جيمس جيفري في شرق الفرات زيارة دعم أم فرض للإرادة الأمريكية
في زيارة غير معلنة وصل المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جيمس جيفري إلى مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية – قسد – مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية أكدت وصول جيفري للمنطقة بهدف رعاية الاتفاق بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية فيما ذكرت مصادر كردية مطلعة أن الزيارة جاءت بهدف الإعلان عن تشكيل المرجعية الكردية بشكل رسمي.
زيارة جيفري لشرق الفرات أثارت الكثير من التساؤلات فإن كان الهدف هو إعلان الاتفاق الكردي/الكردي فأين هذا الاتفاق ولماذا لم يعلن عنه في وجود جيفري.
بعضهم اعتبر زيارة جيفري رسالة للأطراف الكردية بضرورة الإسراع في إنجاز الاتفاق فيما اعتبرها آخرون رسالة لروسيا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لروسيا بالتحرك وفرض إرادتها في المنطقة.
آخرون رأوا في الزيارة رسالة للجانب التركي بالدعم الأمريكي ضد أي محاولة تركية لشن هجوم جديد على المنطقة هذا الدعم في وجه الدولة التركية، اعتبر بعضهم اعتماد الأطراف الكردية عليه سذاجة، خاصة أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لتركيا للهجوم على كل من رأس العين وتل أبيض وحتى عفرين ولم تحرك ساكنا أمام هذا الهجوم، وأكدوا على ضرورة عدم الثقة بهم.
شفان إبراهيم باحث في الشأن الكردي اعتبر زيارة جيفري للمنطقة محاولة من إدارة الرئيس ترامب الاستفادة من الورقة الكردية في الانتخابات الأمريكية بعد التفاعل الدولي الكبير مع القضية الكردية واستخدام المرشح المنافس لترامب لهذه الورقة في حملته الانتخابية ما دفع إدارة ترامب لإعلان دعمها للقضية الكردية في كل من سوريا والعراق لقطع الطريق أمام منافسه لاستغلال هذه الورقة.
فصلة يوسف عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي وسكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي قالت في تصريح لها: إن جيفري أكد على دعم بلاده للمحادثات الجارية بين الأطراف الكردية وبقاء القوات الأمريكية في المنطقة لفترة طويلة كما طمأن جيفري الأطراف الكردية أن الرئيس ترامب حذر أردوغان من أية عملية عسكرية جديدة في المنطقة وأن أية محاولة جديدة للتوغل في المنطقة ستكون لها آثار كارثية على تركيا مؤكداً أن ما يجري في عفرين ورأس العين وتل أبيض ستتم مناقشته بجدية.
فيصل يوسف المنسق العام لحركة الاصلاح الكردي وعضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي قال: إن القوات الأمريكية ستبقى في الوقت الحالي وإن مسألة الانسحاب تتعلق بالبيت الأبيض ولا تبدو واردة قبل الانتخابات الأمريكية واستلام الإدارة الجديدة وأكد دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتوحيد الصف الكردي في إطار حل سياسي عام للبلاد.
جيفري وقبل مغادرته شرق الفرات التقى قائد مجلس دير الزور العسكري ورئيس مجلس دير الزور المدني وهما الممثلان العسكري والمدني للمكون العربي.
كما ذكرت بعض المصادر المطلعة على الزيارة أن جيفري التقى ببعض شيوخ العشائر العربية لطمأنتهم على مستقبل المنطقة في حين لم يتم تأكيد هذا اللقاء بصورة رسمية.
جيمس جيفري غادر شرق الفرات نحو إربيل للقاء أعضاء من لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي وبعض أعضاء الكتلة الوطنية الكردية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
في حين اجتمع جيفري بكل من رئيس الإقليم نيجيرفان البرزاني والرئيس مسعود البرزاني باعتبارهما من الداعمين للحوارات الجارية بين القوى الكردية في شمال شرق سوريا لمناقشة ما وصل إليه الحوار الكردي/الكردي في سوريا.
رأى بعضهم أن الإدارة الأمريكية تخطط لتوحيد الصف الكردي في سوريا على غرار ما قامت به في العراق وإنشاء إقليم بعد تحقيق وحدة الصف على غرار إقليم كردستان العراق.
وهذا جعل زيارة جيفري زيارة دعم في شكلها وإعلاناً لتنفيذ الإرادة الأمريكية في المنطقة في مضمونها وهو ما ستوضحه الفترة القادمة.
ما يجري في المنطقة ما هو إلا خطوة جديدة في سباق أمريكي – روسي لكسب الأكراد ويبدو أن كل طرف يحاول جمع أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والاجتماعية تحت مسمى واحد وبرعاية خاصة والغاية ليس الوصول إلى حل سياسي في سوريا فقط بل الحصول على الدور الأكبر والفائدة الأكثر في المنطقة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”