fbpx

جريمة جنديرس.. لماذا المستهدف الرئيس حركة التحرير والبناء؟

0 200

عشية عيد النوروز كان ثمة تخطيط لجريمة ضد أبرياء من المكوّن السوري الكردي، مؤداها خلق فتنة بين حركة التحرير والبناء والحاضنة الشعبية الكردية في منطقة جنديرس، من خلال افتعال مشكلة مع أسرة كردية، كانت تحتفل بصورة سلمية بعيد النوروز.

هذه محاولة خلق فتنة بصورة صريحة، بين حركة التحرير والبناء التي تنتمي للفيلق الأول في  الجيش الوطني السوري وبين المكون الكردي في المنطقة، وذلك للإساءة لكفاح هذه الحركة، وإظهارها بأنها حركة معادية للأكراد، وهذا كذب صريح وتضليل عن الحقيقة، فعيد النيروز مرّ لسنوات من قبل، ولم تمنع الفصائل المكونة لحركة التحرير والبناء الأكراد من ممارسة طقوس عيدهم (النوروز)، وهي في الأساس تنظر للمكون الكردي على أنه مكون سوري وطني وشريك في الثورة السورية.

إن اللغط الذي اجتاح وسائل التواصل الاجتماعي كانت تقف خلفه غرفة إعلامية تنشر أخباراً مضللة وكاذبة عن جريمة جنديرس، هذه الأخبار انتشرت بسرعة النار، وكانت تحمل اتهاماً كاذباً لحركة التحرير والبناء، بأنها من تقف خلف هذا الاعتداء الآثم والكريه والمدان.

فلماذا يتمّ استهداف حركة التحرير والبناء بهذه التهمة الباطلة؟ إنها تهمة ملفقة غايتها إلحاق أقصى ما يمكن من الإساءة لحركة التحرير والبناء، لأنها تنتمي جغرافياً للمنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث (دير الزور، الرقة والحسكة)، وهي منطقة تحتل القسم الأكبر منها ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

قوات سوريا الديمقراطية هي الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، والذي يعتبر فرعاً سوريّاً لحزب العمال الكردستاني المصنّف بأنه ميليشيا إرهابية مسلّحة، هذه القوات تعتبر حركة التحرير والبناء عدوّاً أول لها، لأن مقاتليها هم أبناء المنطقة التي تحتلها هذه الميليشيات، وتعمل على تغيير ديمغرافي فيها، وتنكّل بشعبها، وتنهب ثرواتها من النفط والغاز.

هذه هي أرضية الاتهام المضلل الذي انتشر في (السوشال ميديا)، والغاية منه هي سياسية، فحركة مثل حركة التحرير والبناء ليس في أدبياتها أو ممارساتها أي منحىً للتمييز بين المكونات المختلفة، فهي تنظر لجميع المكونات الإثنية والدينية والطائفية على أنها مكونات سورية فحسب، لا فرق بينها على مستوى الحقوق والواجبات الوطنية.

لقد استطاعت حركة التحرير والبناء وبسرعة قياسية من دحض افتراءات الطابور الخامس الذي يعمل ضد الثورة السورية وضد جيشها الوطني والذي منه هذه الحركة.

اعتقال منفذي الجريمة البشعة وتسليمهم للجهات الأمنية والقضائية المعنية، يكشف بصورة جلية من يقف خلف هذه الفتنة؟، ومن يستفيد من تداعياتها سياسياً؟

إنها محاولة لتقليص المساحة الوطنية للشمال المحرّر، لصالح جهة تريد أن تكون الطرف الوحيد في أي عملية تفاوض، حول الحل السياسي القادم في سورية، وهذا ظهر من خلال لقاء أشخاص من أهل الضحايا مع أبو محمد الجولاني، الذي يقود هيئة تحرير الشام، التي تنحدر أساساً من جذور منظمة القاعدة التي كان يتزعمها أسامة بن لادن.

في هذا المربع التآمري التقت مصالح حركة تحرير الشام مع مصالح قسد، فكلاهما يريد إقصاء حركة التحرير والبناء عن طريق مخططاته، لأنها تقف بقوة وصلابة ضد هذه المخططات المختلفة للجهتين المعنيتين.

إن حركة التحرير والبناء هي حركة تنهل من وطنيتها، وتحتمي بسياج حاضنتها الشعبية في مناطق وجودها، فهي سبّاقة لتقديم كل ممكن لخدمة شعبها السوري، وهذا ما يجعلها في مرمى التآمر عليها ومحاولة تفكيكها.

ويؤخذ على الحركة ضعف أدائها الإعلامي قياساً على أدائها الأمني أو القتالي، وهذا هو سبب من أسباب الإرباك في هجمات إعلامية من أعدائها عليها، ويتطلب حلّ هذه المشكلة عبر تكامل منظومتها الإعلامية على مستوى الأدوار والوظائف، وعدم إقصاء الكوادر المهنية والخبيرة بالإعلام عن لعب دورها في إفشال الهجمات الإعلامية المعادية وصياغة سياسة إعلامية قادرة على رسم استراتيجية إعلامية تربك العدو وتعمل على إفشاله.

حركة التحرير والبناء ينبغي عليها الاستعانة بشخصيات صديقة فاعلة اجتماعياً وسياسياً لتطويق الفتنة التي اُفتعلت أحداثها في جنديرس، سيما وأن كوادر حركة التحرير وآلياتها هي من لعب دوراً رئيسياً في إنقاذ الناس من تحت أنقاض الأبنية، التي تهدّمت بفعل زلزال مرعش في السادس من شباط/فبراير هذا العام، وهذا دليل صادق على أن حركة التحرير والبناء هي حركة من جذور الشعب السوري ومن نبض ثورته.  

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني