حركة أحرار الشرقية بين ماضيها المفرد وحاضرها في “التحرير والبناء”
حين ترى أن جهة ما تتعرض لحملات إعلامية دون أدلة حقيقية، أو من خلال جعل “الحبّة قبةً”، فاعلم أن تلك الحملات يقف خلفها متضررون من انتصارات هذه الجهة.
في الحروب يحدث مثل ذلك، تُضخّمُ عثراتٌ أو أخطاءٌ صغيرة، وتمارس حملات بموجب ذلك، غايتها الإساءة وإلحاق الأذى بالجهة المنتصرة، التي قاتلت عن إيمان عميق ضدّ أعداء الشعب الذي تنتمي إليه، مثل هذه الحالة تعرّضت لها (فرقة أحرار الشرقية)، التي ينحدر قادتها ومقاتلوها من المنطقة الشرقية في سوريا، وتحديداً من محافظة دير الزور.
بإمكاننا أن نقول إن (فرقة أحرار الشرقية) التي يقودها شاب جريء يدعى أبو حاتم شقرا، كانت رأس حربة في عمليات تحرير الشمال السوري، (درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام)، وهذا الانتصارات أغاضت أعداء الشعب السوري، ما دفعهم لاختلاق أكاذيب بلصق تهم باطلة بهذا الفصيل المنتمي أصلاً للجيش الوطني، وتحديداً انتماؤه للفيلق الأول.
من هذه التهم الكاذبة تصوير هذه الفرقة بأنها تمتلك سجوناً غير شرعية وسرّية تمارس من خلالها تعذيب الناس، وهذا أمرٌ لم تستطع الجهات المروّجة له أن تثبته عياناً، وذلك لسبب بسيط وصريح، وهو أن هذا الفصيل لا يمتلك سجوناً سرية، بل أنه يشغّل أحد أجزاء مقره كسجن عقوبات بحقّ عناصره المخالفين لأنظمته.
الغاية الصريحة من تضخيم الأمور، هو استعداء الحاضنة الشعبية في الشمال السوري ضد هذا الفصيل، الذي شكّل خطورة بحق تنظيم داعش من قبل، وقوات “قسد” الانفصالية، التي ترتكب جرائم التفجير والقصف العشوائي من حينٍ إلى آخر بحق مقاتليه وبالحاضنة الشعبية في مناطق نفوذه الآمنة.
لقد أغاظت ولادة (فرقة أحرار الشرقية) منذ تشكيلها في شهر تشرين الثاني عام 2016 أعداء الثورة السورية، حيث استطاع هذا الفصيل من تثبيت نفسه في ريف حلب الشمالي الذي يشكّل حدوداً مع دولة تركيا.
لقد تظاهر السوريون في السابع من تشرين الثاني عام في مدينة أورفا التركية عام 2018 تأييداً لفرقة أحرار الشرقية، ورفعوا أعلامها، وطالبوا فيها الفرقة بالعمل على تحرير تل أبيض.
إن قوات قسد حاولت الاستفادة من علاقتها الوظيفية بالولايات المتحدة عبر اتهام فرقة أحرار الشرقية بأنها وراء انتهاكات تتعلق بحقوق الانسان، هذه الاتهامات لا تصمد أمام حركة الواقع التي تقول أن من يمارس التفجيرات والقصف العشوائي هم هذه القوى الانفصالية المسماة “قسد”.
لقد اغتاظ الانفصاليون “قسد” من حديث قائد فرقة أحرار الشرقية في تصريحاته المختلفة حيث قال أبو حاتم الشقرا: “تكمن عظمة الثورة السورية في نبل أهدافها وجسامة تضحياتها وصلابة إرادة شعبها التي لم ينتصر عليها رصاص الأسد فاستمرت عاماً تلو العام مقدمة في كل سنة حكاية جديدة لثورة شعب عزيز”.
هذه الرؤية العميقة للثورة السورية أزعجت القوى الانفصالية والعابرة للحدود، والمنتصرة في معارك تحرير الشمال بالتكاتف مع فصائل الثورة السورية الأخرى، ولهذا صبّت حملات إعلامهم الكاذبة والمضللة نار حقدها وكرهها لثورية “فرقة أحرار الشرقية”.
وإدراكاً منها لأهمية توحيد الصف العسكري الثوري، اتحدت فرقة أحرار الشرقية مع ثلاث فصائل عسكرية ثورية وشكّلوا حركة جديدة أطلقوا عليها اسم “حركة التحرير والبناء”، وهي قوة فاعلة إلى جانب باقي فصائل الجيش الوطني.
وحدة فرقة أحرار الشرقية كشفت عميقاً عن مسائل هامة، فهي أكدت أن هذا الفصيل تهمه قوة الثورة عموماً، وضرورة توحيد فصائل المنطقة الشرقية استعداداً للمرحلة التالية التي يعود فيها مقاتلو الحركة إلى مناطقهم الطبيعية في المحافظات الثلاث (دير الزور والرقة والحسكة.
وفق هذه الرؤية يمكننا أن نقول إن قوى فصائل الثورة السورية من أبناء المنطقة الشرقية هم في طريقهم لإنجاز وحدتهم الشاملة وتوظيف هذه الوحدة في بناء جيش سوريا الوطني الحقيقي الذي يدافع عن الشعب والبلاد.