عبد المجيد بركات نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لـ نينار برس: الحلّ المستدام يحتاج إلى إرادة إقليمية ودولية تدعم العملية السياسية
التقت صحيفة نينار برس عبر الفضاء الالكتروني مع نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري السيد عبد المجيد بركات، وأجرت معه حواراً صحفياً، أرادت منه إضاءة حول ما يتعلق بتطورات القضية السياسية في المرحلة الحالية. حيث أجاب على أسئلتها:
السؤال الأول
تتسع دائرة الدول التي تسعى إلى تطبيع علاقاتها مع النظام الأسدي، مثل إيطاليا والكويت.
هل يمكنكم شرح موقفكم من هذه الخطوات؟ و ما هي الدوافع الحقيقية التي تقف خلف هذا التطبيع؟ هل هناك متغيرات في موقف النظام الأسدي دفعت هذه الدول إلى تطبيع علاقاتها معه؟
التطبيع وإعادة تموضع النظام
يجيب نائب رئيس الائتلاف على سؤالنا:
موقف الائتلاف صريح وواضح فيما يتعلق بالتطبيع مع نظام الأسد، لقد حذرنا من بداية هذه الخطوات بأنها لن تنعكس بشكلٍ إيجابي على الملف السوري، ولن تخفّف من معاناة الشعب السوري، إنما ستزيد من تعقيد المشهد بشكل عام، وستزيد من تعنّت النظام بتعاطيه مع العملية السياسية، وأيضاً سوف تنعكس بشكل سلبي على الدول التي اتخذت خطوات تطبيعية مع النظام، وهذا ما لاحظناه مع عددٍ من الدول الإقليمية التي اتخذت خطوات تطبيعية مع النظام.
يوضح بركات:
لاحظنا خروقات أمنية وتجارة ممنوعات، وهذا أثبت بأن النظام غير قادر أن يكون شريكاً حقيقياً على المستوى الإقليمي والدولي، لأنه نظام فاقد للشرعية لذلك كان من الأجدر أن يكون هناك إرادة إقليمية ودولية لدعم العملية السياسية للوصول إلى حلٍ مستدامٍ في سورية بناء على القرارات الدولية، وليس أن يكون مبنياً على إعادة العلاقات مع النظام، لأننا بهذه الطريقة نعطي هدايا مجانية للنظام، والنظام يستغلها لإعادة تموضعه الأمني والعسكري والإقليمي، ويستغلها أيضاً من أجل الضغط على الكثير من الدول لأجل اتخاذ خطوات تطبيعية معه.
يضيف بركات:
النظام بنى استراتيجية التطبيع مع الدول على أساس ثنائي معتمداً على مخاوف بعض الدول من بعض الملفات، واستغل بشكل وقح ملفات كثيرة كملف اللاجئين وملف تجارة المخدرات، ملفات أمنية من أجل إجبار هذه الدول على التنسيق معه، ومن ثم الانتقال من خطوات التنسيق الأمني إلى خطوات التنسيق السياسي والديبلوماسي، لذلك، النظام استغل بشكلٍ وقحٍ هذه الملفات من أجل إعادة استراتيجية بناء العلاقات مع الدول بشكل ثنائي.
يتابع نائب رئيس الائتلاف الوطني عبد المجيد بركات إجابته بالقول:
لقد أُثبت أن هذه الخطوات لم تنعكس بشكل إيجابي على مجمل الملف السوري، ولم يكن لها أي أثرٍ تجاه تطبيق القرارات الدولية. النظام لا يزال يدّعي بأنه يقوم بخطوات إصلاحية، ويحاول أن يقنع عدداً من الدول أن هذه الخطوات سوف تنعكس بشكل إيجابي على الملف السوري.
لكن نحن ندرك ومعنا عدد من الدول أن هذه الخطوات ليست حقيقية، وإنما هي تجميلية يستغلها النظام من أجل إعادة علاقاته، ومن أجل إعادة تموضعه على المستوى الإقليمي.
السؤال الثاني:
نرى الدول الغربية الفاعلة وفي مقدمتها الولايات المتحدة ترفض رفع العقوبات عن نظام أسد، وترفض تطبيع العلاقات معه حتى ينخرط بالمفاوضات حول القرار 2254.
كيف يقرأ الائتلاف الوطني هذه المواقف؟
العقوبات لإرضاخ النظام
في إجابته على سؤالنا الثاني يقول نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد المجيد بركات:
نؤكد بشكلٍ دائمٍ بأن استمرار فرض العقوبات على النظام ليس هدفه أن تكون هذه العقوبات مؤثرة على الشعب السوري، إنما الهدف هو الضغط على الآلة العسكرية والأمنية للنظام من أجل إرضاخه وإجباره على الدخول بالعملية السياسية بشكلٍ جدي، لأننا ندرك تماماً بأن الحل المستدام في سورية هو الحل الذي يُبنى على القرار الدولي، لذلك، هذه العقوبات مهمة جداً في استمراريتها وفي تحييدها للحياة المعيشية للمدنيين عن الآلة العسكرية والأمنية التي تعتمد على اقتصاد موازٍ لاقتصاد الدولة، لذلك نحن نثمّن بشكل دائم دور الدول التي تفرض هذه العقوبات والدول التي تبني استراتيجيتها في التعاطي مع الملف السوري على أساس استمرارية الضغط في كل المستويات على النظام من أجل إرضاخه على الدخول بالعملية السياسية بشكلٍ إيجابي.
يضيف بركات في إجابته:
طبعاً هناك أدوات ضغط كثيرة، أعتقد ان هذه العقوبات غير كافية، لأن النظام يملك قدرة عالية في الالتفاف عليها ، وأنه قادر على بناء اقتصاديات موازية بالاعتماد على ميليشياته وعلى علاقاته الإقليمية والدولية، لذلك لا بدّ أن تكون هناك خطوات موازية للعقوبات الاقتصادية، هذه الخطوات لا بدّ ان يكون لها أثرٌ سياسيٌ، وهذا مهم جداً من أجل أن يبنى حلٌ مستدامٌ في سورية، ومن أجل إحياء العملية السياسية.
السؤال الثالث:
هناك مجموعة في الشمال المحرر ترغب بطرح نفسها بديلاً عن الائتلاف الوطني السورية المعترف به دولياً، وهي مجموعة ليس لديها قاعدة شعبية وتمثّل تياراً سبق وتصدّر قيادة قوى الثورة والمعارضة.
ما برنامج الائتلاف الوطني لتوسيع قاعدته السياسية والشعبية؟ أليس وجود الائتلاف كقيادة سياسية في المحرّر يقطع الطريق أمام من يتاجر بشعارات ثورية لم يلتزم أصحابها بها من قبل؟
ندعم كل حراك سياسي أو مدني
يقول نائب رئيس الائتلاف الوطني عبد المجيد بركات في إجابته عن سؤالنا الثالث:
بدايةً، الائتلاف يدعم أيّ حراكٍ سوري سواء كان سياسياً أو مدنياً في كل مناطق الجغرافيا السورية وفي دول اللجوء، ويقف إلى جانب أيّ فعلٍ سوري يهدف إلى تمكين مؤسسات الثورة السورية، وإلى الحفاظ على مكتسبات هذه الثورة، وتحقيق أهداف وتطلعات الشعب السوري، لذلك، أيّ فعل سياسي وأيّ حراك سياسي أو مدني يتقاطع مع هذه الأهداف هو محط اهتمامٍ بالنسبة للائتلاف.
يضيف بركات:
في النهاية، الائتلاف يتكوّن من مكونات المجتمع السوري على المستويات السياسية والمدنية والاجتماعية والعرقية وحتى العسكرية، مثل هذه المكوّنات لها ممثلين في الائتلاف، وما نسعى له داخل الائتلاف أن نوسّع دائرة التشاركية السياسية مع كل الحراك السوري والفعل السياسي والمدني السوري، وهذا ما نعمل عليه منذ بداية الدورة الرئاسية الحالية من خلال استثمار جهود السوريين في كل المجالات، وخاصة في الداخل السوري ودول اللجوء.
ويوضح بركات أكثر فيقول:
هناك حراك سوري مهم في دول اللجوء تقوم به مجموعات الجاليات السورية، وهناك حراك سياسي سوري مميز في الداخل، كل هذه الجهود لا بدّ أن تستثمر من طرف الائتلاف، من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في النهاية، والائتلاف أكّد في كل بياناته إنه داعم لهذه الجهود، وبأنه يقدّس حق التظاهر السلمي دون أن ينحرف هذا التظاهر بشكل سلبي ويُستغل من جهات أخرى، لذلك، ما نسعى إليه هو بناء علاقة تشاركية وتوسيع دائرة التشاركية السياسية مع كل مكونات الشعب السوري.