fbpx

عام على تأسيس حركة التحرير والبناء.. إنجازاتٌ وأخرى قيد الانتظار

0 244

المكتب الإعلامي

تقترب الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة حركة التحرير والبناء، والتي أصدرت بيانها التأسيسي في الخامس عشر من شهر شباط/فبراير عام 2022. هذه الانطلاقة تقف خلفها تحديات كبرى يواجهها الشعب السوري، الذي خرج بثورته في الخامس عشر من آذار عام 2011.

إننا في هذا التقرير الذي يرصد نشاط وفعاليات حركة التحرير والبناء، إنما نرصد نجاحات هذه الحركة في مهام عديدة تصدّت لها، ونرصد أيضاً عدم تفعيل مهامٍ ذات أهمية استراتيجية مثل الجانب السياسي لها، حيث يشكّل هذا الجانب الحامل الرئيس الذي تنتظم وفق بنائه مهام وأهداف حركة التحرير والبناء ذات الطابع السياسي الاستراتيجي.

وثيقة الانطلاقة والتأسيس

نشرت حركة التحرير والبناء بيانها التأسيسي على معرفاتها بتاريخ الخامس عشر من شهر شباط/فبراير عام 2022، وقد حمل بيان التأسيس رؤية الحركة بصورة شاملة وواضحة، حيث جاء فيه إن استمرار التحديات الكبرى التي تواجه شعبنا السوري العظيم، المطالب بحريته وكرامته، الساعي للتخلص من نظام الحكم الإبادي، وما جلبه على الشعب السوري من احتلالات أجنبية روسية وإيرانية، وما رافق ذلك من سيطرة تنظيم (PYD) الإرهابي على المنطقة الشرقية، يسوم أهلها سوء العذاب، عاملاً على اقتطاع جزء طاهر من الأراضي السورية وإلحاقه بمشاريع أجنبية خارجية، ما هدد من الجذور ثورتنا العملاقة التي ضحّى أبناؤها بكل غال وثمين.

لقد وجدت الفصائل الأربعة المكونة لحركة التحرير والبناء (فرقة أحرار الشرقية، جيش الشرقية، الفرقة عشرون، صقور الشام قطاع الشمال) نفسها بحاجة لتكوين إطار أوسع يذيب الفصائلية، ويتماهى مع بناء الجيش الوطني السوري وفق بنيته وعقيدته العسكرية، ويشكّل الذراع العسكرية الشرقية لهذا الجيش، كما يشكّل بنية سياسية تقرأ وضع المنطقة الشرقية التي تنتمي إليها قوات الحركة.

لقد حدّد بيان تأسيس حركة التحرير والبناء أهدافه، هذه الأهداف تعاهدت على تنفيذها الفصائل المكونة للحركة، حيث تمّ بلورتها وفق سبعة أهداف هي الثبات على مبادئ الثورة السورية والتمسك بأهدافها لإسقاط نظام الإبادة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية أرضاَ وشعباً والحفاظ على مكوناته ومنع التغيير الديمغرافي، والتأكيد على أن الفصائل المذكورة هم حماة لهذا الشعب الكريم وخادمون له، والمساهمة بإقامة نظام عادل يصون حرية المواطنين وكرامتهم أساسه الحكم الرشيد، والعمل على استقرار الوضع الأمني في المناطق المحررة، والمساعدة في تحسين سبل العيش الكريم للمواطنين في أماكن تواجد الفصائل المذكورة، وإقامة أوثق العلاقات مع قبائل وعشائر ومكونات المناطق المحررة.

وفق الاسم الذي اختارته الفصائل الأربعة المتحدة (حركة التحرير والبناء) يمكننا القول، إن اتحاد هذه الفصائل يقوم على ركيزتين رئيسيتين، الركيزة الأولى تتمثل في وحدة الفصائل عسكرياً كبنية جديدة، هذه البنية تنمي لتقسيمات الجيش الوطني السوري، حيث تتبع حركة التحرير والبناء إدارياً لقوات الفيلق الأول، أما الركيزة الثانية فهي ذات طبيعة سياسية اجتماعية، وتتمثل بمفهوم البناء، هذا البناء يمكن تلخيصه ببناء المنطقة الشرقية بالمعنى الاقتصادي والثقافي، والعمل على وحدة مكوناتها الاجتماعية من خلال مربع الوطنية السورية الجامعة لكل المكونات في البلاد.

العمليات العسكرية

تمثّل الأعمال الحربية لقوات حركة التحرير والبناء أساساً ومبرراً لوجودها، فهي قبل أن تتشكل كحركة موحدة، كانت فصائل ثورية مهمتها الدفاع عن المواطنين السوريين عموماً، والمواطنين السوريين في المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة) خصوصاً، ولكن دورها الحالي يقوم على منع الاعتداءات على مناطق الشمال المحرر، ومنع محاولات نظام الإبادة الأسدي من القيام بعمليات تخريب وقتل في الشمال السوري المحرر، كذلك التصدي للأعمال العدوانية التي تقوم بها ميليشيات قسد العابرة للوطنية السورية، والتي تهدف إلى قتل الأبرياء وإشاعة عدم الاستقرار السكاني في الشمال المحرر.

ففي تاريخ السابع من شهر آذار/مارس 2022 أحبطت قوات حركة التحرير والبناء محاولة تسلل لميليشيا الأسد على جبهة “تادف” بريف حلب واستطاعت تحقيق إصابات مباشرة.

هذه المحاولات التي تقوم بها ميليشيات أسد وقسد تنتهي دائماً بفشلٍ ذريع، مخلفةً وراءها قتلى للعدو وإصابات وخذلان.

إن اليقظة العسكرية ليست مجرد كلام، بل هي جزء من وعي مقاتلي حركة التحرير والبناء الوطني، الذي يرى في الميليشيات العدوة سبباً رئيسياً لما آلت إليه أوضاع البلاد، ولهذا يكون التصدي ليس مندرجاً ضمن عمل وظيفي مأجورٍ، بل يندرج ضمن أهداف كفاحية تريد تحرير البلاد من قبضة الميليشيات العدوة القادمة من خلف الحدود، والمناصرة لنظام إبادي شنّ حرباً على السوريين لأنهم طالبوه بالحرية والكرامة والعدالة.

اليقظة العسكرية لدى حركة التحرير والبناء لم تقتصر على الرباط في الثغور، وإنما اعتمدت على ضرورة التدريب القتالي المتطور، الذي يعتمد على أحدث خطط الحرب، واستخدام الأسلحة الممكنة وتكييفها بالإرادة البشرية القتالية لتحقيق النصر.

لهذا عملت قيادة حركة التحرير والبناء على إعداد قواتها عبر البناء البدني لتحمّل مشاق خوض المعارك، وعملت على إخضاع قواتها وفق اختصاصاتها العسكرية لتدريبات مكثفة على الأسلحة المتاحة لها، كما أخضعتها لدورات تثقيف سياسي وحقوقي، حيث تمّ تثقيف المقاتلين بشرعة حقوق الانسان، وبالاتفاقيات الدولية حول كيفية حماية المدنيين في الحرب، ومنع الاعتداء عليهم، وهذا يتفق مع أخلاق المقاتلين، الذين تربوا على أخلاق شعبهم المسلم.

لقد طوّرت حركة التحرير والبناء من وسائلها وأدواتها القتالية، فهي زوّدت مقاتليها بما يقيهم من حرب كيماوية يشنها نظام الإبادة عليهم، كذلك تم تدريب قطاع من المقاتلين على استخدام المسيّرات في المعارك ضد العدو، سواء لجهة استخدامها، أو لجهة التصدي لمسيّرات الميليشيات المعادية للثورة وقوات الجيش الوطني السوري.

وفي تصريحات عديدة لقادة من حركة التحرير والبناء، فقد أوضحت الحركة جاهزيتها القتالية لتحرير الأراضي السورية من الميليشيات العدوة، وقد وضعت هذه القوات في حالة استنفار شديد لبدء حرب لتحرير أراضي البلاد من الأعداء القادمين من خلف الحدود ومن قبضة ميليشيات نظام عدو للشعب السوري وثورته.

فهم قادة الحركة لأهمية وحدتها

يُدرك قادة حركة التحرير والبناء أن وحدتهم في هذا الإطار العسكري السياسي هو خطوة نوعية على أصعدة عدة، فالوحدة بين الفصائل تمنحها قوة إضافية، سيما وأنها تشكيل رئيسي من تشكيلات الفيلق الأول في الجيش الوطني السوري التابع لوزارة دفاع الحكومة المؤقتة.

 وإن وحدتها تعزّز ثقة حاضنتها الشعبية بها في محافظات المنطقة الشرقية الثلاث المنحدرة منها، إذ سيكون لدى المنطقة الشرقية جيشها، الذي سيحررها من احتلالات الميليشيات الأجنبية وميليشيات نظام الإبادة الأسدي، وسيكون للحركة دورٌ سياسي في حياة محافظاتهم، إذ تتبلور في كفاحها آفاق مستقبل المنطقة على مستوى تنميتها البشرية، والاقتصادية، والاجتماعية، بصورة متوازنة.

يعتبر نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء أبو حاتم شقرا “إن اتحاد فصيله أحرار الشرقية مع الفصائل الثلاثة المكونة لحركة التحرير والبناء قوة مضافة لهذه الفصائل وللجيش الوطني، فبرأي أبو حاتم شقرا إن اتحاد الفصائل قوة، لأن الاتحاد يُغلق الثغرات الأمنية ويجعل من الإطار الجديد الموحد قوة يحسب لها ألف حساب”.

ويعتقد أبو حاتم شقرا أن اتحاد الفصائل يسمح لها بخلق حالة استقرار في مناطق نفوذها، من خلال توحيد الأقسام المتشابهة في كل فصيل من هذه الفصائل، مما يمنحها أفقاً أوسع للعمل والتطوير بما يخدم الشعب في الشمال المحرر”.

ولم ينس نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء شرح معنى “البناء” في اسم الحركة، فهو قال في ذلك موضحاً “البناء هنا هو بناء عسكري أمني اجتماعي متكامل، أي أن الحركة الجديدة يمكنها النهوض بمهامها المتعددة (العسكرية والأمنية والاجتماعية) بما يخدم استقرار الشمال المحرر، ويخدم أي مهام بهذه المجالات التي قد تحتاجها قوى الثورة وجيشها الوطني”؟

وأوضح أبو حاتم شقرا: “إن تعدد أجهزة الأمن للفصائل الثورية في المنطقة الواحدة يُضعف عملها، ويترك ثغرات في قدرتها على ضبط أمن المنطقة المستهدف من قبل ميليشيات نظام أسد أو قسد الانفصالية”.

لكن نائب القائد العام يدرك أبعاد هذه الوحدة بين الفصائل المكونة لحركة التحرير والبناء، فيقول في ذلك: “ليس الأمر محصوراً بجانب أمني فحسب، بل أيضاً في جانب الاستقرار العام، حيث تتوحد المهام الاجتماعية وغير الاجتماعية التي تقوم بها حركة التحرير والبناء مما يوفر فرص تطوير واستقرار المنطقة المحررة، وأن توحيد المهام يساعد على تطوير الأداء في أي جزء منها، ويلغي في الوقت ذاته حالة تنافس الفصائل على خدمة ذات المهام والأهداف”.

وحول ما يسمى منطقة شرقي الفرات، فإن نائب القائد العام لحركة التحرير والبناء أبو حاتم شقرا يرى الأمر وفق الرؤية التالية فيقول حول ذلك: “شرقي الفرات هي منطقة سورية بامتياز، يعيش فيها سكانها المتآلفون عبر تاريخ البلاد، ولكن حزب ال PYD يريد سلخ هذه المنطقة ذات الغالبية السكانية العربية عن سورية، من أجل إقامة دويلة كردية، تشكّل تهديداً لسوريا ولجيرانها وتحديداً تهديد الشقيقة تركيا”.

إن هذا الرؤية الاستراتيجية لحركة التحرير والبناء والتي لخصها نائب قائدها العام ترتكز على فهم “إن هذا المشروع الانفصالي لا يمكنه العيش مستقبلاً، لأنه ضد مصالح الشعب السوري والشعب التركي الشقيق، وإن من حق أبناء المنطقة أن يدافعوا عن منطقتهم وأرضهم، ولعل تشكيل حركة التحرير والباء يرفد الجيش الوطني الذي يحرس كل الأراضي السورية بعد زوال نظام الاستبداد الأسدي”.

الدور الاجتماعي للحركة بعد مرور عام

لم تكن حركة التحرير والبناء منذ تأسيسها مجرد تشكيل عسكري محض، فهي نبتت من صلب حراك الجماهير الثورية، والتي رفعت شعارها الرئيسي في بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، وهذا رتّب على الحركة مهاماً اجتماعية واسعة، حيث ورد في اسمها مفهوم “البناء”، هذا المفهوم واسع المعنى والمهام، فهو يعني بالمحصلة الرئيسية بناء الانسان وبناء التنمية الشاملة بمعانيها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والعلمية، والحقوقية، الخ.

على مستوى بناء الانسان، عملت الحركة على تطوير قدرات مقاتليها العلمية والثقافية والحقوقية، فعلى المستوى العلمي، شجّعت الحركة مقاتليها الذين يرغبون باستكمال دراساتهم الجامعية، فسهّلت عليهم الوقت والمساعدة المادية الممكنة لديها، كذلك أقامت الحركة ورشاتٍ تدريبية بالتعاون مع مختصين من أجل توسيع معارف مقاتليها بما يختص بحقوق الانسان في السلم والحرب، ولم تدخر الحركة جهداً من أجل زرع الانضباط المسلكي لدى مقاتليها، وتحديداً بمنع أي سلوك فردي يتجاوز حقوق الناس في الحاضنة الشعبية.

لم تغفل حركة التحرير والبناء على مشاركة شعبها في طقوس رمضان والعيدين، فهي كانت وفق قدراتها توزع ما يمكنها تقديمه للمحتاجين في الحاضنة من مساعدات عينية مختلفة، وبهذا السلوك والممارسة قدرت الحركة على كسب احترام وتقدير الحاضنة الشعبية، والتي بدأت تُحس بأهمية وجود الحركة عسكرياً واجتماعياً وأمنياً.

كذلك كانت الحركة تلعب دوراً هاماً في فضّ النزاعات الأهلية التي نادراً ما تنشب بين الأهالي نتيجة سوء تفاهم، أو خلافات لا تحتاج إلى نزاعات مباشرة، وإنما تحتاج إلى قضاء عادلٍ مستقل يحكم بين المتنازعين بالقسطاط.

وتشجّع حركة التحرير والبناء على جعل الثقافة قوتاً فكرياً ينير لجماهيرها درب حياتها ومعالجة قضايا، وفهم مستقبلها، وهذا تمّ ويتمّ من خلال الندوات السياسية والفكرية والثقافية، التي محورها الرئيس الوطن، والمواطنة، وحريتهما، وكرامتهما.

اتساق عمل الأقسام في الحركة

هناك دائماً تنظيم داخلي للعمل، فبدون لوائح داخلية تنظّمه لا يكون العمل منتجاً، ولهذا يمكن تحقيق ذلك من خلال وجود نظام داخلي يحدد عمل الرقابة والمتابعة، حيث يقوم مكتب الرقابة بمتابعة عمل الإدارات والمكاتب، وحل النزاعات الداخلية وتقييم أداء المدراء والقادة العسكريين، ويختص بالتحقيق في الشكاوى والتقارير المرفوعة لقيادة التجمع حول الإهمال والتقصير وسوء الإدارة والمسلكيات الخاطئة.

يهتم مكتب الرقابة والمتابعة بمراقبة سير العمل وترسيخ المؤسساتية، وتنسيق عمل المكاتب وفضّ النزاعات الإدارية بينها، والقيام بأرشفة النظام الداخلي المقر من القيادة، واقتراح تعديلات عليه، ومتابعة عملية الانتقال من حالة المكاتب إلى الحالة المؤسساتية، كذلك الاطلاع على ميزانيات المكاتب والكتائب، ومتابعة عمليات الانفاق.

ويمكن تلخيص عمل ومهام مكتب الرقابة بالنقاط التالية: أرشفة الشكاوى المقدمة ضد العناصر، وأرشفة النظام الداخلي وتعديل كل ما يطرأ عليه من حديث، وأرشفة التوثيقات الخاصة بمسؤولي المتابعة العسكرية والإدارية والأمنية، تدوين وضبط حركة صندوق المصاريف، ورفع كشف شهري بالمصروفات المالية إلى مدير المكتب، تنظيم الأمور اللوجستية حسب توجيهات مدير المكتب، وغيرها من مهام.

أما إنجازات مكتب الديوان والارشيف والذي بدأ أعماله بتاريخ 1/12/2020، فتتلخص بالعمل على خطة مدروسة أعدتها القيادة العامة، وبالمشاركة مع قسم الموارد البشرية، كذلك تابع المكتب المراسلات الخارجية والداخلية مع الفيلق الأول، وعمل على وضع خطة عمل وآلية جديدة بالتعاون مع القيادة العامة من أجل تطوير عمل المكتب والمتمثل باستقبال البريد الداخلي والخارجي، وتسجيله وفق رقم خاص، كذلك أرشفة البريد الصادر والوارد، وأرشفة التقارير الشهرية والميزانية الشهرية، وإدخال البيانات على الحاسوب.

أما ما يختص بنشاط المكتب القانوني، فإن المكتب القانوني عالج 85 قضية وشكوى خلال مرور عام، وكانت نسبة إنجازه 80%، حيث تمّ الرد على أكثر من 135 كتاب وارد من الفيلق والقضاء العسكري، وتمّ الرد على 11 كتباً خارجياً من المنظمات الدولية والحقوقية، وبلغ عدد المرافعات أمام المحاكم العسكرية بما يخص العناصر 32 مرافعة.

من جهة أخرى تمّ إعداد أبحاثٍ قانونيةٍ تهمّ المكتب القانوني، وتهدف إلى تطوير كوادر المكتب، كذلك بحث وسائل الاثبات في القانون، وبحث الحق العام والخاص، وبحث مراحل التحقيق القضائي، ويعمل المكتب القانوني على إعداد دورات قانونية ودورات بالقانون الدولي الإنساني، إضافة إلى دورات لنشر وتعميق الوعي القانوني والانضباط المسلكي للعناصر.

أما ما يخصّ عمل مكتب التعليم والتدريب، فقد قام هذا المكتب بالكثير من الأنشطة المتعلقة بإقامة تدريبات مختلفة في قاعة التدريب أو في المقرات الخاصة بالمتدربين بالنسبة لمحو الأميّة. كما قام المكتب بمتابعة الإخوة طلاب الجامعات من أبناء الحركة وتغطية جزء من الرسوم الجامعية عنهم.

وقام مكتب المرأة التابع لمكتب التعليم بالعديد من الأنشطة المتعلقة بإقامة التدريبات المختلفة النافعة للأخوات المتدربات والشاملة لمعظم الجوانب التي يحتجنها. كذلك قام المكتب بعمل دورات للتعليم التعويضي لأطفال المدارس في مواد الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنكليزية والدعم النفسي.

وقام الفريق التعليمي في عام 2022 بتطوير قاعدة بيانات شاملة تحتوي على معلومات الذاتية العامة ومعلومات الاستفادة من صندوق التكافل ومعلومات الاستفادة من الدورات ومنح الأقساط الجامعية بحيث يتم التوصل لكل هذه المعلومات بمجرد إدخال اسم الأخ.

لقد تمّ في عام 2022 إقامة 6 دورات تدريبية، وكان عدد المستفيدين 80 أخٍ

وبلغ عدد حالات الاستفادة من المنح الجامعية لمكتب التعليم 59 حالة، وتم دفع مبلغ قدره 4635 دولار أمريكي و28577 ليرة تركية كأقساط جامعية للطلبة.

أما مكتب المرأة التابع لمكتب التعليم فقد قام بتدريبات وجلسات توعوية متعلقة بمختلف المجالات التي تهم المرأة، كما تم التواصل مع عدد من المنظمات والفرق التطوعية لإقامة هذه الجلسات والتدريبات، وبلغ عدد التدريبات والجلسات المقامة حوالي 27 تدريباً، وبلغ عدد المستفيدات من هذه التدريبات في عام 2022 644 مستفيدة.

إن مكتب التعليم ولسهولة عمله ودقته اعتمد على استخدام التقنية عبر وضع قاعدة بيانات عبر برنامج أكسس.

الرؤية السياسية لحركة التحرير والبناء

 حين تشكّلت حركة التحرير والبناء فقد حكم تشكلها أمران رئيسيان، أولهما، أن تكون حركة التحرير ذات نهج كفاحي وطني تحرري، وثانيهما أن تكافح سياسياً من أجل مستقبل سورية عموماً والمنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث خصوصاً.

في النهج الكفاحي الوطني التحرري، بنت الحركة رؤيتها الاستراتيجية على هدف تحرير الأرض والإنسان، هذا التحرير وفق رؤيتها يحتاج إلى توفير أدواته ووسائله، وهذا يعني توفير السلاح المناسب والمتطور لتحقيق تحرير الأرض من قوى الميليشيات الأجنبية أو ميليشيات نظام الإبادة الأسدي، كذلك زرع الوعي الوطني التحرري لدى الشعب، وتحديداً لدى أجيال الشباب، فهم الأقدر على القتال والتضحية من أجل تحرير الأرض.

لقد وعت حركة التحرير والبناء أن محافظات المنطقة الشرقية الثلاث هي خزان سورية الرئيسي على صعيد المياه والزراعة بشقيها النباتي والحيواني، وهي منطقة تنام على ثروات هائلة من الغاز والبترول ذي النوعية الجيدة، هذه الثروات هي قيد النهب والسرقة من نظام أسد سابقاً، ومن ميليشيات قسد وغيرها لاحقاً.

لهذا تبنت حركة التحرير والبناء مفهوم التنمية الشاملة بكل مناحيها، وهذا يتطلب تحرير المنطقة من الاحتلالات الأجنبية، ليتسنى وضع رؤية تنموية استراتيجية، يتمّ من خلالها تطوير المجتمع اقتصادياً، وعلمياً، وثقافياً، وقبل كل ذلك سياسياً.

الرؤية السياسية لحركة التحرير والبناء هي رؤية ثورية تقوم على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية واستقلالها الوطني الناجز، وهي رؤية تُدرك أن لا تنمية في البلاد وفي مناطقها الشرقية دون قيام دولة مدنية ديمقراطية تعددية، هذه الرؤية تعني في المحصلة أن تلعب حركة التحرير والبناء دوراً سياسياً في حياة سورية الجديدة، وحياة المنطقة الشرقية بعد التحرير.

وكي تلعب حركة التحرير والبناء هذا الدور السياسي ينبغي عليها بناء ذراعها السياسية إلى جانب ذراعها الكفاحية العسكرية، فالذراعان يكملان بعضهما، مما يفوّت الفرصة على المتربصين بسورية وبالمنطقة الشرقية منها.

الدور السياسي المطلوب هو اكتشاف حاجات المنطقة التنموية، بعد توفير حاجاتها الأمنية واستقرار سكانها، وهذا يتطلب من حركة التحرير والبناء وضع أولوياتها التحريرية والبنائية، وأن يستند ذلك على معرفة بقدرات نفسها وقدرات حلفائها، وطبيعة تطور الأحداث، نتيجة تغيرات الواقع وتوازناته المستمرة.

إن حركة التحرير والبناء ترتبط بقاعدتها الشعبية في المناطق الواقعة تحت احتلال الميليشيات الأجنبية وميليشيات نظام أسد المستبد القهري، هذا الارتباط هو ارتباط وجودي يتعلق بوجود الشعب السوري في المنطقة الشرقية أو مناطق سورية الأخرى، فبدون هذا الارتباط تفقد الحركة القدرة على معرفة واقع شعبها في المناطق المحتلة، ولهذا فهي مطالبة ببناء خلايا سياسية في هذه المناطق، مهمتها الرصد الواقعي لكل مجريات الأمن والاقتصاد والوضع الاجتماعي، هذا الرصد من قبل خلايا سياسية ثورية يساعد حركة التحرير والبناء ومن خلفها قوى الثورة السورية على وضع استراتيجية ملموسة لتحرير الأرض والإنسان.

إن قيادة حركة التحرير والبناء هي قيادة عسكرية/سياسية في آن واحد، وهي قيادة ذات خبرات وتجارب كفاحية كبرى، مما يعني ضرورة تطوير أدائها السياسي إلى جانب أدائها العسكري الكفاحي التحرري.

إن مرور عام على تشكيل حركة التحرير والبناء هو مدعاة للمراجعة النقدية للحركة في كافة مناحي كفاحها ونشاطها المختلف والمتعدد، هذا النقد يصحح مسار الحركة ويجعل منها قوة كبيرة ذات فعالية في بنية الجيش الوطني السوري.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني