fbpx

ردّ العدوان وسقوط دولة الحشّاشين الجدد

0 116

حرص النظام الإيراني على إحكام السيطرة على مفاصل الدولة السوريّة السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة وخاصّة في محافظة حلب لما لها من أهميّة سياسيّة وتاريخيّة وثقافية واقتصاديّة ومذهبيّة ضمن مشروعه التوسّعي في البلاد العربيّة كما هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، وحيث أن التاريخ يعيد نفسه في كثير من مفاصله ومنعطفاته ومنها ظهور ’’الحشّاشون‘‘ كفرقة سياسيّة دينيّة مذهبيّة شعوبيّة في سنة 1094 لمّا التي ظهرت مع وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وتنصيب ابنه المستعلي بالله خليفة له على للفاطميين الأمر الذي لم يرق لأخيه الأكبر نزار ’’المصطفى لدين الله‘‘ ما دفع المستعلي إلى إعدامه، وانتهاز الفرصة من قبل زعيم الحشاشين ’’حسن الصباح‘‘ لتبني قضية نزار للانقضاض على الدولة الفاطمية عبر اعلان العصيان على المستعلي بالله.

وكان الحشّاشون أعداء الدولة السلجوقية وخاصة بعد استيلائهم على قلعة ألموت في منطقة الديلم التي اتخذها حسن الصباح مركزاً لإدارة عمليات الاغتيال وشنّ الغارات على السلاجقة، وكانت سورية في تلك الفترة محكومة من السلاجقة عبر القائد رضوان حاكم حلب والقائد دوقاق حاكم دمشق وتمكّن الحشاشون من العمل داخل حلب ودمشق برضا الحاكمين وكانت المصلحة المشتركة هي الدافع وراء تحالفهم مما مكّن الحشاشين من العمل بأريحيّة في تنفيذ الاغتيالات الموجهة ضد السلاجقة إلى أن جاء السلطان ’’الب أرسلان‘‘ ليقوم بحملة عسكريّة لتطهير حلب من الحشاشين فقتل زعمائهم واعتقل أعداداً كبيرة منهم وفرار البقية لتنتهي فترة الحشاشين الأولى في سورية.

وفي المرحلة الثانية وبدعم من حاكم دمشق ’’ظاهر الدين طغتكين‘‘ تمكن الحشاشون من امتلاك قلعة بانياس واستمر ملكهم لها حوالي سنتين حيث قام حاكم دمشق الجديد ’’بوري ابن طغتكين‘‘ الذي أصبح حاكماً لها بعد وفاة والده، وبدأ بوري بحملة عسكرية لتطهير دمشق وسورية منهم فقتل قادتهم وأكثر من 20 ألف قتيل منهم ما دفع من بقي منهم لتسليم بانياس للصليبيين.

أما المرحلة الثالثة فكانت بعد اغتيالهم لحاكم دمشق بوري ابن طغتكين عبر إرسال مجموعات من بلاد فارس ليقوموا بعد اغتيال الحاكم باحتلال قلعة القدموس وقلعة مصياف وقلعة الخوابي والعليقة والمنيقة ليرأس الطائفة شيخ الجبل ’’سنان بن معروف‘‘ إلى أن سقطت قلعة ألموت على يد المغول سنة 1256.

من خلال هذه الوقائع التاريخيّة المختصرة يمكننا فهم طبيعة وأبعاد تشكيل الميليشيات الطائفيّة المحليّة في سوريّة واستقدام الميليشيات الإيرانيّة والعراقيّة والأفغانيّة والباكستانيّة وميليشيات حزب ’’الشيطان‘‘ اللبناني، وتسليم قيادة هذه الميليشيات لأشخاص ذوي مرجعيّة طائفيّة ومذهبيّة ’’نصيّريّة، مرشديّة، إسماعيليّة، درزيّة‘‘ ترتبط مع ميليشيات مسيحيّة لها نزعات ’’صليبيّة‘‘ ثأريّة عدائيّة للمسلمين وتعتبر نفسها مؤتمنة على الانتقام منهم وخاصّة بعد سقوط القسطنطينيّة على يد السلطان محمد الفاتح، كما أن اختيار تمركز هذه الميليشيات في مناطق سوريّة لها دلالات تاريخيّة في هذا السياق أي سياق تاريخ الصراع العربي – الإسلامي مع الحملات الصليبيّة والصراع الإسلامي ’’السنّي‘‘ مع الفرق الباطنيّة ومنها الحشّاشين، كما أننا وجدناهم وأثناء معاركهم ضد السوريين يستحضرون قصائد ’’مناقب‘‘ زعمائهم مثل المكزون السنجاري وغيره من الزعماء، ورفع الشعارات الطائفيّة والمذهبيّة والقتال تحت هذه الرايات والشعارات وبناء الكنائس والمراقد والعتبات.

وإعلان إيران وعبر كبار مسؤوليها إنهم هم من أقام حكم بشار أسد وضمان استمرار واستقرار نظامه، وكان دور المقبور’’قاسم سليماني’’ أشبه بدور ’’حسن الصباح‘‘ ودور المقبور’’حسن نصر الله’’ أشبه ’’بشيخ الجبل‘‘ في تثبيت دعائم حكم بشار أسد، وإعلانهم التحالف مع روسيا في تحقيق ذلك هو أشبه بتحالف الحشاشين مع الصليبيين واتخاذهم من محافظة حلب عاصمة لهم على غرار ’’قلعة ألموت‘‘.

ولوحدة الهدف ووحدة المرجعيّة ووحدة الأدوات وتشابه الوسائل المشتركة بين دولة الحشاشين الأولى ودولة الحشاشين الثانيّة المتمثّلة بالنظام الإيراني الحالي يمكننا القول بأن سورية شهدت الفترة الرابعة من دولة الحشاشين.

وحيث أنّه لا يمكن لأحد التهرّب من الحقيقة وطالما أن الانظمة العربية التي تطالب إيران بعدم التدخل في شؤون الدول العربية ولا تستطيع مواجهة مشروعها الشعوبيّ أو لا تريد ذلك، وطالما أن إيران مصرّة على تدمير بنى الدول العربية كما تحقّق لها ذلك في العراق ولبنان واليمن وسورية عبر أذنابها في المنطقة.

اليوم ثوار سورية الأحرار يقومون بهذه المهمة وقطع دابر إيران وأذنابها من سورية ابتداءً من تطهير محافظة حلب التي تحولّت إلى ’’قلعة آلموت الثانية‘‘ يحكمها الحشّاشون الجدد.

وعلى العرب أن يعوا حقيقة معركتنا، والكف عن التضليل وتشويه صورة الأحرار السوريين، فهم يخوضون معركة وجود نيابة عن الأمة ضد الحشّاشين الجدد، نحن أحرار هذا البلد وأحرار الأمّة ولسنا إرهابيين أو غرباء فنحن أبناء كل شبر من هذه البلاد.

ويشهد الواقع أن هذه المعركة هي أنظف وأرقى وأسرع وأكبر معركة في تاريخ الثورة السورية فهي معركة ضد عدوّ معروف ومحدّد وليست ضد أي طيف من أطياف الشعب السوري، وهي صفحة جديدة من صفحات المجد والفخر من صفحات التاريخ العربي والإسلامي المشرّف لأهل السنّة الذي يشهد لهم التاريخ بحفظ الدين والعرض والأرض وحماية الأقليات وضمان حقوقهم منذ أولى معارك تطهير الأمّة من رجس الحشاشين وإجرامهم على يد السلطان ألب أرسلان ثم السلطان بوري ابن طغتكين إلى اليوم الذي يقوم بإكمال هذه المهمة المشرّفة نيابة عن الأمّة الأحرار السوريون عبر معركة تطهير حلب من الحشاشين الجدد واسترداد قلعة حلب من قبل أهلها وأبنائها على أمل وثقة بالله من قرب استكمال عمليّة استئصال أذرع إيران وزوال هذا المشروع التدميري للأمة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني