fbpx

رؤية حول المؤتمر الوطني المزمع عقده في دمشق

0 45

إنَّ تنظيم مؤتمر وطني في دمشق يُعدّ حدثاً سياسياً مفصلياً في الحياة السياسية الوطنية السورية يستدعي التعامل معه بأعلى درجات الحكمة والتخطيط الاستراتيجي. لذلك، أرى ضرورة أن يتم الإعداد له بعناية فائقة، بمشاركة خبراء وأكاديميين من ذوي الكفاءة والخبرة في المجالات السياسية والقانونية والإدارية.

الإطار العام للمؤتمر: تقسيم المشاركة إلى خمسة أطياف رئيسية

1. القوى والأحزاب السياسية الوطنية:

يشكل وجود القوى والأحزاب السياسية الوطنية في المؤتمر ضرورة جوهرية، كونها الجهات الأكثر تأهيلاً للعمل السياسي المنظم. يجب إشراك هذه القوى بناءً على معايير موضوعية، تركز على الخبرة السياسية والرؤية الوطنية الواضحة.

2. ممثلون عن المحافظات السورية (المدن والأرياف):

لضمان تمثيل عادل وشامل، يجب دعوة ممثلين عن جميع المحافظات السورية، بحيث يتم التركيز على تمثيل التوزيع الجغرافي، بما يضمن إيصال أصوات المجتمعات المحلية، سواء من المدن أو الأرياف.

3. شخصيات وطنية ذات سجل نزيه:

ضرورة دعوة شخصيات وطنية تحظى باحترام الشعب وثقة المجتمع، وذلك لضمان نزاهة الحوار وتمثيل القيم الوطنية التي تُعلي مصلحة الوطن فوق المصالح الفردية.

4. ممثلون عن الطوائف الدينية:

لضمان التعددية واحترام التكوين الثقافي والديني للمجتمع السوري، يجب إشراك ممثلين وطنيين عن مختلف الطوائف الدينية، بما يرسخ مبدأ الوحدة الوطنية والتعايش السلمي.

5. ممثلون عن المجموعات العرقية:

يشكل التنوع العرقي في سوريا أحد أعمدة الهوية الوطنية، لذا ينبغي إشراك ممثلين عن المجموعات العرقية المختلفة، بما يضمن حماية حقوقهم وتمثيلهم في صياغة مستقبل الوطن.

الأهداف الرئيسية للمؤتمر:

1. انتخاب لجنة دستورية لإعداد دستور جديد:

يُعتبر إعداد دستور جديد للبلاد خطوة أساسية لبناء نظام سياسي قائم على التعددية الحزبية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون. يجب أن تكون اللجنة الدستورية منتخبة من بين المشاركين في المؤتمر، وأن تضم خبراء قانونيين وممثلين عن مختلف فئات المجتمع لضمان التوازن والشمولية.

2. تشكيل لجنة تشريعية مؤقتة:

من الضروري انتخاب لجنة تشريعية مصغرة، تمثل نسخة مؤقتة عن مجلس الشعب، تتولى مهمة التشريع وإقرار القوانين خلال المرحلة الانتقالية. ويجب أن تعمل هذه اللجنة وفق معايير الشفافية والنزاهة، بما يخدم مصالح الشعب السوري، إلى حين إجراء انتخابات ديمقراطية حرة لانتخاب مجلس شعب جديد.

3. ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية:

يجب أن يخرج المؤتمر بميثاق وطني شامل، يُرسخ مبادئ الوحدة الوطنية، ويُعزز القيم المشتركة، ويضمن احترام التعددية السياسية والاجتماعية.

المبادئ الأساسية لتنظيم المؤتمر:

الشفافية:

الإعلان عن جميع تفاصيل المؤتمر، بدءاً من اللجنة التحضيرية والتحضيرات وصولاً إلى نتائجه، بما يضمن ثقة الشعب.

التمثيل العادل:

ضمان مشاركة كافة الأطياف الوطنية والاجتماعية والسياسية، مع مراعاة الكفاءة والخبرة كمعيار رئيسي للاختيار.

التشاركية:

إعطاء جميع الأطراف حق التعبير عن آرائهم والمساهمة في صناعة القرارات.

آلية التنفيذ:

تشكيل لجنة تحضيرية مستقلة (لا تتبع لفصيل عسكري أو حزب سياسي أو جماعة معينة) للإشراف على التحضيرات اللوجستية والسياسية.

وضع معايير دقيقة لاختيار المشاركين، مع التركيز على تمثيل الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والمناطق الجغرافية والطوائف والمكونات العرقية.

تحديد جدول زمني واضح للأعمال والنقاشات، مع تحديد الأهداف المرحلية والنهائية.

ختاماً:

إن نجاح المؤتمر الوطني في دمشق يعتمد على مدى التزامنا بالأسس الوطنية والنزاهة في التنظيم والاختيار وتقبل الرأي والرأي الآخر، وكذلك على قدرتنا على وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. هذا المؤتمر ليس مجرد حدث سياسي؛ بل هو خطوة نحو بناء سورية المستقبل، دولة القانون والمواطنة والعدالة والمؤسسات الوطنية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني