جغرافية في سورية.
تجادل قسد اليوم أثناء مفاوضاتها في خصوصية محافظة الحسكة وتطالب باعتراف دمشق على نفوذ قسد فيها وإقامة لا مركزية فيها تحت سيطرة عسكرية لميلشيات قسد. وكل ذلك بحجة وجود المكون الكردي أو أنه يشكل غالبية ديموغرافية في المحافظة.
استقر ربما في نفوس كثير من أهلنا الكرد (أُصر على القول أهلنا الكرد على الدوام لأنني أراهم كذلك) وحتى في نفوس بعض السوريين أن منطقة الجزيرة أو محافظة الحسكة هي منطقة ذات غالبية كردية، وتم الترويج لتلك المغالطة العاطفية منذ بداية الثورة. لكن الواقع مختلف تماماً، وحتى لو افترضنا الأمر كذلك فعلاً، فإن طرح المحاصصة أصلاً مرفوض حتى لو كان جميع سكان محافظة الحسكة من الكُرد.
لكن للتوضيح أقول: محافظة الحسكة يتوزع فيها الأكراد في القسم الشمالي على الشريط الحدودي مع تركيا الظاهر في الخارطة باللون الأصفر، يشكلون أغلبية ديموغرافية واضحة في 3 نواحي إدارية هي (عامودا، الدرباسية، مركز المالكية) من أصل 17 ناحية ولهم تواجد معتبر كذلك في ثلاث نواحي أخرى هي (القامشلي، القحطانية، الجوادية)، وتخلو بعض النواحي والمناطق من الأكراد تماما مثل (مركدة، الشدادي، العريشة، الهول، اليعربية، جزعة) ويشكلون أقلية بسيطة في نواحي مثل (الحسكة، راس العين، تل براك، تل حميس).
وتم تقدير نسبتهم في بداية الثورة وفقاً لتوزع القرى الزراعية والنواحي والأحياء التي يشكلون فيها غالبية بـ 27% من سكان المحافظة، وحالياً بعض التقديرات تشير إلى انخفاض هذه النسبة إلى نحو 15% فقط نتيجة عدة أسباب، أبرزها هجرات عوائل كردية كاملة وبشكل كبير وغير مسبوق إلى أوربا بسبب اختطاف القاصرين والظروف الأمنية والاقتصادية، إضافة إلى نزوح عدد من أبناء محافظات دير الزور والرقة والاستقرار بالحسكة خلال العقد الماضي.
اللون الزهري يشير إلى توزع للعنصر المسيحي من سريان وأرمن وآشور لكن غالبيتهم اليوم يتركزون في مدينة القامشلي في حي الوسطى والأربوية.
بينما يشير اللون البني إلى العنصر اليزيدي الذي يشكل نحو 3 بالألف من سكان المحافظة.
واللون البرتقالي مهرباني الأطياف مثل شيشان وتركمان وكذلك يشكلون نحو 3 بالألف ويتركزون في رأس العين وغربها.
واللون الأزرق مناطق يقطنها العرب ويشكلون ديموغراغياً العنصر الأكبر.