fbpx

حول مجريات جلسة الحوار في محافظة السويداء ومخرجاتها

0 229

بدعوة من اللجنة الوطنية في محافظة السويداء، عُقدت جلسة حوار ضَمَّتْ طيفاً واسعاً من ممثلي القوى والتجمعات الوطنية والاجتماعية والحقوقية والأهلية، وشخصيات وطنية مستقلة ذات اختصاصاتٍ مختلفة.

وبعد الوقوف دقيقة صمت إكراماً لأرواح الشهداء وإقرار جدول عمل الجلسة، استمع المجتمعون إلى ورقة العمل المقدمة من قبل لجنة المتابعة للجنة الوطنية، تضمَّنتْ رؤيتها في المحاور المطروحة للحوار حول:

  • المشهد العام في المحافظة (الواقع والآفاق)
  • تفعيل دور المكونات الوطنية والاجتماعية (معوِّقات وحلول)

ساد الجلسة جو من الشفافية والمشاركة الفعَّالة؛ حيث قُدِّمتْ ستٌ وثلاثون مداخلة من بين الحاضرين البالغ عددهم ثمانية وأربعين مشاركاً.

لقد أبرزت المداخلات توافقاً واسعاً مع بعضها بعضاً ومع محتوى الورقة المقدمة من قبل اللجنة الوطنية؛ خصوصاً حول الأهداف وتوصيف المشهد العام؛ مؤكدين بأن المحافظة جزءٌ أصيل وتاريخي من الوطن السوري ماضياً وحاضراً وستبقى كذلك مستقبلاً، وإن إنقاذها من ظروفها العصيبة رهن بإنقاذ الوطن من محنته عبر الحل السياسي المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، التي تفضي إلى التغيير الوطني الجذري والشامل، وعبور سوريا إلى الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة الموحدة أرضاً وشعباً لجميع أبنائها، الخالية من الظلم والفساد والمحررة من جميع الاحتلالات البغيضة التي تخوض حربها من أجل أجنداتها على الأرض السورية بالوكالة، عبر قوى محلية وميليشيات طائفية، ما أدى ويؤدي إلى التدمير الواسع للبلاد وإفقار الشعب وتهجير أبنائه.

إننا نحن أبناء جبل العرب نستلهم إرث الثورة السورية الكبرى للتمسك بهذه الأهداف والمبادئ.

كما تَوافَق المجتمعون على توصيف المشهد العام في المحافظة؛ من حيث التدهور المريع للوضع الاقتصادي/الاجتماعي، والفوضى الأمنية وغياب القانون، واستغلال الفقر والبطالة لتفريخ المرتزقة وتجارة المخدرات والعصابات التي ترتكب أفظع الجرائم، في ظل تقاعس السلطات المسؤولة وغيابها المريب، وإجراءاتها التي فاقمت الأوضاع كإجراء رفع الدعم الذي زاد من إفقار الناس وأدى إلى الحراك، الشعبي السلمي والاحتجاجات في كثير من مدن وأرياف المحافظة.

توقف المجتمعون عند السؤال المهم: ما العمل لمواجهة كل هذه المخاطر؟ ومن الذي سيقوم بهذا العمل؟ وما هو دور القوى الوطنية والاجتماعية والمعوِّقات الموضوعية والذاتية في تفعيل دورها وتوحيد جهودها لمواجهة هذه الظروف العصيبة. وتم التركيز على السلبيات من أجل تجاوزها ومعرفة أسباب الفرقة والتشتت وتعدد المكونات رغم تشابه الرؤى والطروحات.

وفي هذا السياق تمت الإشارة إلى ضرر العقلية النخبوية ووهم امتلاك الحقيقة الكاملة وعقلية التحزب والحزب القائد عند بعضهم، وبروز قدر كبير من الذاتية والشخصنة لدى بعض الأفراد وحتى بعض المكونات، وتبادل التشكيك وعدم الثقة وتوجيه الاتهامات المبالغ بها للآخر وتبرئة النفس وتغليب النقد على النقد الذاتي، وبنفس الوقت عدم تقبل النقد والرأي الآخر وهذا بالإضافة للعديد من العوامل الموضوعية، الخارجة عن إرادة هذه المكونات.

ومن أجل تجاوز هذه المعوِّقات وتحويلها إلى فرص لتوحيد الجهود، طُرِحَتْ العديد من الحلول والمقترحات والتوصيات التي لا تهدف إلى الوحدة التنظيمية، بل إلى وحدة الإرادة والعمل من خلال:

  • العمل المشترك على تدقيق الرؤية والخطاب وبعض المصطلحات مثل: الفرق بين مفهوم الدولة والنظام والسلطة.. وعلى سبيل المثال التفريق بين مفهوم المؤسسات التي هي ملك الشعب ويجب الحفاظ عليها، وبين أدائها الفاشل والفاسد الذي ينبغي الوقوف ضده ومحاربه.
  • تَبَنِّي مطالب الناس الاقتصادية – الاجتماعية وحقوقهم العادلة والدفاع عنها بمختلف الوسائل السلمية المتاحة.
  • دعم وتأييد الحراك الشعبي السلمي والارتقاء به عن طريق اشراك الشرائح الاجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية، والتركيز على ما يجمع واستبعاد ما يفرِّق.
  • الانفتاح على النساء والشباب والتشاور معهم وإشراكهم في جميع النشاطات المشتركة.
  • تطوير النشاط الثقافي المشترك؛ لبلورة وتنوير الرأي العام وتوحيده.
  • تفعيل النشاط الإعلامي المشترك والمدروس، الذي يعكس الحقائق والنشاط العملي على الأرض.
  • استنهاض قوى المجتمع لمحاربة الفساد والمخدرات والتطرف والمال السياسي المشبوه الذي يخدم أجندات خارجية وانفصالية.
  • الضغط على الجهات المسؤولة وخاصةً القضائية منها لتحمل مسؤولياتها المناطة بها.
  • إحياء المناسبات الوطنية بشكل مشترك واستلهام الصفحات المشرقة في تاريخنا، لمكافحة عوامل اليأس واَلإحباط وأخذ العبرة واستنهاض المجتمع.
  • أن نَقْبَل بعضنا بعضاً والترفع عن المناكفات والتشكيك والروح الاتهامية وعدم القبول بالتخوين منَّا وعلينا.
  • العمل بروح الفريق والعقل الجماعي ومَمارسة الحوار المسؤِول البنّاء الذي يُقَدّم البديل ويضع القضية فوق الشخصنة.
  • اعتبار هذه الجلسة الحوارية المميَّزة تمهيداً لجلسات قادمة لمتابعة هذه المقترحات والتوصيات وتنفيذ ما تم وما سيتم التوافق عليه مستقبلاً.

هذا وقد طُرِحَتْ أفكار أخرى هامة مثل: الإشارة إلى مخاطر نشوب حرب عالمية تلوح في الآفاق وتهدد البشرية جمعاء، وكذلك الحرب على أوكرانيا وانعكاساتها على المسألة السورية، وأيضاً مخاطر التقاسم وشبحه الذي يجول فوق الأرجاء السورية، وغيرها من الأفكار والآراء التي لا يتسع المجال لذكرها كلها.

وفي الختام، لا يفوت اللجنة الوطنية أن تقدم شكرها وتقديرها لممثلي المكونات والشخصيَّات الوطنية المستقلة التي لبَّت دعوتها وأغنت هذا الحوار ومخرجاته.

تحية واحترام للجميع، ولسوريا الخلاص والسلام.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني