fbpx

حيتان سوريا الاقتصاديون 2

0 1٬231

سلسلة تضيء واقع تشكّل ثروات حيتان سوريا الاقتصاديين، هؤلاء الحيتان هم من ساهموا بنهب سوريا عبر تسهيلات حكومية، وعمليات غسل أموال، إضافة لممارسة التهريب الاقتصادي، وغير ذلك من الأدوار القذرة.
الحلقة الثانية
كتب المحرر الاقتصادي:
لم تكن الحياة الاقتصادية السورية تجري وفق قوانين عامة، يستطيع جميع المتنافسين الحصول على فرص فيها وفق قدراتهم الاقتصادية، وجودة أعماله، واسعارهم المنافسة. فهذه الحياة الاقتصادية خضعت لشروط نظام سياسي حوّل الدولة السورية إلى بقرةٍ حلوب عبر نهب مواردها بطرق مختلفة.
في حلقتنا الجديدة نسلّط الضوء على شخصية رجل الأعمال السوري نزار جميل أسعد، وهو ينحدر من قرية (عين جاش) التابعة لمنطقة دريكيش في محافظ طرطوس.
نزار جميل أسعد، الذي يحمل الجنسية الكندية والجنسية اللبنانية، إضافة إلى جنسيته السورية، كان يعمل سمساراً بين خال رئيس النظام السوري المدعو محمد مخلوف، والد رجل الأعمال ذائع الصيت رامي مخلوف، وبين رجال أثرياء من دمشق وحلب وحمص. السمسرة التي قام بها نزار أسعد كانت تتعلق بقطاع العمران في أطراف المدن السورية الكبرى.
وحين بدأ انتاج النفط في سوريا من حقول محافظة دير الزور، أسس نزار اسعد مع زوج خالته محمد مخلوف، ومع شقيقة زوجة محمد مخلوف المدعو غسان مهنا شركة أطلقوا عليها اسم (ليدز للخدمات والانشاءات النفطية).
شركة ليدز المعنية كانت تحتكر العقود الكبرى مع الشركات الأجنبية، حيث تضخمت ثروة أصحاب الشركة بسرعة قياسية، وكان نزار يضاعف من ثروته.

صار اسم نزار أسعد اسماً مرتبطاً بأعمال شركات النفط السوري المنهوب. فهذا الرجل كان ضمن الحلقة المحمية اقتصادياً من عائلة الأسد، ولهذا كان يستفيد من نهب البلاد اقتصادياً، ويلعب دور غاسل أموال .
لقد بلغ انتاج سوريا من النفط وفق بيانات موقع “بريتش بتروليم (406) ألف برميل يومياً عام 2008م، وانخفض في عام 2009 ليصبح (401) ألف برميل يومياً.
ولكن شركة ليدز وهي شركة مملوكة مناصفة بين محمد مخلوف وينوب عنه شقيق زوجته وبين نزار اسعد كانت تلعب دوراً كبيراً في نهب بترول سوريا، والذي تشير تقديرات أنه بلغ حجم انتاجه اليومي بين عامي 1995 و2004 ما يساوي 600 ألف برميل يومياً. ولكن لا وثائق حول هذا الحجم.
إذاً، ليس كان ما يجري في الحياة الاقتصادية السورية هو أمر خاضع لأنظمة السوق الرأسمالية، وإنما كان خاضعاً لإرادة نظام الاستبداد، الذي يمثله وكلاء اقتصاديون يساهمون في تسيير عملية نهب البلاد ومن هؤلاء نزار أسعد، الذي صار حوتاً اقتصادياً بعدما كان فقيراً.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني