شرق أوسط جديد
الشرق الأوسط مصطلح جيوسياسي يشير إلى منطقة بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية ودول الخليج ودول المغرب العربي وتركيا وقبرص ومصر وإيران والعراق.
استخدم أول مرة مصطلح شرق أوسط بشكل رسمي من قِبل الولايات المتحدة عام 1957. تعلق ذلك بسياسة آيزنهاور أثناء أزمه السويس، أي بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956ميلادي، ثم بدأ الحديث عن شرق اوسط جديد منذ اواخر القرن الماضي اي بداية العقد الأخير من القرن الماضي، أي العقد العاشر من القرن العشرين، وكانت هذه العملية تهدف إلى تكامل اقتصادي ومالي وسياسي بين إسرائيل والدول العربية كنتيجة لعمليه سلام لم يكتب لها النجاح لأسباب وعوامل عديده لا مجال ذكرها هنا، ثم تجدد العمل على شرق أوسط جديد في بداية القرن الحادي والعشرين بعد نهاية نظام صدام حسين في العراق عام 2003 ميلادي، وكان من المتوقع، أو المصرح به، أن هذه النهاية ستؤسس لمرحله ديمقراطية في المنطقة عبر خلق حالة من الفوضى الخلاقة، وكما أشار البريطاني برنارد لويس في ثمانينيات القرن الماضي عندما دعا إلى إعادة تقسيم المنطقة على اساس عرقي وديني، ثم دعت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية في عام 2005 ميلادي كونداليزا رايس، وقد تبع هذه الدعوة الحرب الأهلية الطائفية في العراق عام 2006 ميلادي، ثم تجددت الدعوة إلى شرق اوسط جديد مرة ثالثة مع بدء ما يسمى الربيع العربي عام 2011 ميلادي، وقد تحول هذا الربيع إلى حرب طاحنة بين أطراف مختلفة، منها ما هو بين قوى معارضة والسلطة، ومنها ما يستند لأسباب قومية، ومنها طائفي ديني، ومنها دولي وإقليمي مما أدى إلى انهيار بعض هذه الدول من حيث هي دول؛ كاليمن وليبيا وسوريا والسودان والجزائر، وعاشت هذه الدول حربا وفوضى (خلاقة) من جديد، نعم تختلف درجاتها بين دولة وأخرى، ما يجري في تونس، على سبيل المثال، يختلف عما يجري في مصر، وما يجري في مصر وتونس يختلف عما يجري في اليمن وليبيا، وما يجري في اليمن وليبيا يختلف عما يجري في سوريا والعراق.
في هذه الأيام، فإن موجة الدعوة لشرق أوسط جديد تزامنت مع الربيع العربي والحرب على غزة وتمزق وتشتت السودان واليمن ولبنان وسوريا والعراق. وحتى لو لم تعلن الانقسامات بشكل سياسي وجغرافي لكيانات مستقلة إنما هو أمر واقع وأمام نظر الجميع. وساهمت هذه التطورات والصراعات بين الدول والدول الإقليمية وشعوب المنطقة وحكوماتها في تدمير وإضعاف جيوش هذه المناطق بشكل عام.
وترى إسرائيل أن ما يحدث في المنطقة، وأحداث غزة المكلومة ولبنان وسورية، ووجود حزب الله الملطخة يداه بدماء الأبرياء من السوريين واللبنانيين واليمنيين والعراقيين وغيرهم، يصب في خدمة إيران ومشروعها التوسعي، فهل سيؤدي كل ما يحدث إلى شرق أوسط جديد فعلا؟
إلى شرق أوسط جديد ديمقراطي؟! وهذا قد لا ينسجم مع أهداف الشرق الأوسط الجديد كما يتصوره زعماء إسرائيل الذي يقوم على أساس بناء موازين قوى جديدة في المنطقة، بالطبع، لصالح إسرائيل وإعادة رسم الخريطة الإسرائيلية سياسيا وجغرافيا واقتصاديا على حساب الدول العربية مع فرض سلام دون ان تدفع اسرائيل أي ثمن مقابل ذلك السلام المزعوم، لكن، بإرادة الأحرار من شعوب المنطقة لن تمر مؤامرة الشرق الأوسط الجديد كما تراه إسرائيل.