رئيسة الوزراء الإيطالية تلتقي السيسي في مؤتمر المناخ بمصر
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين، جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العالمية للمناخ كوب 27.
وجرى مناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، إلى جانب التعاون الصناعي المشترك مع إيطاليا، كما تم بحث التعاون المشترك أيضاً في ملف أمن الطاقة، والذي يعتبر من أهم مسارات الشراكة بين الجانبين خلال السنوات الماضية، خاصة من خلال الشراكة مع شركة “إيني” في مجال الغاز الطبيعي، مع إمكانية النظر في تنفيذ الربط الكهربائي مع إيطاليا.
كما تم تبادل الرؤى بشأن تنسيق الجهود بين إيطاليا ومصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية. و استعرض اللقاء آخر تطورات القضايا المتعلقة بأمن البحر المتوسط، لاسيما الملف الليبي، حيث تم التوافق بين الجانبين على ضرورة العمل لصون وحدة وسيادة ليبيا، والدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب.
من جهتها، قالت أليسيا ميلكانجي، أستاذة مشاركة في جامعة سابينزا في روما وزميل أول غير مقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إنه إلى جانب لقاء السيسي و ميلوني، هناك عنصر سياسي مهم للغاية يبرز على محور روما والقاهرة وهو الوضع الجيوسياسي المصري في مجال الطاقة.
وأكدت أن مصر تمثل شريكًا أساسيًا أيضًا لأن شركة إيني تعمل في البلاد منذ فترة ومن الضروري التفكير في أهمية حقل ظهر حيث يُستخرج منه الغاز وسمح لمصر بإعلان كفاية الطاقة، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.
ورأت أن استراتيجية روما يجب أن تستند كثيرًا على العمل الذي تقوم به شركة إيني في البلاد المرتبط أيضًا باستراتيجية عامة يتبعها الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن مصر هي الرائدة في منتدى الغاز وتقود هذه المجموعة من الدول التي أنشأت نفسها لإدارة احتياطيات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، موضحة أن أحد العناصر الفرعية الرئيسية لهذا المنتدى هو ولادة خط أنابيب الغاز ايستميد.
وتحدثت ميلكانجي عن خط ايستميد قائلة إنه لن يحل مشكلة الطاقة غدًا، لكن ما هو مؤكد هو أن هذا هو الهدف الذي يبدو أنه يجمع كل دول منتدى الغاز حتى مصر نفسها، والتي يمكنها التعامل مع هياكل التسييل.
و اعتبرت أن تعزيز هذه الشراكة يعني أن تصبح إيطاليا ذلك المحور للطاقة للانتشار إلى أوروبا.
وأكدت أن مصر يمكن أن تكون شريكًا موثوقًا به لدعم هذا الهدف الذي تضعه روما اليوم في مواجهة تحديات الطاقة التي أطلقتها على وجه التحديد الأزمة الأوكرانية.
وتحدثت عن تركيا قائلة إنها كانت في مرحلة ما حازمة للغاية تجاه مختلف البلدان، في إشارة إلى الفترة 2018-2019، حيث جرى توقيع المذكرة الشهيرة مع ليبيا والتي كانت بمثابة إشارة إلى تدخل تركيا في الأراضي الليبية ثم توقف تقدم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
وقالت إنها كانت هذه بداية عداء تركيا المعلن ليس فقط للمسألة الليبية ولكن قبل كل شيء أيضًا لمشروع منتدى غاز شرق البحر المتوسط.
واعتبرت أن تجديد هذه الاتفاقية مع ليبيا يمثل ضربة كبيرة لهذا المسار كما كان في عام 2019، مشيرة إلى أنه لم يتضح سبب تجديد هذه الاتفاقية حتى تقول تركيا إنها في الواقع لا تؤثر على العلاقات مع الدول الأخرى بالنظر إلى أن المنطقة الاقتصادية الخالصة المحددة في هذه الاتفاقية تقطع بشكل مباشر جزءًا من المنطقة المصرية خاصة تلك التي ينبغي أن تمر فيها كل توقعات الطاقة.