دمشق
كانتْ دمشْقُ، وكنتِ القلبَ والأملا
عادتْ دمشْقُ، وعدتِ الحبَّ والغزلا
تلكَ الحبيبة ُ في الآهاتِ تؤنسني
أنتِ البلادُ التي تبكي لمنْ خذلا
أرضُ القيامةِ كيفَ اليومَ ننشدُها
وقدْ عمينا، وتهْنا في غدٍ سُبلا
وحين كنّا، وكانَ الحبُّ موعدَنا
على أزيفِ جراح ٍ، أينعتْ أجلا
تمايلَ الحلْمُ والصفصافُ رقصتُهُ
تراقصَ الغصْنُ رقصاً مولعاً ثملا.
أنتِ الأصالةُ في التعريفِ نعرفُها
أنتِ الوصيّة ُ للإيمانِ إنْ وصلا
أداعبُ الخدَّ، والإحساسُ في شغفٍ
أطوّقُ الأرضَ والوديانَ والجبلا
أنتِ الجمالُ، ونبْضُ القلبِ مرتعُهُ
تسامرينَ ضياءَ الروح ِ والأملا
فينقشُ السحْرُ في عينيكِ قبلتَهُ
صبحاً تكوّرَ في الأعماقِ وارتحلا
تجيدُ فيكِ وصالَ البعْدِ ذاكرةٌ
ترصّعينَ جمادَ النفسِ والمللا
وتحملينَ همومَ العهْدِ ما ثقلتْ
وتضحكينَ من المحمولِ إنْ ثقلا
أتصهلينَ؟! جيادُ النصرِ رابضةٌ
وتمسحينَ دموعَ الحزنِ من ثكلا
وتعشقينَ ترابَ الوجْدِ في حممٍ
تلامسينَ غيابَ الطلِّ والخجلا
إنّي أحبُّكِ في النسيانِ فكرتَنا
مثلَ العقيقِ لصدرِ الموتِ ما بخلا
تعانقينَ صلاةَ الطهرِ في جسدٍ
وتمرحينَ، تغوصينَ الصدى رُسلا
وتشربينَ كؤوسَ الندبِ في ألمٍ
وتبصقينَ سيولاً في العنا عسلا
أنتِ القريبةُ في الوجدانِ راقدةٌ
وفي حنين ٍ نداءُ الشوقِ قدْ نزلا
أنا الفصولُ التي أرختْ جدائلَها
على شموسِ الهوى كي تدهشَ النُزلا
أنتِ المدائنُ في كفّيكِ مسرحُها
بوجنتيكِ شعاعٌ يبدعُ الفشلا
السرْجُ في دعةٍ يسهو بساهمةٍ
يمسُّها الوحْيُ في إشراقِها وغلا
والعينُ واجمة ٌ ترنو إلى سررٍ
تحيقُ بالدمع ِ سرّاً يعزفُ المُثلا
يرومُها كلفٌ أفنانُهٌ حجرٌ
والجورُ في عطشِ الأرواح ِ إنْ سُئلا
مخنوقة ٌ بين أملودٍ يكبِّلُها
سراجُها العتمةُ السوداءُ لو هزلا
سينبعُ الفجرُ من أصلابِها وطناً
ذاكَ المحبُّ على الأكتافِ مرتجلا
تحتَ الضريح ِ نداءُ الحرِّ يرجعُهُ
نحو الحقيقةِ إنْ تاهتْ، وإنْ جهلا
في الشام ِ تبقى حدودُ اللهِ باصمةً
والدينُ في سطوةٍ، والسيفُ لنْ يصلا
في القلبِ حبُّكِ يجري عمْقَ أوردةٍ
والموتُ صارَ بلادَ الشامِ واشتعلا