fbpx

طلاب شمال وشرق سوريا بين مناهج مؤدلجة وطلب العلم

0 219

حلم التعلم باللغة الكردية الذي عاشته الأغلبية الكردية من سكان شمال وشرق سوريا على مدى عقود تحول لكابوس يعيشه الطلاب مع ذويهم في رحلة التعلم. فبعد عقود من الحرمان من اللغة الأم والتهميش من قبل نظام البعث فرضت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مناهج دراسية ركيكة غير مدروسة تركز على ثقافة وأفكار حزب الـ PYD القيادي في الإدارة الذاتية والتي لا تجد اعترافاً بها من قبل المنظمات الدولية والحكومات المجاورة، هذه المناهج التي فرضت بالقوة ويقوم بتدريسها مدرسون غير مؤهلون. اللافت للنظر الرفض الكبير لمناهج المرحلة ما قبل الجامعية في مناطق كثيرة تتبع للإدارة الذاتية خاصة في دير الزور والرقة وفي مناطق أخرى ويخشى الكثيرون الحديث في هذا الموضوع.

مناهج الإدارة الذاتية للتعليم ما قبل الجامعي (المرحلة الثانوية) تتضمن مواد جديدة منها مادة الثقافة والأخلاق والتي تهدف حسب وجهة نظر الكثيرين إلى إعادة إحياء الطبيعة وعبادات قديمة.

الجنولوجية أو علم دراسة المرأة، مما ورد في الكتاب أن المرأة خلقت لتمجد وتبدع وأن الرجل قضى على دور المرأة منذ الأزل وإلى الآن وأن على المرأة استعادة دورها القيادي الذي خسرته بعد الانكسار الجنسي الأول الذي حدث عام 2500 ق.م حيث تسلط الرجل على الواقع السياسي حتى ظهور الإسلام.

أما الانكسار الجنسي الثاني كما يسميه الكتاب بدأ بسيطرة الرجل على المرأة مع ظهور الإسلام الذي أخرج المرأة من الحياة السياسية وهدم دورها المجتمعي.

الكتاب الذي يدعو لتحرير المرأة جنسياً – أخلاقياً – سياسياً – دينياً وإعادة دورها السياسي والاجتماعي القيادي وتحررها من سطوة الرجل والمجتمع، يحوي صوراً لتماثيل مخلّة بالآداب العامة حسب رأي كثيرين.

كما قامت إدارة المناهج بحذف مادة التربية الدينية ووضعت مادة بديلة تحت مسمى تاريخ الأديان والمعتقدات، التي تتحدث عن تاريخ الأديان وتعرض معتقدات قديمة كانت سائدة في المنطقة ويرى كثيرون هذا الكتاب تبشيراً بديانات قديمة جديدة.

كتب التاريخ في مناهج الإدارة الذاتية تتحدث عن تاريخ المنطقة وتعتبر انتفاضة 2044 في مناطق شمال وشرق سوريا بداية لتحولات تاريخية كبرى.

أما كتاب جغرافيا كوردستان والعالم فيتحدث بشكل مفصل عن جغرافية المنطقة ككل وجغرافية كردستان الكبرى، امتدادها وتضاريسها وبيئتها وهو ما يرفض أهالي مناطق دير الزور والرقة تدريسه.

عدد من الطلاب والمدرسين ممن حاولنا الحصول على آرائهم، كانت لهم آراء متباينة حول هذه المناهج.

أ.ع تعمل مدرسة في مدارس الإدارة الذاتية تقول أرسل أولادي لمدارس الإدارة الذاتية ماذا يعني عدم الاعتراف بالمناهج نحن هنا في جميع الأحوال المهم أن يتعلم أبنائي بلغتهم الأم.

فيما كان لـ م.ر رأي آخر حيث يرى أن هذه المناهج هي مناهج مؤدلجة تهدف لتغيير الواقع وفرض أيديولوجيا وأفكار مختلفة على الطلبة وهو أمر مرفوض فكما كنا نستنكر أدلجة المناهج من قبل حزب البعث نحن اليوم نرفض ذات الأسلوب من الإدارة الذاتية.

وأضاف: أفضل أن يبقى أبنائي بدون تعليم على تقديم هكذا مناهج لهم.

م.س طالب أنهى دراسته في إحدى الجامعات التابعة للإدارة الذاتية يقول لا أجد أي فائدة من الشهادة التي حصلت عليها، كانت مجرد محاولة للهروب من التجنيد الإجباري، واليوم أبحث عن وظيفة لكن دون جدوى حيث تطلب الإدارة الذاتية موظفين من حملة شهادات الجامعات السورية الحكومية.

في حين مازال كثيرون يرسلون أبنائهم إلى المدارس داخل المنطقة التابعة للنظام متحملين تكاليف باهظة ليحصل أبنائهم على شهادات معترف بها هناك. بالمقابل هناك من استسلم للأمر الواقع فيما لاتزال هناك فئة مترددة بين هذا وذاك.

فيما كان لأهالي ومدرسي مناطق دير الزور والرقة رأي آخر حيث استمروا في رفضهم لهذه المناهج وطالبوا بتدريس المناهج الحكومية مستندين إلى قرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ذات الشأن.

الخاسر الأكبر في هذه الفوضى التعليمية ونتيجة لهذه المناهج هو جيل، بل أجيال باتت على أبواب الضياع وفقدت حقها في التعليم والاختيار.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني