fbpx

عشر سنوات على الحلم

0 252

قبل عشر سنوات كانت الهتافات الأولى للثورة إنذاراً للنظام وأجهزته، بأن الشعب أعلن نهاية اللعبة الأسدية، ولكن أحداً من أزلام النظام لم يقتنع، ولم يفكر بعاقبة التعنت، الذي أصرّ عليه، بل كان الأمر يثير السخرية لدى النخبة الحاكمة آنذاك!
قبل عشر سنوات كانت الهتافات تطالب بالإصلاحات وبالوعود التي ألزم بشار الأسد بها نفسه منذ خطاب القسم، ولكنها اليوم، ورغم كل الخسائر وكل التهجير، فإن السوريين لا يقبلون باستمرار النظام ورموزه!
قبل عشر سنوات طالب الناس بحريتهم في شوارع المدن السورية، وكان يقف في المقابل نظام البعث وأجهزة المخابرات، أما اليوم فالسوريون يقفون في عدد كبير من المدن العالمية، في تركيا وأوروبا، وعبر الميديا التي تجتاح العالم وتحمل الهم السوري، بينما أجهزة النظام تختبئ خلف دول الاحتلال وميليشياتها!
قبل عشر سنوات كان النظام مغروراً بجيشه وبخطابات شبيحته الطائفية، واليوم يخضع النظام للانقياد على أيدي الإيرانيين والروس، ولا يجرؤ بشار الأسد أن يصد جندياً روسياً عن دربه في قلب سوريا التي كان يسميها سوريا الأسد!
قبل عشر سنوات كانت المقالات في صحف البعث وتشرين والثورة تعج بالتحدي وتتوعد المتظاهرين وتتهمهم بالخيانة والعمالة واليوم لم تعد تلك الجرائد قادرة على الرد على احتجاجات المؤيدين، ولم تعد قادرة على كتابة مقال مقنع حتى للمحتلين الروس أو الإيرانيين!
قبل عشر سنوات كان الجيش يستعرض قواته سواء بالسيارات العسكرية الملونة بالأخضر أم بالدبابات أم بالطائرات، أما اليوم فصارت أسلحة الجيش مجرد خردة وبواريد بيد عصابات وميليشيات طائفية تثير احتقار الناس وينظر إليها الإيرانيون والروس باستخفاف!
قبل عشر سنوات كان المخبرون والمنافقون يعيشون حياة هانئة من نهب موارد الدولة عبر الفواتير والأعطيات، أما اليوم فليس أمامهم إلا الوقوف في الشوارع ونهب المارين وسلب أشيائهم بحجة الإرهاب والمؤامرة الكونية، وما إلى ذلك من اتهامات صارت مكرورة!
قبل عشر سنوات كان قادة الدول يتصلون ببشار الأسد من أجل البحث ببعض الإصلاحات وتخفيف مستوى التوتر في الساحة السورية وتقديم تنازلات ملموسة للناس من أجل استمرار استقرار النظام، بينما اليوم يأمر الروس والإيرانيون جنود الأسد بإطاعة الأوامر، وحزب الله يعتبر جنود الأسد غير مأموني الجانب إذ يستبعدهم من غرف عملياته التي تتلقى الأوامر من طهران!
قبل عشر سنوات كان قادة الجيش والمخابرات يتنقلون كالطواويس أما اليوم فأسماؤهم على قوائم الإرهاب وقوائم الحصار الاقتصادي والسياسي الذي تقوم به أوروبا وأمريكا وعدد غير قليل من دول العالم.
قبل عشر سنوات كان النظام يصدّر المنتوجات الزراعية والصناعات التحويلية بعد أن يشتريها من أصحابها بأسعار بخسة، بينما اليوم لا يجد النظام ما يصدّره إلا حبوب الكبتاغون التي صارت مكشوفة في مصر والأردن واليونان وإيطاليا رغم كل الخطط التكتيكية التي يعتمدها حزب الله في تهريب المخدرات من لبنان وصولاً إلى أمريكا اللاتينية!
قبل عشر سنوات كان الوئام في منتهاه بين آل الأسد وآل مخلوف إذ يتقاسمان الشركات والمصارف وحصص البترول والغاز والفوسفات وسمسرات الاستيراد ويشاركان كل صاحب مصلحة أو مشروع، بينما اليوم صار البترول والفوسفات والغاز بأيدي رجال بوتين وبيد الإيرانيين وشركاتهما التي تبتلع الأخضر واليابس!
قبل عشر سنوات ابتكر النظام “صندويشات بندر” المحشوة بخمسمئة ليرة، من أجل تجريم المتظاهرين، أما اليوم فقد قضى لافروف الأسبوع الماضي كله من أجل استرضاء السعوديين والخليجيين وأبدى استعداده لإعادة تجميل النظام من أجل أن يقبلوا بالاعتراف به أو يساعدوه في التقاط أنفاسه التي تقطعت وهو يهوي من مصيبة إلى أخرى، ومن حصار إلى آخر، وما عاد حصار قيصر ضده وحده، بل صار ذلك الحصار يمتد إلى الإيرانيين الروس وشركاتهم التي تتعامل مع نظام الأسد!
قبل عشر سنوات كان النظام قادراً على الفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكان قادراً على تفادي مأساته ومأساة الشعب السوري بينما اليوم صار النظام غير قادر على اتخاذ أي قرار إلا بعد أخذ موافقة المحتلين الأجانب الذين استقدمهم إلى حفلة الدم!
قبل عشر سنوات كان بإمكان عائلة الأسد توريث سوريا لحافظ الحفيد أما اليوم فقد صارت العائلة ضمن قوائم المافيات العالمية وصارت المحاكم الدولية تتربص بأفرادها ولعل محاكمة ضباط النظام في كوبلنز، وإقامة دعاوى في فرنسا ضد الأسد لاستعماله الأسلحة الكيماوية، ورفع دعوى في بريطانيا لتجريم أسماء الأسد وسحب الجنسية البريطانية منها.. خطوات في طريق إزاحة هذه العائلة الإجرامية عن كاهل السوريين ووقف معاناتهم!
قبل عشر سنوات كان الحلم مستحيلاً أما اليوم فصار الحلم ممكناً وصارت تضحيات السوريين قادرة على بناء سوريا الجديدة!

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني