fbpx

عيد الأضحى في شمال وشرق سوريا

0 200

في ظروف معيشية هي الأقسى يستقبل سكان شمال وشرق سوريا عيد أضحى استثنائي، فبين تتبع لأخبار سعر صرف الليرة السورية وواقع إصابات كورونا في المنطقة ترى الناس منهمكين في التحضير لاستقبال العيد، وسط إجراءات أمنية مشددة ووجود مكثف لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) وشرطة النجدة. حيث تشهد أسواق المنطقة إقبالاً كبيراً وحركة شرائية جيدة مقارنة مع تدهور الوضع الاقتصادي في عموم سوريا. تستقبل أسواق المدن سكان الأرياف في فترة الصباح وتكتظ بسكان المدينة في فترة المساء، الارتفاع الكبير للأسعار دفع أغلب السكان للاكتفاء بشراء الحد الأدنى من مستلزمات العيد.

ع.ي موظف في قطاع الدولة يقول: إن شراء الحد الأدنى من مستلزمات العيد يحتاج ثلاثة أضعاف الراتب الذي تعطيه الدولة للعاملين فيها ويضيف إن أسعارملابس الأطفال أصبحت خيالية وسعر كيلو الشوكولاته تجاوز 13000 ليرة سورية وهو ما لم نتمكن من شرائه.

فيما شهدت محلات الصرافة في سوق القامشلي حركة كبيرة خصوصاً مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية وهو كان السبب الأكبر لارتفاع أسعار المواد.

.س يقول: إن شراء وجبة الغداء ليوم العيد يكلف العائلة ما يقارب عشرين ألف ليرة سورية لتأمين الفروج فقط حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه 3600 ليرة سورية هذا إن توفر لأن المنطقة شهدت انقطاعاً لمادة الفروج الحي قبل العيد وفي اليوم التالي شهدت المحلات أزمة كبيرة مع ارتفاع السعر.

من ناحية أخرى شهدت المنطقة انخفاضاً كبيراً في حركة شراء الأضاحي بسبب ارتفاع أسعارها الكبير حيث يتراوح سعر الكبش الواحد ما بين 60000-70000 ليرة سورية أي ما يعادل 300-350 دولار

وسعر الغنم 55000-60000 ليرة سورية أي ما يعادل 275-300 دولار.

أما أسعار الأبقار فتتراوح ما بين 180000-230000 ليرة سورية أي ما يعادل 900-1100 دولار للبقرة الواحدة.

مع حلول العيد فرضت الإدارة الذاتية حظر تجوال بين الإدارات والنواحي والمدن لمدة عشرة أيام ابتداءً من أول أيام العيد في محاولة للحد من انتشار فايروس كورونا حيث شهدت المنطقة حوالي 20 إصابة توزعت بين 11 حالة في مناطق القامشلي والحسكة و3 حالات في دير الزور و3 حالات في مدينة الرقة. حظر التجوال هذا تسبب في حرمان الكثير من سكان المنطقة من الاحتفال بالعيد مع ذويهم في القرى والبلدات المجاورة.

إضافة إلى إيقاف حركة النقل الداخلي وإغلاق المطاعم والحدائق التي تعتبر متنفساً للأطفال وذويهم في فترة الأعياد.

ن.م سيدة مقيمة في القامشلي تقول: إن حظر التجوال هذا خلال أيام العيد سيحرمهم من زيارة قبر والدها وزيارة والدتها المقيمة في إحدى قرى ريف القامشلي، وأضافت أن السوق كان يشهد طوال فترة ما قبل العيد تجمعات كبيرة وكان بيئة مناسبة لانتشار الوباء ورغم ذلك لم تتخذ الإدارة الذاتية أي اجراء لمنع هذه الأزمة واليوم ونحن على أبواب العيد يعلنون حظر تجوال أي عيد هذا الذي نحرم فيه من زيارة أهلنا.

العيد يطرق أبواب سكان سوريا عموماً ومناطقها الشمال والشرق خصوصاً ولسان حال سكانها يقول عيد بأي حال عدت يا عيد..

على مدى عشر سنوات فقد سكان المنطقة متعة الاحتفال بالأعياد ففي كل بيت شهيد أو مغترب أو مفقود وأغلب السكان يعيشون أوضاعاً اقتصادية سيئة ويبقى الحل أن نصنع لأنفسنا ولأطفالنا بعض الفرح من أضواء العيد.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني