د. هشام نشواتي: عدم نضوج الفكر الثوري يجعلنا نحتاج إلى تطويره
تكثر الدعوات حول ضرورة توحيد صفوف القوى الثورية وقوى المعارضة لمواجهة الانسداد في الخلاص من نظام أسد الاستبدادي، هذه الدعوات أتت على قاعدة ضعف قدرة القوى المتصدرة للمشهد الثوري المعارض، وهذا يستدعي البحث عن طريق فاعلة تقود سورية إلى التغيير العميق لنظام الاستبداد.
حول هذه الضرورة تحدّث الدكتور هشام نشواتي في جلسة حوار لشخصيات وقوى ثورية ومعارضة، حيث أدلى بهذه المداخلة:
يقول الدكتور هشام: “أنا أضمّ صوتي إلى صوت المشاركين في الدعوة إلى توحيد الصفوف، ولكن أضيف بعض المداخلات، وأهمها ضرورة تطوير الفكر والعقل والرؤية”.
ويضيف نشواتي: “هناك عدم نضوج في الفكر الثوري عند بعض السياسيين والثوريين أو المعارضة السورية، نحتاج لثورة الفكر والعقول والرؤى، إذا لم نقم بثورة العقل والفكر وتطوير الرؤية والخروج من الفكر الضيّق إلى فكرٍ واسع فلن ننتج ثورة وسنفشل.
فالأمر لا يتعلق فقط بتغيير نظام حكم، بل يتعلق أيضاً بتغيير الفكر والعقل والرؤى ودراسة الأسباب التي تؤدي إلى عدم نضوج الفكر الثوري والسياسي بشكل عملي وفعلي”.
ويرى نشواتي “أن قوى الثورة والمعارضة فشلت في فهمها العميق للديموقراطية وممارستها الفعلية. أمامنا مهمة توعية أنفسنا وإغلاق الفجوة بين الديمقراطية النظرية، الموجودة على الورق وبين الديمقراطية العملية المطبقة على أرض الواقع، فليس هناك مانعٌ من وجود تيارات ذات خلفيات فكرية وسياسية مختلفة، وهذا صحي وصحيح في “الفيزيولوجيا” الاجتماعية السياسية الفكرية، ولكن غير الصحيح وجود تيار واحد فكري أو سياسي”.
ويضيف نشواتي: “يجب علينا العمل على إيجاد طرف دولي يتبنى ثورتنا، وكسب تأييده وتأييد المجتمع الدولي للقضية السورية، فإذا لم يكن هناك طرف دولي يدعمنا كما دعم الأمريكان القضية الأوكرانية، أو فشلنا في إيجاد هذا الطرف، فسنواجه تحديات كبيرة.
كما تقع علينا مسؤولية بناء الثقة بين المجتمع الدولي والأطراف التي لها وزن دولي، وخاصة الداعمة للمسألة السورية والمتقاطعة معها، وطرح صيغة تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لكسب التأييد”.
ويكمل نشواتي حديثه فيقول: “نحن مثلهم، لنا هدف واحد هو الحرية والديمقراطية، ونسعى نحو تحقيق القيم والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، ويمكن بذلك بناء الثقة حتى يدعموننا ويتبنوننا، والشيء الآخر الذي يجب الاهتمام به، هو إيجاد علاقات متوازنة مع الأطراف الدولية الداعمة للقضية السورية، ويعني بالعلاقات المتوازنة، العلاقات التي يجب ألا تضر بالمصلحة الوطنية.
لتحقيق هذه الأهداف، أشدّد على إيجاد خطة مشروع مظلة وطنية دولية واسعة وشاملة، تحتضن الجميع، دون إقصاء معارضي نظام الإجرام الأسدي الديكتاتوري، الطائفي، الإرهابي، وتاجر المخدرات، الذين يؤمنون ببناء سوريا الوطن الحر الحاضن للجميع، وعدم إقصاء أي طرف معارض، وحتى بوجود تيارات ذات سياسية وأيديولوجية مختلفة، هذه التيارات والتكتلات تنضم تحت مظلة وطنية واحدة”.
ويختم نشواتي حديثه: “أدعو لعقد مؤتمر وطني عاجل، شاملٍ للجميع، يجمع كل الكتل الوطنية والثورية والسياسية، ويقوم باتخاذ قرارات تدعم الثورة، ويبني لها خططاً مستقبلية وخارطة طريق جديدة تناهض التطبيع وتقود إلى نجاح الثورة”.