fbpx

حركة التحرير والبناء.. دلالات اجتماع ملتقى أبناء الشرقية

0 135

الاجتماع الكبير لملتقى أبناء الشرقية، الذي عُقد برعاية حركة التحرير والبناء، لم يكن اجتماعاً عادياً، بل كان اجتماعاً موسّعاً لفعاليات المنطقة الشرقية العسكرية والسياسية والاجتماعية.

مثل هكذا اجتماعات تنعقد لوضع تصورات استراتيجية تتعلق بالمناطق التي تمثّلها حركة التحرير والبناء، فهذه الحركة ليست مجرد مكونٍ عسكري قتالي فحسب، بل إنها حركة لها جناحان، أحدهما عسكري مقاتل، والثاني سياسي اجتماعي، يهتم بحاضنته الشعبية في مناطقه المنحدر منها، ونقصد بالمناطق المحافظات الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة).

إن لقاء الكوادر العسكرية والسياسية والاجتماعية لأبناء الشرقية هو ضرورة استراتيجية، فليس هناك من يضع أولويات حاجات المنطقة مثلما يضعها أبناؤها، وهذا يعني استقصاء الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة الشرقية برمتها، والتي تخضع لسيطرة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ولميليشيات أسدية، وأخرى إيرانية قادمة من خارج حدود البلاد، بغية وضع رؤى عملية لتخليص المنطقة من الميليشيات التي تحتلها.

إن ملتقى أبناء الشرقية هو ملتقى ضروري بالمعنى السياسي والحقوقي، فهذا الملتقى يمكن اعتباره مجلس وطنياً محليّاً للمنطقة الشرقية، أي برلمانها المؤقت، ويجب أن تكون مهامه متابعة أوضاع منطقته بكل شؤونها المختلفة، وهذا يساعد حركة التحرير والبناء أن تبحث عن الكيفية الممكنة لدعم صمود أهلنا في مناطقهم في المحافظات الثلاث، وأن تبحث في الوسائل والأدوات الممكن استخدامها في تحرير هذه المحافظات الهامة من سيطرة الميليشيات الغريبة عنها، والتي تفرض سيطرتها عبر دعم خارجي معادٍ للشعب السوري.

إن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية ما تؤول إليه أوضاع مناطق شرق الفرات، حيث تسيطر ميليشيا قسد، وتقوم بتخريب النسيج الاجتماعي للمنطقة، وكذلك تقوم هذه الميليشيا بنهب ثروات المنطقة الباطنية (بترول وغاز) وتمنع أي نشاطٍ اقتصادي زراعي بشقيه النباتي والحيواني خارج إدارتها له، بما يكفل لهذه الميليشيا فرض ضرائب كبرى وتحديد أسعار المنتجات.

كما تتحمل إيران مسؤولية الجرائم السياسية والاجتماعية والديمغرافية في مناطق غرب الفرات، حيث تعمل على إفقار المنطقة وتخريب نشاطها الاقتصادي، وذلك من أجل دفع شباب المنطقة وسكانها إلى القبول بمبدأ تغيير المذهب الديني السنّي بمذهب الميليشيات الشيعي.

إن وضع استراتيجية عمل من قبل ملتقى أبناء الشرقية وبما يتوافق مع قدرات حركة التحرير والبناء، والتي يجب أن تلعب دوراً محورياً في تحرير المنطقة الشرقية، هو جهد وطني ضروري، هذا الجهد يجد قاعدة دعمه من قبل الجيش الوطني السوري الذي تنتمي إليه الحركة، ومن قبل الحكومة المؤقتة.

إن تشكيل لجان متخصصة من قبل ملتقى أبناء الشرقية هو عمل هام، هذه اللجان يجب أن تشمل مناحي الحياة المختلفة، السياسية والاقتصادية والأمنية والصحيّة والتعليمية والثقافية.. الخ. تشكيل هذه اللجان يجعل استراتيجية تحرير المنطقة عملاً متكاملاً يتمّ حشد كل الامكانية الشعبية والثورية في سبيل إنجازه.

إن حركة التحرير والبناء هي وجه المنطقة الشرقية الأهم في المجالين العسكري والسياسي، وهي تقع عليها مسؤولية قيادة المرحلة وصولاً إلى تحرير المنطقة الشرقية من براثن الميليشيات المحتلة لها بعد أجنبي سافر.

فهل تذهب قيادة حركة التحرير والبناء إلى تعميق بنية ملتقى أبناء الشرقية؟ وهل ستضع في تصوراتها الاستراتيجية أن تغدو مكونات الملتقى مجلساً وطنياً (برلمان محلي) من أجل رسم السياسات العامة للمنطقة الشرقية باعتبارها إقليماً وطنياً سورياً واحداً.

بالطبع يمكن القول، إن تعميق بنية ملتقى أبناء الشرقية، هو ضرورة وطنية ومحلية، بحيث يشمل هذا الملتقى أبناءً من المنطقة الشرقية، يعيشون في تركيا ومناطق اللجوء الأخرى. وهذا يعني إن شؤون المنطقة الشرقية هي مسؤولية أبنائها أولاً وأخيراً، وبقيادة حركة التحرير والبناء، والتي تبذل كل الجهد من أجل تحرير المنطقة الشرقية وسوريا من الاحتلالات.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني