fbpx

ثلاث قصائد للشاعرة لطيفة الزجّاري

0 140

عديني

عديني أن تعودي إلى

نقطة ما قبل البداية

ما قبل الخليقة

وألا تستسلمي لنداء

الغواية

ولا تقضمي تفاحة أدم

لتخرجي عارية

تخصفين عليك من ورق التوت

عديني أن تقومي الضلع الأعوج

وترمي حدوداً على شط

الفتنة

وأن لا تركبي رياح المد والجزر

ولا تسبحي ضد تيار البياض

عديني أن تقطعي جغرافية

بلاد العجائب

لتصيري، “أليس” وتحلمي بقطعة

شوكولاطة من يد الحلم

أو تصيري سندريلا في حكايا

الصغار

تنقدها يدا الأمير من

تفاحة الخديعة

عديني حواء أن تكوني

حاء لمن لا حلم له

وواوا لورد اليتامى في بساتين الأماني

وهمزة وصل للهيب الشوق

في رياض العاشقين

عديني أن تسيري الهوينا على

شظايا قوارير عطر

ما بعد الأعراس

وأن تجمعي رفات السكاكر

لتدفنيها في كعك الميلاد

عديني ألا تكوني تمرة حلوة

في فم الجوع

وأن ترفلي بفستان الطهر

وترقصي حافية في ليل الشموخ

عديني وعد حر أن تصيري

وشما على خد الثلج

وتذوبي سكرا في فناجين

اللقيا وتضمي الصمت

في أفواه العذارى

وترقصي رقص العودة في

سبل تحقيق الأحلام

وتصيري حرة، بصمة في

دساتير الوجود

عديني فقط، فوعدك حق

لا مكان للملائكة على الأرض

لا مكان للملائكة على الأرض

وأنت لا زلت تقلبين بصرك

بين العباد

تبحثين عن البياض

عن النور.. عن الضياء

عن مدينة أفلاطون

التي تغذت بسكانها

ذات سغب

وهدت أسوارها على رفات الفضيلة.

لا زلت تنحتين صنمك

تقدينه على هيئة فارس

على حصان أبيض

يسابق الريح

ويقاتل طواحين الهواء

ليرفع الستار عن

ردائك الأبيض

لا زلت تحملين منديلك

وتلوحين لقادم من عدم

على سفينة نوح

وكلبك رابض ينبح

طول الانتظار

لا زلت تحضرين أعراس الخلان

تتلقفين ورود الفأل

وترقصين على موسيقى

صاخبة

تقطفين همسات الإعجاب

وتتسللين كسندريلا حافية

إلا من الحلم

ترفلين بثياب الزمن البئيس

كاسية عارية

تسلبين العقول

لتصيري هدفا

فريسة مشتهاة

لأنياب الفجور

وتستفيقين على غمزات أضواء

ودعوات لشرب فنجان قهوة

فتفرين من وجه الليل الذميم

لتحتضني وسادتك.. دميتك

وتذرفي دمعاً ساخناً

يحرق أخضر السنين

تعودين وانت تحملين

إزميلاً من جمر

تكسرين تمثال الوهم

وتصرخين قدر أزمان

ألا مكان للملائكة

على الأرض.

كم أنت..

وتغمزين لي بعينيك

تمضغين علك خيباتي

بين ثنايا ثغرك الشهي

وترقصين رقص غجرية

على رفات أحلامي

وأنت تسدلين شعرك الغجري

على منافذ النور

وتنفثين عطرك

في مسام جراحي

وتختلين كل ليلة

بأزهار عمري

تقطفينها زهرة زهرة

وترمينني في حضن الموت

كم أنت فاجرة أيتها الظروف

وأنت تلبسين في مأتمي

فستانك الأحمر

تتمايلين وتعزفين

لحن الحياة

وروادك السكارى

يقطفون تفاح مذلتي

ويتقارعون كؤوس حقي السليب

وتتعالى قهقهاتك لتصل

مسامع قلبي الذبيح

ويزداد صخب لياليك الحمراء

من دم شراييني

وتصرخين حين تصلين

قمة الانتشاء

أن لعنة الله على الظروف

ويرددها صدى روحي

ويصرخ من سراديب الغياهب

كم أنت فاجرة أيتها الظروف

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني