عشتار ونبضها الجريح
الإهداء: لطفلة ملكة، أموت وتبقى حيّة في روحي الراحلة.
طفلة عرفتها منذ الخليقة الأولى اسمها عبق العظيمة
أحتاج أن أستعيد نبضك عشتار، أحتاج أن أغسل عينيّ بضوئكِ السماوي، فهناك لا زرقة، بل مدى من سريان القشعريرة المفرحة.
أحتاج أن أمتلئ بك عشتار، فيهتف حور الفرات لي، ويدعوني للغياب العميق مع نبضه السري، ويرشق في وجهي غابة من أسئلته المريرة، فتدور على عظامي حجرتا الرحى الصوانيتان، أتفتت كحكاية مختلسة، وقرب الماء أهزج، أن ارحلي أيتها الأكاذيب، فتهب عاصفة غبار ليمونية العينين، فأهجس بك عشتار، واحتاط للقياك بألف غصن من الزيزفون، لكن غبار رحلتك لا يزال يُغرق عيني بغموض يتسلل إلى قلبي الحزين، فتدهمني عندئذ ألف حالة بكاء لفرح منسي، وربما لموت سيطرق الباب بعد قليل.
عشتار أتأتين؟ ما أحوجنا لخصبك الروحي النقي في زمن التفاهات الصغيرة.
أحقاً ستأتين؟ ربما سيحدث ذلك، وبين أن تأتين وانتظار، سيستيقظ عشب الأغنيات في دمي، ويدندن ألحان حصّادي القمح على ضفاف فراتنا، يغني الموليا الممزوجة بعرق أجساد الزرّاعين والرعاة، ويبوح بأحلام الفتية بمدن لا يدخلها العار، ولا تولد في جنباتها سحنات تتقن الأكاذيب الملونة.
أنها لحظة الكشف الأخير عن الكارثة يا عشتار، إنها نزفنا الذي ربما تلد من دفقه تباشير فجرٍ، لا أحد يجزم أنه آت.