حرق مكاتب الأحزاب وPKK المستفيد الوحيد من الخراب
تعرضت مقرات ومكاتب تابعة للمجلس الوطني الكردي وأحزابه السياسية لعمليات حرق وتخريب وإطلاق رصاص، حيث عمد مجهولون مساء الاثنين إلى إحراق مقر تابع للمجلس الوطني الكردي في مدينة عامودا وذلك بعد يوم واحد من مهاجمة مقر المجلس الوطني الكردي في الدرباسية. حيث كانت مجموعة مسلحة قد هاجمت المقر في المدينة بالرصاص وقامت بالعبث بمحتوياته قبل أن تلوذ بالفرار ما تسبب بأضرار مادية في المكتب، تلاه اقتحام مجموعة مكتباً لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا وعبثوا بمحتوياته وقاموا بإحراق المكتب. وحاولت مجموعة إحراق مكتب حزب الوحدة الكردستاني في عين العرب – كوباني – عبر إلقاء عبوات حارقة – مولوتوف – عند مدخل المبنى ما أدى إلى أضرار بالمكتب قبل قيام أبناء المنطقة بإطفاء النار.
مقر حزب الوحدة الديمقراطي الكردستاني في سوريا في مدينة الحسكة تعرض أيضاً لهجوم من قبل مجموعة مسلحة عبثت بمحتوياته وأضرمت النار فيه ما تسبب بأضرار مادية في المكتب.
هذه الأحداث دفعت عدة أحزاب إلى إيقاف الاجتماعات والندوات في مكاتبها حرصاً على عدم تعرض أعضاء الحزب لأي أذى في حال تعرضت مكاتبهم لأي هجوم من قبل هذه المجموعات.
المجلس الوطني وأحزابه عبر تصريحاتهم أدانوا أعمال التخريب هذه وأكدوا أن هذه الأعمال تهدف لنسف المفاوضات الجارية وأكدوا التزامهم بالنهج القومي واستمرارهم في المفاوضات لحين تحقيق الاتفاق النهائي.
هيئة الداخلية في الإدارة الذاتية أدانت الهجمات واعتبرت أن هدفها إيقاف عجلة المفاوضات الجارية وأن هذه الأعمال لا تخدم سوى أعداء الطرفين المتفاوضين.
فيما توالت بيانات الإدانة لهذه الأعمال كان أولها بيان الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا وآخرها المبادرة الجماهيرية لوحدة الصف الكردي.
وكانت قوى الأمن الداخلي – الأسايش – قد فرضت حراسات أمنية على مكاتب الأحزاب والمجلس الوطني الكردي في مدن المنطقة كافة في محاولة لإيقاف هذه الأعمال.
المتهم الأول والأخير والوحيد بأعمال التخريب والحرق التي تعرضت لها هذه المكاتب، الشبيبة الثورية – جوانين شورشكر – التي تعتبر اليد الضاربة لـ PKK وتعمل بأوامر مباشرة من الحزب الذي يسعى جاهداً لخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة عبر هذه الحركة وغيرها عن طريق أشخاص يتبعون بشكل مباشر للحزب وقيادته في قنديل وبدا ذلك واضحاً من خلال الهجوم الأول على حاجز للبيشمركة في منطقة دهوك بإقليم كوردستان تلاه هجوم لعناصر من الحزب نفسه على نقطة حدودية للبيشمركة بين شمال شرق سوريا والإقليم في منطقة سحيلة.
هذه الأعمال جاءت بعد مطالبات بإخراج كوادر الحزب من شمال شرق سوريا وإقصائهم من إدارة الدوائر والمؤسسات المدنية والعسكرية، وتعالي الأصوات المطالبة بقطع العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وحزب العمال الكردستاني PKK الذي يعد شرطاً أساسياً في المفاوضات الجارية بين أطراف الحوار الكردي – الكردي الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إليه عبر رعايتها المباشرة لجلسات التفاوض والضغط على الطرفين المتفاوضين.
حركة الشبيبة الثورية – جوانين شورشكر – منذ نشأتها في نهاية 2011 كانت اليد الضاربة التي استخدمها حزب العمال الكردستاني، وهي لا تتبع لأية قوة عسكرية أو مدنية تابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا .هي حركة ليس لها أي نظام يحدد برنامج عمل لها لكنها تعتبر الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في سوريا بشكل مباشر ومن مهامها الاغتيال والخطف والترهيب وقتل النشطاء والسياسيين بالإضافة لمسؤوليتها عن قمع المظاهرات المناهضة للنظام منذ بداية الثورة السورية وتعتبر الحركة المزود الرئيسي لحزب العمال بالعناصر عبر خطف القاصرين وإرسالهم إلى جبال قنديل ومتابعة التجنيد لصالح الحزب عن طريق جذب الشباب.
وتعتبر الحركة خارج سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وإدارته الذاتية حيث لا يملك أي منهما سلطة على هذه الحركة التي تتلقى أوامرها مباشرة من جبال قنديل عن طريق قياديين أمثال آلدار خليل ومحمود برخدان اللذان يعتبران من مؤسسي الحركة في سوريا.
الشارع الكردي يراقب بحذر ما تقوم به هذه الحركة من أعمال تخريب تستهدف أمن شمال وشرق سوريا وصولاً إلى تهديد حالة الاستقرار في إقليم كوردستان العراق، وتتصاعد الأصوات المنادية بضبط النفس وعدم الانجرار لحرب بين الطرفين يستفيد منها أعداء الطرفين والاستمرار في دعم المفاوضات القائمة وضرورة وصول الطرفين لاتفاق ينهي وجود PKK وأذرعه في المنطقة خاصة في ظل الدعم الأمريكي لهذا الاتفاق حال حصوله. فيما يرى آخرون أن الوقوف في وجه هذه الأعمال بات ضرورة ملحة لإنهاء وجود هذا الحزب وحركته التخريبية في المنطقة حتى لو وصل الأمر لحد استخدام القوة ضد هذا الحزب وذراعه. وتأتي هذه النداءات في ظل فقدان الحزب لشعبيته بين جماهيره والمستفيدين منه نتيجة أعمال التخريب التي يقوم بها والتي تؤثر سلباً على أمن المنطقة واستقرارها وتظهر يوماً تلو الآخر فشل الفلسفة والأيديولوجية التي يتبعها الحزب، ويثبت ارتباطه بأجندات خارجية تعمل ضد طموحات وأحلام الشعب الكردي وضد استقرار وأمن المنطقة عامة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”