fbpx

جائحة كورونا تنتشر في الشمال السوري.. وضعف في المواجهة والتصدي

0 131

يشهد الشمال السوري ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بفايروس كورونا، وخاصة في محافظة إدلب، جراء الكثافة السكانية العالية والنقص الحاد في المشافي والمعدات الطبية وفحوص كورونا، ووجود مختبر وبائي وحيد للكشف عن الحالات، وعجز الكثيرين عن شراء الوسائل الوقائية مثل الكمامات والمعقمات، ما يرفع احتمال زيادة أعداد المصابين.

وقد سجلت مختبرات الترصد الوبائي في شمال غرب سوريا /185/ إصابة جديدة بمرض كوفيد-19 يوم الخميس بتاريخ 15 من شهر تشرين الأول/أكتوبر ليصبح عدد الإصابات الكلي 2242، كما تم تسجيل /36/ حالة شفاء، ليصبح عدد حالات الشفاء الكلي /1114/ حالة، بينما بقي عدد الوفيات 20 حالة وفاة.

ومع ارتفاع وتيرة الإصابات يزداد خطر جائحة كورونا على آلاف النازحين الهاربين من مدنهم وقراهم إلى مناطق أكثر أماناً، ويعيشون في مخيمات تفتقر إلى الرعاية الصحية الكافية والمياه النظيفة، حيث يتشارك النازحون قسوة الحياة ضمن تلك المخيمات التي وصل عددها إلى 1293 مخيماً، يقيم فيها نحو مليون و44 ألف نازح.

محمود الديوب مدير مخيم عشوائي في محيط بلدة كفرلوسين الحدودية مع تركيا يتحدث لـ نينار برس عن معاناة أهالي المخيم في ظل كورونا بقوله: “تغيب الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الوباء، عن معظم المخيمات، بسبب انعدام شبكات مياه الشرب والصرف الصحي، ونتيجة التصاق الخيام ببعضها للاستفادة من أدنى مساحة ممكنة، إضافة إلى التزاحم والوقوف ضمن طوابير للحصول على المساعدات الإغاثية أو تعبئة المياه من الخزانات.”

ويشير الديوب إلى غياب التباعد الاجتماعي وعدم ارتداء الكمامات في ظل الازدحام السكاني، مؤكداً على حاجة أهالي المخيم لمواد النظافة والتعقيم والكمامات، إلى جانب شبكات الصرف الصحي، وتوعية الأهالي بمخاطر الفايروس وكيفية الوقاية منه.

كما تزداد المخاوف من زيادة انتشار وباء كورونا بعد افتتاح مدارس إدلب بتاريخ 26 من شهر أيلول/سبتمبر الفائت، مع امتناع بعض الأسر عن إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفاً من العدوى، واحتمالية انتشار المرض بين الطلاب، وانتقاله إلى فئة كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة ضمن أسرهم.

أم جمال (36عاماً) من مدينة إدلب، أم لثلاثة أبناء في سن المدرسة، تخاف عليهم من المرض، وعن ذلك تقول: “مرض كورونا حرم أبناءنا من فرصهم بالتعليم، حيث لم يتابع أبنائي نظام “التعليم عن بعد” الذي جرى تطبيقه العام الدراسي المنصرم نظراً لعدم وجود هاتف في المنزل، وحتى بعد افتتاح المدارس هذا العام امتنعت عن إرسالهم للمدرسة خوفاً عليهم من الإصابة بالوباء.”

عبد الله العبسي رئيس مجمع إدلب التربوي أكد لـ نينار برس قيام مديرية التربية والتعليم في إدلب باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للمحافظة على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية في المدارس قدر الإمكان، من خلال تقسيم الطلاب إلى فئات وأفواج لتخفيف اكتظاظ الصفوف قدر المستطاع، وتحقيق التباعد المكاني بين الطلاب.”

نقيب الأطباء محمد وليد التامر يتحدث لـ نينار برس عن انتشار الوباء في الشمال السوري بالقول: “ازدياد عدد تحاليل الكشف عن الوباء في الشمال السوري، يؤدي إلى اكتشاف المزيد من الإصابات، علماً أن الأرقام المعلنة أقل بكثير من الواقع.”

ويتابع التامر: “كان الاعتماد الأكبر على المخبر الوبائي الوحيد في مدينة إدلب، لذلك تم افتتاح مخبر آخر في مدينة عفرين مؤخراً.”

ويشير الطبيب إلى أن افتتاح المدارس سيساعد على انتشار الوباء بشكل كبير، من خلال نقل الأطفال للمرض إلى الأوساط المحيطة بهم.

ويؤكد أنه عند الاشتباه بإصابة أحد الأشخاص بالوباء من خلال عدة معايير، يتم أخذ مسحة منه من قبل المركز الطبي لإرسالها إلى مخبر الترصد الوبائي، وإرسال المريض إلى المنزل بعد تدوين عنوانه ورقم هاتفه، وعند التأكد من الإصابة يخيّر المريض بين البقاء في منزله ضمن غرفة مستقلة، أو الذهاب إلى مراكز العزل.”

منوهاً إلى أن ازدحام أماكن العزل بالمصابين يضطر الكوادر الطبية إلى اللجوء لعزل المرضى داخل منازلهم.

الوضع المأسوي الذي يعيشه سكان الشمال السوري، وافتقارهم للحياة الكريمة، وأدنى مقومات الحياة، يجعلهم عرضة للإصابة بالوباء، في ظل غيابه وتجاهل المجتمع الدولي لوقف تلك المعاناة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني