
عضو المكتب السياسي لتنظيم “الحركة الوطنية السورية” يحي حج حمدان لـ نينار برس: نريد دولة ديمقراطية مدنية ومجتمعاً متصالحاً وتداولاً للسلطة عبر انتخابات شفّافة
لا تزال سورية عبر قيادتها السياسية الجديدة تعمل على تحقيق الاستقرار العام في البلاد، هذا الاستقرار لا تصنعه فئة محددة بذاتها، بل يشارك في صنعه جميع أطياف الشعب السوري السياسية والاجتماعية. نينار برس التقت السيد يحي حج حمدان المكتب السياسي لتنظيم “الحركة الوطنية السورية” وطرحت عليه أسئلتها، فكان هذا الحوار:
نينار برس:
يشغل بال السوريين أمر عقد مؤتمر وطني شامل لرسم ملامح المرحلة الانتقالية، بما فيها من تبنٍ لإعلان دستوري، وعدالة انتقالية، وتشكيل لجنة كتابة دستور سورية الجديد. هذا المؤتمر تمّ استبداله بمؤتمر حوار وطني، لا تحضره القوى السياسية الثورية بل يحضره أفراد.
كيف ينظر تنظيم الحركة الوطنية السورية إلى هذا التفاوت في المعنيين وما يترتب على اختيار أحدها من إجراءات؟ هل دعوة أفراد من قيادتكم كافٍ لتحقيق نتائج أم أنكم ترفضون الدعوات الفردية كتنظيم؟
يحي حج حمدان:
رأينا وسمعنا وقرأنا كل الأقاويل والآراء والأفكار التي تحدثت عن هذا المؤتمر… وطبعاً أخذ المؤتمر حيزاً واسعاً من حديث غالبية الشعب السوري، هذا الشعب الذي عانى ما عاناه على مرّ خمسة عشر عاماً من أعوام الثورة وحوالي الخمسين عاماً من ظلم الحكم المستبد.
فمن حق هذا الشعب العمل بجدية وعقلانية وشجاعة لبناء سوريا جديده مدنية، تتسع لجميع أطياف الشعب السوري ومكوناته.
طبعاً كنا نتأمل أن يكون المؤتمر مؤتمراً وطنياً تصدر عنه قرارات ملزمة تحدد وترسم ملامح سوريا الجديدة، لكن ولأسباب أنا لا أعرفها حقيقة، تمّ استبداله بمؤتمر حوار وطني حضره بعض أفراد الشعب السوري، الغاية منه الحوار والنقاش حول صورة سوريا المستقبل.
لكن أنا أرى أن أي عمل وطني وأياً كانت مسمياته ويصب في مصلحة الشعب السوري والدولة السورية يجب دعمه والوقوف معه، حتى نرى النتائج على أرض الواقع.
المهم، وبالنهاية أن نصل إلى هدفنا كشعب سوري، وهو العيش بوطننا بأمان وسلام ورغد وكرامة.
بالنسبة لموضوع الدعوة… الدعوة كانت إفرادية، أي كانت لأشخاص؟ ونحن نرى أيضاً أن الدعوة سواءً كانت لأفراد أو حركة لا يهم بالوقت الحالي… المهم أنه وجد من يمثلنا.
نينار برس:
المدخل إلى أفق سورية الجديدة ومستقبلها قد يكون له أكثر من سيناريو لدى القوى السياسية. هل يمكنكم شرح رؤية الحركة الوطنية السورية لأفق جديد في سورية؟
يحي حج حمدان:
رؤية سوريا الجديدة هي حلم مشترك يجمع السوريين على اختلاف انتماءاتهم، وهي رؤية تتجاوز الواقع المرير الذي تعيشه البلاد اليوم، وترسم ملامح مستقبل مشرق ينعم فيه السوريون بالسلام والازدهار والعدالة.
ويوضح حج حمدان رؤية حركتهم الوطنية السورية فيقول:
أهم ملامح رؤية سوريا الجديدة:
دولة ديمقراطية مدنية، تعتمد على دستور عصري يكفل الحريات والحقوق للجميع. تضمن التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة. تحترم سيادة القانون وتطبق مبدأ فصل السلطات.
ويضيف حج حمدان نريد مجتمعاً متصالحاً ومتسامحاً يتجاوز جراح الماضي، ويعمل على تحقيق الصلح الوطني، وزرع ثقافة الأخوة بين كل أفراد مكونات المجتمع السوري، يحترم التنوع الثقافي والديني والإثني. ينبذ العنف والتطرف بكافة أشكاله. اقتصاد مزدهر ومستدام
ويتابع حج حمدان إجابته فيقول:
إن رؤية سوريا الجديدة ليست مجرد حلم، بل هي هدف يمكن تحقيقه بإرادة السوريين وتكاتفهم، وبدعم المجتمع الدولي.
نينار برس:
موضوع مناهج التعليم السورية الحالية يحتاج إلى إعادة نظر بما يخصّ ترسيخ مفهوم عبادة الفرد. أما على المستوى العلمي فهو ربما يحتاج إلى تطوير لمواكبة المناهج التعليمية للعلوم في الدول المتقدمة. كيف تنظرون للأمر باعتباركم عملتم في مجال التربية والتعليم؟
يحي حج حمدان
هذا السؤال جميل جداً
مع أنني أرى أن مناهجنا تتميز بمحتوى علمي جيد لكن لا مانع من التطوير لما يتناسب العصر.
وهنا أقول… يشكّل تطوير المناهج التعليمية في سوريا تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل الظروف الراهنة. ومع ذلك، هناك جهود تبذل لتحسين جودة التعليم ومواكبة التطورات العالمية.
أهمية تطوير المناهج تتمثل بمواكبة التطورات: يجب أن تعكس المناهج الحديثة التطورات العلمية والتكنولوجية، وأن تزوّد الطلاب بالمهارات اللازمة لسوق العمل المتغير.
بناء جيل المستقبل: يساهم التعليم الجيد في بناء جيل قادر على المساهمة في إعادة بناء سوريا وتنميتها.
تعزيز الهوية الوطنية: يجب أن تعزّز المناهج القيم الوطنية والمواطنة الصالحة، وأن تحافظ على التراث الثقافي السوري. أما بالنسبة للجانب المتعلق بترسيخ عبادة الفرد….
أعتقد أن ثقافة السوريين حالياً وبعد معاناة ونضال حوالي خمسة عشر عاماً أسقطت هذه الفكرة نهائياً.
نينار برس:
السوريون بحاجة إلى نظام سياسي يحقق الاستقرار العام وانخراط جميع الفئات في عملية التنمية المستدامة اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وعلمياً.
ما الأولويات التي يراها تنظيم “الحركة الوطنية السورية” حيال تحقيق الاستقرار العام؟
يحي حج حمدان:
ذكرت بالسؤال السابق ما نطمح له في سوريا المستقبل.
وطموحنا هذا، نحن كحركة، هو طموح كلّ السوريين، لأننا جزءٌ منهم، ولدينا بالحركة من كل أطياف المجتمع السوري ومكوناته.
هذا الطموح يتحقق بصياغة دستور يرسم ملامح الدولة الجديدة، دستور يحقق تطلعات الشعب السوري بكل مفاصل الحياة، وكذلك تشكيل حكومة وطنية شاملة، يتميز أعضاؤها بالوعي ويتسلحون بالعلم والمعرفة كلاً باختصاصه، وتنبثق عن هذا المجلس مؤسسات منتقاة بعناية ووعي ومسؤولية، ويشرف على هذا المجلس مجلس تشريعي منتخب من الشعب السوري يتابع أعمال مجلس الوزراء بموضوعية وشفافية ومسؤولية أيضاً.
هذه الأمور إذا تمت بوعي ومصداقية سنصل بمشيئة الله تعالى إلى ما يحقق تطلعات الشعب السوري وسيجعل من سوريا الجديدة دولة ذات سيادة بكل ما تعنيه الكلمة.