fbpx

طريقان لا ثالث لهما أمام السوريين.. سحق استبداد أسد أو ذلٌ ومهانة دائمان

0 311

مشهد أهالي المعتقلين وهم يتجمهرون تحت “جسر الرئيس” في العاصمة دمشق، وملامحهم تطفح بأمل غامض عن نجاة أبنائهم من معتقلات الموت التي أقامها نظام أسد، مشهدٌ يكشف عن الذل والهوان الكبيرين، اللذين فرضهما نظام استبداد أسد على السوريين كافة.

إن الفضائح المجلجلة التي تطارد نظام أسد، والتي ترتكز على جرائم أرتكبها قبل وأثناء ثورة عام، 2011 التي لا تزال مستمرة، هذه الفضائح، التي يجب أن تقام من أجلها محاكم دولية، إنما أراد أسد أن يغطيها بعفو عن جرائم إرهابية، فظهر هذا العفو شبيهاً ببنية هذا النظام، من حيث الكذب على الناس، ومحاولة غسل جرائم مقابل بضع مئات من سجناء أغلبهم متهمون بالتهريب وتجارة المخدرات.

إن حجم جرائم نظام أسد طوال زمن الثورة السورية منذ أحد عشر عاماً مهولٌ، وهذا الحجم، لا يمكن التغاضي عن نتائجه ومفاعيله لدى السوريين، إذ أن نصف السوريين وأكثر لا يزالون في حالة نزوح داخلي أو خارجي، وهم ليسوا بمأمن البتة، فبراميل النظام تستيقظ من نومها لتمارس وحشية التدمير وإزهاق الأرواح المدنية وتدمير الأماكن السكنية والبنية التحتية.

إن العالم الغربي الحر، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يحتفظ بوثائق هائلة تجرّم نظام أسد بانتهاك حقوق الانسان وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واستخدام العنف المفرط، والأسلحة المحرّمة دولياً مثل السلاح الكيمائي والقنابل العنقودية وغيرها من الأسلحة المرعبة.

إن قانون الحماية المدنية الذي أجازه الكونغرس الأمريكي بالإجماع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إنما يضع نظام أسد أمام مواجهة استحقاقات القانون الدولي، باعتباره مرتكباً لجرائم ضد الإنسانية، ولعل ذلك يساعد حكومة الولايات المتحدة في الضغط من أجل محاكمة المجرمين الذين انتهكوا حقوق السوريين عبر القتل والتدمير والاعتقال والتعذيب الممنهج.

ولكن لا يجب على السوريين رمي حمل الخلاص من نظام الإبادة الذي يحكمهم أسد به على قوى المجتمعات الحرّة فحسب، بل عليهم أن يعوا أن ما جرى لهم في انتظارهم لأبنائهم المختفين قسرياً في زنازين ومعتقلات الموت لدى نظام أسد كانت الغاية منه حفر الذل والهوان في وعيهم، بغية السيطرة الدائمة عليهم، وحكمهم أذلاء باستمرار، وتحويلهم لعبيد مزرعة أسد.

السوريون لن ينسوا ما جرى لهم ولأبنائهم من قتل وتدمير وإرهاب مارسه نظام أسد، فهم باتوا يدركون أن هذا النظام لا يمكن إصلاحه بالمطلق، لأنه ببساطة ليس نظام حكم طبيعي، بل هو نظام عصابة اغتصبت البلاد وعاثت بالشعب والثروات كل فساد ونهب وتدمير، ولهذا ستحفر في وعي السوريين مشاهد ركضهم ولهفتهم وأملهم الغامض في انتظار أي خبر حقيقي يريحهم عما حدث لأبنائهم في مسالخ معتقلات أسد.

هذا الأمر لا ينبغي أن يبقى مجرد ذكرى كريهة، بل يجب تحويله إلى طاقة عمل ثوري خلّاق، لسحق استبداد نظام أسد الفظيع، تحويل الحالة إلى فعل تاريخي، للخلاص من براثن استبدادٍ قبيحٍ ارتكب كل الجرائم والفظائع.

إن الظروف الداخلية للسوريين الواقعين تحت سيطرة نظام أسد ظروف مناسبة تماماً للثورة ضد طغيان هذا النظام، حيث يتفشى الجوع والحرمان والحاجة لأبسط مقومات الحياة، وحيث لا تزال حريات الناس مهدورة وكرامتهم الإنسانية مفقودة، لهذا لا خيار أمام السوريين سوى اختيار أحد طريقين لا ثالث لهما، إما طريق سحق الاستبداد وبناء دولة الحق والقانون والمواطنة التامة، أو القبول بالذل والهوان الأبديين كما يريد لهما ذلك نظام أسد.

ملف المعتقلين، وفضيحة مذبحة حي التضامن الدمشقي، ليسا سوى الجزء اليسير من جرائم ارتكبها ولا يزال يرتكبها نظام أسد المعادي للشعب والحرية والإنسانية، هذا النظام ليس خطراً على السوريين فحسب، بل هو خطر على دول الجوار وعلى قيم الحرية والديمقراطية والمجتمعات الحرة في العالم، ولهذا ينبغي وضع خارطة طريق ملموسة لتفكيك وتدمير بنية هذا النظام، وتقديم مرتكبي الجرائم بحق السوريين إلى المحاكم الدولية المختصة، لينالوا جزاءهم مقابل ما اقترفته أيديهم من انتهاكات فظيعة بحق السوريين.

طريقان لا ثالث لهما طريق الحرية وكرامة الانسان، وطريق الذل والهوان الأسدي، فأيهما سيختار السوريون؟!

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني