fbpx

سلطة الأمر الواقع بعد سبع سنوات.. فشل في كل المجالات

0 211

احتفلت الإدارة الذاتية يوم الخميس الموافق 21/1/2021 في صالة البيلسان بريف مدينة عامودا. حيث اجتمع المئات من مؤيدي الإدارة، والأحزاب المنضوية تحت إدارتها، للاحتفال بالذكرى السنوية السابعة لتأسيس الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، في ظل حظر التجمعات والاحتفالات الذي فرضته الإدارة نفسها، لتبدأ بالحديث عن إنجازاتها، وما حققته من نجاحات على الصعد كافة خلال السنوات السابقة من عمرها، وعرض خطتها للسنوات القادمة من مشاريع وخدمات في ظل تصفيق حاد وترحيب وتهليل من الحضور، وكأنهم يعيشون في انفصال تام عن الواقع. فمن خلال نظرة سريعة، وعامة للواقع، يتبين حجم المعاناة في ظل هذه الإدارة، التي ينخرها الفساد، والتفرد في السلطة وممارسة الإقصاء لكل من لا يتوافق وسياستها، وفرض الواقع بقوة وسلطة السلاح.

● الواقع الأمني: لا تزال المنطقة تعاني من فقدان الأمن، وعسكرة المجتمع وكثرة حالات السرقة والخطف والتفجيرات بين كل حين وحين، والاشتباكات بين قوات قسد وقوات الأسايش التابعة للإدارة الذاتية من جهة وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني التابعة له من جهة أخرى. حيث شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات بينهما وحصار مناطق المربع الأمني في الحسكة، ومنطقة حلكو بالقامشلي، ومدخل حي طي جنوب القامشلي، الذي يعتبر الرئة التي يتنفس منها سكان الريف الجنوبي للقامشلي، ما أدى إلى اضطراب الأمن ونشر الخوف والرعب بين الأهالي وإصابات عدة من الطرفين.

مع استمرار الخلايا النائمة لداعش بالقيام بعمليات الخطف والقتل وإرهاب الأهالي. فقد تم خطف رئيسة بلدية تل الشاير سعدة الدرماس ورئيسة مكتب الاقتصاد في المجلس هند الخضر وقطع رأسيهما، ورمي الجثث.

كما شهد مخيم الهول الذي يحتوي عائلات عناصر داعش، اللواتي أقمن دولة الخلافة داخل المخيم، تسجيل 12 حالة قتل في الفترة الواقعة بين 1-16 الشهر الحالي، بينهم لاجئة عراقية بحسب البيان الصادر عن منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مع عدة إصابات بالغة.

أما مسلسل عمليات خطف وتجنيد الأطفال في شمال شرق سوريا، بالرغم من التوقيع على اتفاقية منع تجنيد الأطفال لا يزال مستمراً يؤرق الأهالي. فقد أفادت مصادر محلّية الأربعاء 13 كانون الثاني/يناير، باختطاف وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية طفلة أمس، في ريف الحسكة الشمالي بهدف تجنيدها في صفوف قوات سورية الديمقراطية الطفلة “دلفين العمري” التي لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها في مدينة عامودا شمالي الحسكة، وأخذوها بحسب المصادر إلى معسكرات التجنيد الإجباري في المنطقة.

وفي ذات السياق اعتقلت قوّات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب التابعة لها عدداً من المعلمين في مدينة الشّدادي جنوب الحسكة، لتجنيدهم قسرياً في صفوفها كما اختطفت الطفل سالار خليفة الخليفة (14 عاماً) السبت الماضي عبر استدراجه إلى أحد الحواجز التابعة لها ليتم نقله إلى معسكراتها في العراق.

وبحسب ذوي الطفل سالار (إياد عبيد عباس) من قرية سيحة تم استدراج سالار ونقله على دراجة نارية وتسلمه القيادي هفال جكدار عند حاجز محركات على طريق تربه سبي (القحطانية) حيث تم سوقه إلى جهة مجهولة.

ويذكر أن سالار (مواليد 2005) وهو طالب بالصف العاشر الثانوي، احتجز في أحد معسكرات حزب “العمال الكردستاني” (PKK) في منطقة شنغال بإقليم كردستان العراق، وذلك من خلال اتصال هاتفي تلقته عائلة الطفل بعد أن بحثت عنه في جميع مراكز “قسد” من دون جدوى.

وكانت “قسد” اختطفت فتاة قاصر أثناء دوامها في إحدى المدارس في منطقة الدرباسية في ريف الحسكة قبل أسبوعين ليتم احتجاز الفتاة في سجون الميليشيا وإنكار وجودها.

وكانت مناطق ريف الحسكة شهدت مطلع الشهر الماضي اشتباكات بين أهالي قرية هرم شيخو وعناصر “YPG” على خلفية اختطاف الميليشيا لفتاة قاصر (13 عاماً) من سكان القرية.

ويعود سبب اختطاف الفتاة في ذلك الوقت لمحاولة تجنيدها، لكن الاحتجاجات الشعبية دفعت لإعادة القاصر لذويها بعد أن اعتقلت عدداً من أقاربها.

● الوضع الاقتصادي والمعيشي:

يعاني أهالي شمال شرق سوريا، من النقص الحاد في تأمين مستلزماتهم الغذائية والضرورية كافة مع الغلاء الفاحش للأسعار، وتحكم التجار في الأسواق، والارتفاع الكبير لسعر الصرف. ما زاد الأمر سوءاً فأزمة الغاز والمحروقات ووقود السيارات لاتزال قائمة، يعد الحصول عليها بمثابة الجائزة. وأزمة الخبز وإلقاء كل من الإدارة والتجار وأصحاب الأفران اللوم على بعضهم بعضاً، تركت الأهالي لأكثر من أسبوع دون خبز، وإن توفر فرداءة نوعيته وغلاء سعره أمر آخر. مع غلاء أسعار الخضروات واللحوم والأدوية أضعافاً مضاعفة، وازدياد الانقسام الطبقي بين التجار والمتنفذين في الإدارة وبين العائلات البسيطة محدودة الدخل، بل الكثير منها معدومة الدخل، دون تقديم أي مساعدة تذكر. فقد لوحظ تجمع الأهالي عند مكب النفايات في ناحية معبدة والبحث فيها عما يؤكل أو بيعه أو الاستفادة منه في المناطق التي تنتشر فيها آبار النفط وحقول القمح.

 

● الوضع الخدمي:

لا يختلف الوضع الخدمي في المنطقة عن غيره، فأزمة انقطاع المياه مستمرة في فصل الشتاء فكيف إن حلّ الصيف، وازدادت الحاجة إليها، هذا في عموم المنطقة، أما مدينة الحسكة فتعاني من الانقطاع المتكرر للمياه منذ سنتين، بسبب قطع ضخ المياه من محطة علوك، التي تقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة، التي تتهم الإدارة بأنها السبب من خلال قطع الكهرباء عن المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم، ورغم التدخل الروسي بينهم لعدة مرات إلا أن المشكلة لا تلبث أن تعود مرة أخرى.

وفيما يتعلق بالكهرباء. فرغم الوعود الكثيرة إلا أن الاهالي لا يرون الكهرباء النظامية إلا ساعة أو ساعتين في اليوم، وربما أقل. لذا يتم الاعتماد على المولدات للحصول على الكهرباء التي تمدهم وسطياً حوالي سبع ساعات يومياً وبأسعار يتحكم فيها أصحاب المولدات مع ازدياد حالات تعطل المولدات، ورفض أصحابها تصليحها بسبب ارتفاع تكاليف التصليح، ليبقى الأهالي لأسابيع بدون كهرباء، وهكذا حتى يتم تسوية الأمر.

كما تعاني معظم الأحياء السكنية وخاصة الضواحي والأحياء الفقيرة من عدم تزفيت وتصليح الشوارع المليئة بالحفر، وامتلائها بالمياه عند هطول المطر، ما يعرقل حركة السير والتنقل، وعدم الرد على مطالبات الأهالي الكثيرة وبقاء مناطقهم عرضة للإهمال كما كانت في زمن دولة البعث.

 

● الوضع التعليمي:

الإدارة الذاتية ومعها النظام يتصارعان لفرض سيطرتها على المنطقة والهيمنة عليها. ولم يتغيب النظام التعليمي عن هذا الصراع. لا زال الطلاب يسيرون في طريق لا يعلمون الى أين تؤدي بهم و بمستقبلهم، من خلال وجود منهجين مؤدلجين في المنطقة وقد نظمت الإدارة اعتصامات للطلاب وذويهم أمام مبنى الأمم المتحدة في القامشلي مطالبة الاعتراف بمناهج الإدارة في اليوم العالمي للتعليم. في الوقت الذي شنت قوات الأسايش حملة اعتقالات في مدينة الدرباسية لمعلمين يقومون بتقديم دورات تعليمية وفق مناهج النظام وهم (عبدالحميد عليكو مدرس لغة عربية، إدريس شريف مدرس لغة عربية، إدريس عليكو مدرس فيزياء وكيمياء، محمد سليم مدرس علم الأحياء، إبراهيم سليمان مدرس رياضيات، دليل شيخ موسى مدرس رياضيات)

 

وما تلاها من خروج الأهالي والطلاب للمطالبة بإطلاق سراح المدرسين المعتقلين. اعتصامات واجهتها قوات الأسايش بالضرب والاعتقال.

في حين تحدث محمد صالح عبدو الرئيس المشترك لهيئة التعليم عن وجود محادثات مع منظمة اليونيسف بشأن التفاهم مع النظام لوضع مناهج تكون مقبولة من الطرفين، ومعترف بها من قبل الدولة. وأكد “أن المواد العلمية للنظام ستتم ترجمتها للغات الكردية والسريانية إضافة للعربية، ويتم تدريسها في المنطقة أما فيما يتعلق بمواد التاريخ والجغرافيا تدرس مناهج الوزارة “وأشار بأن هذا الأمر لاقى ترحيباً من اليونسيف لكن النظام لم يوافق عليها بعد”.

سلطة أمر واقع تتباهى بإنجازاتها فيما مرآة الحقيقة تعكس واقعاً آخر.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني