fbpx

ثورة الكرامة وثورة الجياع

0 393

تشهد قرى الساحل اليوم ثورة الجياع، ثورة الرغيف الذي أخر ماحل بهم بعد أن توقفت المعارك وتوقف تعفيش البيوت في المحافظات السورية التي كانت تعود عليهم بالربح الوفير والتي كان يقتحمها أبناؤهم في تشكيلات الجيش الطائفي اللاوطني جيش ماهر وبشار المتمثل برأس الحربة من قوام الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والقوات والوحدات الخاصة ،وباقي تشكيلات الجيش وأجهزة الآمن المختلفة وفلول قطعان الجيش الأخرى من فِرق والوية وكتائب وقوات حليفة والدفاع الوطني واللجان الشعبية من أبنائهم الذين ساندوا نظام بشار الأسد في حربه المسعورة على الشعب السوري، الذي قام ضده بثوة الحرية والكرامة.

لكن بعد أن استخدمهم بشارهم وأبنائهم كقتلى مأجورين وبعد أن هدئت الأوضاع رمى بهم الى مهاوي الردى ومكبات القمامة، قطع عنهم كل الاستثناءات والمزايا التي خصهم بها كشبيحة أشرار، فشعروا بأنهم كانوا أداة بيد مشغلهم بشار وماهر وجعل منهم وقود لحربه المجنونة، وصنع لهم أعداء افتراضيين وقدمهم كالطعم ليقتلهم الدواعش الذين هم من صنيعته كما فعل بأبنائهم في الفرقة 18 عندما نسق مع الدواعش وسلمهم الفرقة المدرعة بعتادها ورجالها ضحية لهم لكي يظهر امام العالم مكافحاً ومناضلاً وضحية للإرهاب.

الساحل السوري وبقية المناطق التي تعتبر حاضنة لبشار وخزان بشري لرفده بالشبيحة، وعلماً أنه لازال يأخذ حصة الأسد من مساعدات الأمم المتحدة بعد أن أصبحت بفضل تواطؤ الأمم المتحدة وروسيا والغرب تدخل من معبر نصيب إلى اللاذقية وطرطوس ومناطق مؤيديه، ولا يصل إلى النازحين المهجرين في الخيام سوى الفتات منها.

قي الواقع (وكأن) الله قد حَرم على حناجر العبيد الجياع هم كلمات الرجولة والشجاعة لأنهم إختاروا ان يكونوا عبيد لآل الأسد الذين غسلوا لهم أدمغتهم وجعلوهم يروا بأن الذات الإلهية تجلت في بشار الأسد ، (وكأين) الله فرض عليهم كلمات الكفر والإلحاد

والتي مفادها:

اسجد لربك بشار، بدكن حرية ياعرــــ ـــ ـات، ربك بيسقط وبشار ما بيسقط

وبالفعل حرم عليهم عبارات وهتافات الحرية التي تَغنى بها السوريون الأحرار:

ما منركع الا لله، ياالله مالنا غيرك ياالله. سوريا لينا وماهي لبيت لأسد، حرية للأبد غصب عنك يا أسد، الشعب والجيش إيد وحدة…

لا شك بأن السوريين الأحرار الذين رفعوا أغصان الزيتون في شوارع دمشق ومروا بها من أمام المؤسسات والأمنية والإعلامية وأمام دار الوحدة للصحافة بالتحديد عندما انقض الصحفيون والذين هم أبعد الناس عن الصحافة وأخلاقها، بالضرب والشتائم على المتظاهرين. هؤلاء السوريون الأحرار الذين صبروا ومازالوا صابرين على كل ما ألم بهم من ويلات النزوح والتهجير وقساوة العيش الاعتقال والحرمان وبطش الشبيحة والمرتزقة ولم يستكينوا ولم يرضخوا لشبيحة الأسد.

كم كان من جميلاً لو أن هؤلاء الذين خرجوا الآن بما يسمى ثورة الجياع أو ثورة الرغيف واكتسبوا شرف الشهامة والشجاعة مع أطياف الشعب السوري البطل وكم هو جميل لو أنهم قدموا أبناءهم شهداء على مذابح الحرية والكرامة بدلاً من أن يقدموهم في سبيل الدفاع عن منصب وكرسي أشخاص كـــ ماهر وبشار الأسد.

وكم هو الفرق بين من تصدوا بصدورهم العارية لرصاص الشبيحة ومرتزقة حزب الله، وبين القتلى المجرمين.

بلا شك أن الثورة السورية التي انطلقت من أنامل طلاب المدارس الذين كتبوا على السبورة وعلى الجدران (جاك الدور يا دكتور) والتي أجاب صداها رجال الغوطة وداريا وكفرسوسة وبرزة والقابون وحمص وحلب وحماه وبانياس واللاذقية وإدلب والرقة والحسكة ودير الزور، كانت ولا زالت ثورة كرامة وشهامة وشجاعة وعزة وإباء وكبرياء، تلك الثورة التي رفض رجالها بيع دماء شهداءها بالمال عندما أرسل لهم بشار وفداً من دمشق إلى درعا ليعوض عليهم بمليون ليرة لكل شهيد سقط في ساحات التظاهرات، وكان قرارهم لا نبيع دماء شهدائنا بالمال ومستعدون أن نفرش لكم طريق عودتكم إلى القصر الجمهوري لتعودوا وتقولوا لبشار: إن أهالي شهداء ثورة الكرامة رفضوا استلام ثمن الدماء مالاً وإنما قدموها قرباناً للحرية، ولأنهم قرروا أن تكون دماء شهدائهم نوراً تضيء به دروب الكرامة التي ستسير على خطاها رجال ثورة الكرامة الحرية وأن تُعمد طرقات ثورتهم بالدماء لانهم يعتزون بأن شهداؤهم هم:

الضوء الذي لا ينطفئ       والزاد الذي لا يفنى

والخير الذي لا ينكفئ        والرمح الذي لا يحنى

من البداية انطلقت من حناجر الثوار كلمات نابعة من قلوبهم تردد ما في ضمائرهم واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، وكانت هتافات صادقة بالفعل لأن الشعب السوري يؤمن بأنه واحد ولا غرابة بذلك لأنهم نشؤوا وتربوا على أناشيد بلاد العرب أوطاني.

لم تحد يوماً الثورة السورية ورجالها الكرام عن إجماع الشعب السوري فهم قدموا أبناءهم قرابين في سبيل الحرية، وشتان بين من يقدم أبناءه كالنعاج في سبيل أهداف رخيصة، وبين من يقدم أبناءه كالأسود على أرجوحة الأبطال.

كم كان جميلاً لو أن أهازيج الثورة التي غنى لها رجال دمشق وسهول حوران طربت لها مسامع أهل الساحل في ريف اللاذقية وطرطوس، وصرخات حناجر ساحة حمص وحماه ردت عليها آثار شهبا وقنوات، ومظاهرات إدلب والرقة ودير الزور وحلب قدمت لها الحسكة والقامشلي شيئاً من الوفاء.

النصر لثورة الحرية والكرامة والشهامة

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني