fbpx

ثلاث قصائد للشاعرة اللبنانية أحلام دردغاني

0 17

خَلْفَ التُّخُوْمِ العَارِيَة

الغُيُوْمُ عابِرَةٌ

فِكرَةٌ لا تَمتُّ لِواقِعِنَا بِصِلَةٍ

كُلُّنا انعِكاسٌ

لِمَرَايا هَزِيلَةٍ

بَعضُنَا مُهَشَّمٌ وَكَثِيرُنَا يَدَّعِي

تَماسُكًا

سَلَبَتْنا الحَرْبُ أَضلُعًا

ابتِسامَاتُنَا واهِيَةٌ

الرُّمُوُزُ تَعرِفُنَا

وَنَحنُ الفِينِيقِيُّونَ العَاكِفُوْنَ مُنْذُ دُهُوْرٍ

عَلَى

نَشْرِ حَضَارَةٍ زَاهِيَةٍ

تَتَصَلَّبُ شَرايِيْنِي آنَ تُدَمَّرُ

مُدُنُنَا الزَاهِيَةُ

وَيَمُوُتُ شَبَابُنَا لِنَبقَى الرَّايةَ تُرَفْرِفُ

وَالصَّدًى يَتَرَجَّحُ مَدَى الأَزْمَانِ الخَاوِيَةِ

لَمْ يَطوِ التَّارِيخُ صَفْحَةً إِلَّا

وكَانَ الوَاقِعُ سِرْبَالًا مُضَرَّجًا

بِأَوْهامِ رِيْحٍ عاتِيَةٍ

لا الدُّرُوْب تَغَيَّرَت

ولا جَابِرُ العَثَرَاتِ

أَوقَفَ نَزفًا مِنْ جُرُوْح

دِماهَا وَسَمَتْ رَايَةً لَمَّا تَزَلْ تُرَفْرِفُ

مَعَالِمُ الإِرشادِ تَخْشَعُ

فِي مِحرابِها ثاوِيَةٌ.

كَمْ غَيْمَةً سَأَكونُ ؟!..

اِسَّاقَطْتُ مَطَرًا غَزِيْرًا

اِسَّاقَطْتُ مَطَرًا ضَئِيلًا

ولَمَّا أَزلْ سحابًا

مَنْ يَدرِي كَمْ سَأَكونُ مَطَرًا؟!..

في جُعْبَتِي الكَثِيرُ

بَعْضِي يَهْمِسُ لِبَعضِي

آناءَ لَيلٍ طَوِيْلٍ

كَمْ سِرًّا قَطَفْتُهُ زَهْرَ لَيمُونٍ!..

الحَدِيقَةُ شاهِدٌ

وَزَهْرُ اللَّوزِ

وَعِطْرُ  الأَرْضِ

ناشَدْتُكَ اللهَ

لا تٍلُمْ تِيكَ الأَغصانَ الوارِفَةَ

وَما شَأْنُ النَّسِيْمِ!

رَ انْعِكاسَ النُّورِ فِي حَدقَتَيكَ

واقْطُفْ مِنْ  مُقلَتَي الفَجْرِ بَرِيْقًا

أَستَمِيحُكَ عُذْرًا

أَيُّها البَحرُ

كَم أُمنِياتٍ امتَزَجَتْ في أَعماقِكَ !

ذهَبُ الرَّملِ يَلمَعُ

دِفئُهُ يُحاكِي أَنامِلَ

اتّقَدَتْ في لَيالٍ كالِحاتٍ شُموعًا.

زَمَنُ الطَواغِيتِ

رُفِعتُمْ على الأَكُفِّ

لَهَجَتِ الشُّعوبُ بِأَسمائكُمُ

شَبَحُ الجُوعِ لاحَ في الأُفقِ مُلَوِّحًا

يَدُهُ حَصَدَتِ الأَرواحَ

قِيعانُ الأَنهارِ جَفَّتْ

تَأَخَّرَتِ المواسِمُ إِلى إِشعارٍ آخَرَ

ماتَ الكَثِيرونَ

لَنْ يُلَوِّحوا بِأَغصانِ الزَّيتونِ

لَنْ يَأْبَهوا لِلحَقِيقَةِ المُجَزَّأَةِ

الحَمَلاتُ الإِعلانِيَّةُ تَتَّهِمُ أَفرادًا

المُعتَصِمونَ يَرفَعونَ شِعارًا

هُتافُهُم مَزَّقَ ضَمِيرَ لَيلٍ

اَلشَّعبُ يَنتَظِرُ في السَّاحاتِ

يَعروهُ حُزْنٌ مَشوبٌ بِقَلَقٍ

يزدادُ عَزمُهُ…

لَنْ يُبلى لُبنانُ بِحرْبٍ جَدِيدَةٍ

أَمَا آن لِلمهازِلِ أَنْ تَنتَهي !..

سَنسْتعيدُ صِفَتَنا

لُبنان لَنا

لُبنانُ لَنا…

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني