fbpx

جريمة قتل تهز طرطوس وخوف وقلق يعيشه الأهالي في مدن الساحل

0 173

جريمة قتل مروعة في مدينة طرطوس راح ضحيتها ثلاث شابات ووالدهم وتعرضت الأم للإصابة وسط اختلاف حول تفاصيل حدوثها وفاعلها إذ حملت الجهات الأمنية الأب مسؤولية الجريمة وقالت إنه أقدم على قتل بناته ومن ثم الانتحار، في حين أن مصادر محلية تحدثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن الجريمة وقعت بفعل فاعل، وجاءت بعد دقائق من نشر الأب منشوراً على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يفيد بأنه سيقتل عائلته وينتحر بسبب ما يتعرض له من ضغط وتهديد من قبل شخصين قام بذكر اسميهما، وهو على خلاف معهما، فقد طلبا منه أمراً، ولم يستطع تنفيذه، لذلك يقومان بتهديده مؤكداً أن تسجيلات الصوت عبر جهازه “الأيباد” تؤكد كلامه وجاء التهديد بقتله وقتل عائلته.

الجريمة راح ضحيتها كل من الشابات شيماء (22 سنة)، وخزامة (20 سنة)، وشادن (17 سنة)، كما تعرضت كفاح محمد علي وهي والدتهم للإصابة بعيار ناري في ساقها اليسرى، وقتل غدير سلامة المتهم بتنفيذ الجريمة من خلال إقدامه على الانتحار بعد الحادثة بحسب ما نسبت له الأجهزة الأمنية، فيما لم تصدر عن الزوجة أية اعترافات أو تصريحات سوى ما نقلته الجهات الرسمية عنها ومنها صحيفة الوطن المقربة من النظام، بأن زوجها كان متوتراً بسبب اتصالات كانت ترده ولم يكن يرد عليها، ليقوم بعدها بسحب بندقية ويطلق النار على سقف المنزل ومن ثم يصوبه عليهم بشكل عشوائي وبعدها قام بقتل نفسه.

في حين يرى الأهالي أنه من غير المعقول أن يقدم سلامة على قتل بناته بهذه الطريقة الوحشية فضلاً عن أنه لو كان مسؤولاً عن الجريمة لكان تأكد من موت زوجته قبل الانتحار، علماً أنه مدرس لمادة الرياضيات وشخص واع ومثقف ولا يمكن أن يقدم على مثل هذا الفعل، إضافة إلى أن المنشور تم حذفه من الفيسبوك بعد دقائق من نشره، وبذلك اعتبروا أن الفاعل هو من كتب المنشور وقام بحذفه لاحقاً، لأنه أراد التخلص من غدير وكل من ذكرت أسماؤهم في المنشور، خصوصاً وأن المنشور حمل اتهامات لأشخاص بسرقة أسلحة وصواريخ وبيعها من قيادات الفيلق الخامس المدعوم من روسيا والذي يعمل به شقيق غدير وغدير سابقاً الذي شهد الكثير من حالات السرقة وبيع السلاح في منطقة حلفايا، ما يدل على أن الوضع معقد وصعب وهذه الجريمة أكبر من أن تكون حادثة انتحار.

ضغط نفسي وقلق

يعيش الأهالي في مدن الساحل السوري في حالة من الضغط النفسي والقلق الشديدين ما قد يتسبب بمثل هذه الجرائم وتعود لأسباب مختلفة أبرزها حالات التهديد والقتل والخطف، التي ازدادت مع انتشار الفوضى والسلاح العشوائي والتكتم على المجرمين لاسيما عندما يكونون من أصحاب السلطة والوساطات.

كما هو الحال في جريمة سلامة التي حملها النظام له مباشرة رغم ما يوجد حولها من إشارات استفهام، خصوصاً وأن أخيه يشغل منصباً رفيعاً في الفيلق الخامس ومن الممكن أن يكون له دور بها خصوصاً بعد الأحاديث عن وجود خلافات بينهما حول الأسلحة ومن يقوم ببيعها أثناء فترة تطوع غدير بالفيلق.

يوضح الناشط المدني من مدينة اللاذقية محمد العبدالله لـ “نينار برس” ؛ إن معظم الموجودين في مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في مدن الساحل تورطوا بأعمال غير قانونية بعد حمل السلاح ونتيجة الغلاء وصعوبة المعيشة بات الكثير من هؤلاء يعمل في تجارة المخدرات وبيع السلاح وسلب الناس والتهديد والخطف، إذ يتم تداول أحاديث عن أن الأمر المطلوب من غدير قبل وقوع الجريمة والذي تم الضغط عليه بسببه، يتعلق بتجارة المخدرات وقد طلب منه تنفيذ مهمة لهم لكنه تأخر ثلاث ساعات فكانت هذه النتيجة، معتبراً أن الوضع يذهب نحو الأسوأ، خصوصاً مع تكرار مثل هذه الجرائم والحوادث بشكل دائم وغياب الدور الأمني في الحد منها أو محاولة ضبط السلاح الذي يعتبر السبب الأساسي في هذه الحال وهذه الفوضى.

تابع العبدالله: إن الأسابيع الأخيرة سجلت عدة جرائم قتل في مدن الساحل منها الجريمة التي وقعت قبل أيام في مدينة اللاذقية راح ضحيتها الشابة “غوا دواي” 16 عام وهي من منطقة الدعتور إذ عثر عليها مقتولة في الشاطئ بعد اختطافها وغيابها عن منزلها عدة أيام.

يذكر أن جريمة سلامة شغلت الإعلام بشكل كبير وأخذت حيزاً كبيراً من الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات المحلية أيضاً، لفظاعتها وبشاعتها فضلاً عن المنشور الذي سبق حدوثها والذي تم تناقله بشكل واسع جداً رغم حذفه، كذلك تم التعاطف مع الشابات الثلاث اللواتي فقدن أرواحهن جراء هذه الحادثة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني