“عبد العزيز الخير” قضية حرية
تبقى قضية الاعتقال السياسي في سوريا، قضية القضايا في العمل السياسي السوري منذ فرض الأحكام العرفية أيام الوحدة مع مصر، وقد عانى منها جيل سياسي كامل قبل العام2011، ومع الثورة السورية، ومن اللذين صدرت بحقهم أحكام خطيرة جداً أيام محكمة أمن الدولة العليا المناضل السلمي عبد العزيز الخير(أبو المجد)، حيث حكمه القاضي غير المأسوف عليه” فايز النوري” بـ 22 عاماً بتهمة الانتماء إلى جمعية سرية (حزب العمل الشيوعي في سورية)، ومناهضة أهداف ثورة الثامن من آذار1963 في الوحدة والحرية والاشتراكية، ونشر أخبار كاذبة من شأنها زعزعة ثقة الجماهير بالثورة والنظام.
وبعد خروجه من سجن (صيدنايا، المركزي الأول) في نهاية العام 2005، وعودته للعمل السياسي في العام 2006، وحضوره مؤتمر إعلان دمشق وانتخابه نائب رئيس الإعلان، ومساهمته في تأسيس تجمع اليسار الماركسي في سوريا (تيم) بتاريخ 20/4/2007، بالتعاون مع العديد من رفاقه اليساريين وضم التجمع (حزب العمل الشيوعي في سوريا، الحزب اليساري الكردي في سوريا، هيئة الشيوعيين السوريين، التجمع الماركسي الديمقراطي في سوريا، لجنة التنسيق لأعضاء الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي).
كما ساهم في تأسيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا التي ضمت (14) حزباً سياسياً و(4) تجمعات حزبية والعشرات من المستقلين، ورموز المعارضة السورية التي تم الإعلان عن تأسيس في 30/6/2011، وشغل أكثر من موقع فيها آخرها مسؤول العلاقات الخارجية، الذي ساهم في التحضير له المعتقل رجاء الناصر أمين سر اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، وعضو مكتبها السياسي، في حلبون.
وجاء موقف الخير من الثورة واضحاً وضوح الشمس إذ كتب في جريدة الآن العدد (68) حزيران2011، التي يصدرها حزب العمل الشيوعي في سوريا، وكان في مكتبه السياسي منذ العام 2006، إذ قال حول تسميتها: “إنها ثورة سياسية فحسب وليست ثورة اجتماعية/اقتصادية”، وعن عوامل الثورة كتب:
1- سلميتها: وتجنب لكل أشكال العنف المسلح، مهما كانت الاستفزازات والمحاولات التي ينادي بها النظام لجرها نحو ذلك الميدان الذي هو ميدانه بامتياز. 2- الاستمرار والانتشار وتنامي الحركة: يلعب الاستمرار والتصاعد دوراً أساسياً في الحفاظ على زخم الحركة واندفاعها ورفدها بمزيد من القوى. 3- وحدة أهداف الحركة ووحدة شعاراتها: تلعب دوراً مهماً في إشعار الجماهير بوحدتها وقوتها وحتمية انتصارها. 4- قوة الحشد وضخامته: حيث تكشف ضخامة الحشود قوة الشعب وترفع معنويات المشاركين فيها”.
ومن الجدير ذكره، في حملة المعتقلات 21/5/2009 التي وقعت في قرية الصبورة قرب السلمية. كان الخير حاضراً هذا الاجتماع الطويل، وعندما داهم الأمن غرفة الاجتماع، انتقل أبو المجد وبعض الرفاق إلى غرفة مجاورة، وحين اعتقل الأمن بعض الرفاق خرج بهم إلى مخفر الشرطة في القرية، خرج الرفيق عبد العزيز الخير ومعه رفيقين آخرين (بسام سفر، ونادر فطوم)، وسلكا طريقاً زراعياً يسمى في المنطقة” طريق قشق”، لأكثر من نصف ساعة للوصول إلى الطريق العام وصعدوا إلى السرفيس نحو السلمية، ويغادر أبو المجد إلى حمص، ومنها إلى دير الزور ليكمل نشاطه في ترسيم الخط الثالث في المعارضة في ذلك العام.
ويصل بعدها دمشق ويصدر عن حزب العمل بيان اعتقال الرفاق الخمس “عباس عباس (أبو حسين)، توفيق عمران، أحمد نيحاوي، غسان حسن، حسن زهرة (أبو عصام)”.
ويكمل نشاطه في حزب العمل، والتجمع الوطني الديمقراطي، وتيم حتى بداية الربيع العربي، في تونس، ومصر ويساهم في عدد “الآن” الاحتفالي بالثورتين. وعمل أبو المجد في الهيئات السياسية التي اتخذت طريقها لتوحيد المعارضة السورية للوصول إلى صيغة موحدة تستطيع أن تكون نداً للنظام السوري.
وعند عودته من الصين بعد زيارة لها واللقاء مع وزير خارجيتها جرى اعتقاله مع” إياس عياش، وماهر الطحان” على حاجز قرب مطار دمشق الدولي.
ورغم كل الجهود المبذولة، لم تستطع زوجته وأم ماهر الطحان الرفيقة” فدوى محمود” الوصول إلى حقيقة تخص الكشف عن مصيرهم.
وإلى جانبهم اعتقل رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق الوطنية من منطقة البرامكة، وانضم إلى المعتقلين باسم هيئة التنسيق.
ويضاف إلى هؤلاء المعتقلين المحامي المدافع عن حقوق الإنسان، وعدد كبير من المعتقلين السياسيين في تسعينيات القرن الفائت المحامي خليل معتوق الذي مازال مصيره مجهولاً.
ولا بد من ذكر الممثل زكي كورديلو وابنه مهيار، وعادل برازي وإسماعيل حمودة الذين اعتقلوا من بيتهم في دمر البلد، وحتى الآن لا يزال مصيرهم مجهولاً. أخيراً إن الحرية لا تتجزأ، فالحرية لجميع المعتقلين السياسيين في السجون السورية، والحرية لجميع المعتقلين في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”