فرقة أحرار الشرقية.. الهوية الكفاحية والدور المنتظر
لم تأت تسمية فرقة “أحرار الشرقية” من فراغ، فهذا الفصيل العسكري ولد من حاجة محافظة دير الزور الثائرة على نظام الاستبداد الأسدي، هذه الحاجة تتمثّل بضرورة انتظام أبناء المنطقة الشرقية من سوريا في تنظيم ثوري واحد، للدفاع عن حياة سكانها وممتلكاتهم ونصرتهم من أجل المساهمة مع باقي السوريين في بناء دولة المواطنة المتساوية.
فرقة أحرار الشرقية تشكّلت في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني “يناير” عام 2016 في إعزاز السورية بالقرب من الحدود السورية التركية، ويرأس (أبو حاتم شقرا) هذه الفرقة، حيث ينحدر من قرية شقرا غربي مدينة دير الزور على الضفة اليسرى لنهر الفرات.
أحرار الشرقية انحدر مقاتلوها في غالبيتهم من محافظة دير الزور، وخاضوا معارك ضد تنظيم داعش في منطقة درع الفرات شمال حلب وشرقه، وتحديداً في الرابع والعشرين من شهر آب عام 2016.
أحرار الشرقية فصيل تشكّل على قاعدة الإعداد لتشكيل إطار عسكري واحد للمنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة)، مهمته دحر المليشيات الأسدية والإيرانية وميليشيات قسد الانفصالية وطردها من هذه المناطق.
قبل تشكّل فرقة أحرار الشرقية، كان مقاتلو هذه الفرقة يقاتلون تحت علم الثورة السورية مع فصائل سورية أخرى، كانت تصدّ هجمات قوات نظام أسد الوحشية ضد المدنيين الأبرياء في محافظة دير الزور، لكنّ هؤلاء المقاتلين أدركوا ضرورة أن يكون للمنطقة جيشها الثوري، الذي يساهم مع بقية الفصائل العسكرية الثورية في دحر الاستبداد الأسدي الجاثم على صدر سوريا.
إدراك فرقة أحرار الشرقية لمهام وطنية وثورية، دفعها للتوحد مع فصائل المنطقة الثلاثة الأخرى لتشكيل “حركة التحرير والبناء”، هذه الحركة ليست إطاراً عسكرياً فحسب، وإنما ذات رؤية سياسية، ستساهم في رسم ملامح الدولة السورية الجديدة.
أحرار الشرقية لم تكن فصيلاً لا يرى أي مهامٍ له خارج نطاق انتمائه الجغرافي، بل هو يرى أنه معني بالدفاع عن كل المناطق السورية المحررة، وصدّ محاولات ميليشيات النظام الأسدي والإيرانية وغيرها، وهذا الأمر اتضح في مشاركة هذا الفصيل في معارك إدلب وحماة مع الجبهة الوطنية للتحرير، حيث حاول نظام أسد نقض اتفاق أستانا وسوتشي بشأن مناطق خفض التصعيد في هاتين المحافظتين.
في هذا الإطار صرّح آنذاك رئيس المكتب السياسي لفرقة أحرار الشرقية السيد زياد الخلف لإذاعة وطن FM: “إن التجمع أرسل أمس الأحد 18 آب/أغسطس الدفعة الثالثة من قوات النخبة في أحرار الشرقية للدفاع عن الثورة السورية في جبهات حماة”.
وأوضح الخلف: “إن دخول أحرار الشرقية إلى ريف حماة تمّ بتنسيق كامل مع الجبهة الوطنية للتحرير ودون أية عراقيل”.
وفق هذه المعطيات الملموسة، والمعارك المخاضة، يمكن القول: إن فرقة أحرار الشرقية التي توحدت في شهر شباط الماضي مع فصائل تعود للمنطقة الشرقية، لم تكن مجرد فصيل عسكري نشأ لأهدافٍ مؤقتة، بل نشأ ليكون مع بقية الفصائل الثلاثة التي تشكّلت منها “حركة التحرير والبناء” نواة عسكرية ثورية تمثّل المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث، هذا الإطار يساهم بصورة فعّالة في بناء وتوسيع الجيش الوطني السوري في الدولة السورية الجديدة.