fbpx

شتاءٌ يرمي بظلاله على بؤس النزوح في مخيمات اللجوء شمال شرق سوريا

0 318

سوريون يعانون الأمرين بسبب الحرب الدائرة والعمليات العسكرية المستمرة. غرباء في بلادهم، يفتقرون كل مقومات الحياة، في مخيمات لمت شتاتهم، وحاولت أن توفر لهم بعض الأمن والطمأنينة، سعوا إليها، فارين من الموت، تاركين خلفهم تاريخاً من الذكريات والأمنيات، ذهبت أدراج رياحٍ عصفت بهم، حاملين في قلوبهم ندبةً نازفةً، وبات كل ما يملكونه خيمةً لا تقيهم من حر الصيف، ولا برد الشتاء الذي حل حاملاً معه البرد القارس دون أمطار، أمطارٌ ينتظرها الجميع إلا هؤلاء، فهي نقمةٌ عليهم وليست نعمة، في ظل الظروف التي يعيشونها.

مخيمات يفتقدون فيها كل شيء، وكل مستلزمات الحياة. النازحون السوريون في المناطق التي تتولى إدارتها الإدارة الذاتية، يتوزعون على مخيمات عدة، حيث تتولى الإشراف عليها وهي:

● مخيم روج، يقع شمال مدينة المالكية يضم حوالي 705 عائلة تضم 2,269 نازحاً

● مخيم نوروز، يقع على بعد 6كم شمال مدينة المالكية 107 عائلة فيها 519 نازحاً.

● مخيم العريشة، يقع على بعد 40 كم جنوب الحسكة فيها 2,606عائلة تضم 12,985 نازحاً.

● مخيم رأس العين، يقع على بعد 6 كم شرق الحسكة تضم 1300 عائلة فيها 6000 نازحاً.

● مخيم واشوكاني، يقع على بعد 12كم غرب الحسكة يضم 1,900 عائلة فيها 12,200 نازحاً.

● مخيم الهول، وهو أكبر المخيمات وأكثرها إشكالية، أسسته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتنسيق مع الدولة السورية في 1991 لاستقبال اللاجئين العراقيين أثناء حرب الخليج. في منتصف نيسان/2016 أعادت الإدارة الذاتية المعلنة في شمال شرق سوريا افتتاح المخيم لاستقبال النازحين الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش من الطرفين السوري والعراقي كونه يقع قرب الحدود السورية/العراقية. وكان يضم  أكثر من 30 ألف سوري أغلبهم من النساء والأطفال ونحو 73280 لاجئ عراقي و11500 عائلة من عوائل داعش، وجود اللاجئين السوريين والعراقيين مع عوائل داعش أفرز مشكلات إنسانية واجتماعية كبيرة داخل المخيم وأثار القلق حول تأثر هؤلاء بعوائل التنظيم.

وقد أعلنت إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد” أن المجلس والإدارة الذاتية أصدرا قراراً بإفراغ مخيم الهول من السوريين بالكامل وأكدت في حديثها “من يرغب بالبقاء في المخيم لعدم قدرته على العودة أو تحمل تكاليف المعيشة خارج المخيم لا يعتبر محتجزاً أو معتقلاً ورفضت تسمية المخيم بالمعتقل مؤكدة أن هذا المخيم يشكل عبئاً مالياً كبيراً على الإدارة الذاتية ومسد”.

وكان المخيم قد شهد منذ أيلول 2018 مغادرة حوالي 200 عائلة من اللاجئين العراقيين معظمهم من النساء والأطفال بالتنسيق مع الحكومة العراقية ودخولهم عبر معبر الفاو الحدودي إلى الأراضي العراقية.

وبالنظر لازدياد حالات الاغتصاب والاعتداءات الجسدية والقتل ضمن المخيم من قبل عناصر داعش وعوائلهم ضد المدنيين والحراس والعاملين في المخيم، وتكرار محاولات التسلل والهروب خارج المخيم عن طريق شبكات من المهربين. فإن إفراغ المخيم من المدنيين السوريين والعراقيين يعني إمكانية السيطرة بشكل أكبر على المخيم بالإضافة لتخفيض تكاليفه، ويمهد لإيقاف ما تسبب به وجود المدنيين من مشاكل اجتماعية وصدامات واعتداءات.

ولا يمكن الاكتفاء بتفريغ المخيم من المدنيين، بل يحتاج وجود عناصر تنظيم داعش ضمن المخيم لحل جذري وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية وعرضهم على محاكم تبت في حالاتهم أو حتى استقبالهم من قبل الدول التي يحملون جنسيتها من أجل محاكمتهم وإعادة دمجهم بالمجتمع.

وبتاريخ 10/10/2020 أصدرت الإدارة الذاتية القرار رقم 146 الذي يقضي بالسماح للعائلات السورية بالخروج من المخيم، والعودة للاندماج مع المجتمع.

حيث تم إطلاق سراح 15 ألف امرأة سورية وطفل كدفعة أولى من المخيم الذي يضم 28 ألف مواطنة وطفل يحملون الجنسية السورية، من بين أكثر من 68 ألف سيدة وطفل محتجزين هناك، منهم 30 ألفاً يحملون الجنسية العراقية، والبقية يحملون جنسيات مختلفة.

لذا تشير الإحصائيات الأخيرة إلى وجود نحو 17,016 عائلة تضم نحو 63000 نازح ولاجئ ومعتقلي عوائل داعش.

● مخيمات الرقة:

● مخيم تل أبيض يقع على بعد 50كم شمال الرقة فيه 677 عائلة تضم 3,486 نازحاً.

● مخيم المحمودي: يقع على بعد 15كم شمال الرقة فيه نحو 1834 عائلة تضم 4468 نازحاً.

● مخيم منبج القديم، فيه381 عائلة تضم نحو 1,986 نازحاً.

● مخيم منبج الجديد، يقع على بعد 20كم شرق منبج فيه 474 عائلة تضم نحو 3,003 نازحاً.

تفتقر هذه المخيمات إلى شبكات الصرف الصحي وشبكات مياه الشرب، ما يهدد ساكنيها بانتشار الأمراض. فقد كثرت حالات التسمم والإسهال بسبب الماء بحسب قاطنيها. بالإضافة لقلة أغلب المواد الأساسية واحتياجاتهم من وسائل التدفئة والمحروقات والبطانيات في هذا الجو البارد، ولا تزال مصادر دخل سكان المخيمات غير معروفة حيث يقول بعض القاطنين أنهم يعتمدون على مدخراتهم المالية وبعضهم الآخر ما يزال يعتمد على ما تقدمه بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية للنازحين وما تقدمه الإدارة الذاتية للقاطنين في المخيمات.

(أبوأحمد) مخيم واشوكاني “نفتقد مواد التدفئة والخيام لا تقي من البرد، والمشكلة الأكبر هي عدم وجود مرافق صرف صحي كافية، فهي تشهد ازدحاماً وحرجاً للعائلات مع عدم التقيد بالنظافة”.

(نجاح علي) “نقوم ببيع المواد الغذائية التي نحصل عليها لتأمين المال لشراء الخضروات والمستلزمات الأخرى لعدم وجود مساعدات مالية”

وفي حديث له صرح (شيخموس أحمد) رئيس مكتب اللاجئين في شمال شرق سوريا”

تواجه الإدارة الذاتية صعوبة كبيرة في إدارة وتأمين احتياجات القاطنين في المخيمات التابعة للإدارة الذاتية، بسبب تخلي الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية عن القيام بواجبها تجاه هؤلاء النازحين، ولا تستطيع الإدارة وحدها سد حاجاتها المتزايدة”

وتابع “تتبع المنظمات العاملة في المنطقة لمكتب رئيسي في العاصمة دمشق التي تمارس بدورها ضغوطاً لعدم تقديم الدعم إلا عن طريق الهلال الأحمر السوري، وهي محدودة جداً، ويجب عدم تسييس الأزمة على حساب حاجات الناس”

 وأكد أن “إغلاق معبر اليعربية بقرار من الأمم المتحدة بفيتو روسي صيني وعدم السماح بدخول المواد الإنسانية زاد الأوضاع سوءاً”

حفاة، عراة، في أحضان خيامٍ لا تقي برداً ولا حراً ينتظرون رحمة من السماء في غياب الإنسانية حتى تبت القوى المتحكمة في الأزمة السورية لوضع حدٍ لسيل الآلام والتشرد الذي طال أمده.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني