fbpx

ثلاث قصائد للشاعرة اللبنانية أحلام الدّردغاني

0 19

واغرَوْرَقَتْ عيناكَ بالنَّدى

طَلٌ اكتَنَفَ الأَزهارَ

لفَحَ وَجهَها وشَّاهُ بالطِّيْبِ

عاجَ الرَّبيعُ إِلى روضِنَا

هَزَجَ القَلْبُ فَكانَتْ رَقْصَتُهُ

أَلا لَيتَ النَّسِيْمَ لا يَبرَحُ روْضَنَا

وكُلُّ الوُجودِ لمَرآكَ يأتَلِقُ

فاضَتْ دِنانِي شوقاً

وضِقْتُ بِها

ما لِي لا أَرَى النُّورَ إِلَّا

مِنْ عينيكَ يَنبَعِثُ

گأَنِّي بِي هَيمَى بأُفْقٍ

والأُفْقُ مُلتَقًى

عِندَهُ الشَّمسُ تَحتَرِقُ

هٰذِي جِنَانِي

وجِنانُ الوَجدِ مِنْ عَسَلٍ

تَقَطَّرَ الشَّهْدُ

والكُلُّ لِلشَّهدِ عُمرَهُ يَعشَقُ.

الصّومَعَةُ رَقَمُ “29”

المَكانُ قَفْرٌ

خَالٍ إِلَّا مِنْ أَفكارٍ

احتَرَقَتْ شُمُوعاً

دُروبُ العابِثِينَ واهِمَةٌ

تَراكَمَ الحِبرُ قانِياً

الخَطَأُ حَيْثُ الصَّوابُ

يَرْفَعُ سارِيَتَهُ

اعْلُ فَوْقَ جُرْحِكَ

يا وَطنُ

وَكُنْ؛

أَدعِيَةُ السَّلامِ يتَبارَزونَ

وكأَنَّ عُكاظَ يَحتَفِي بانتِصاراتِهِ

إِخالُنِي زَمَناً يَتَكَسَّرُ

أَرنُو للنُّجومِ

وَأُعانِقُ الجَاهِلِيَّةَ

الأُحجِيَةُ شَرْقٌ

لَنْ يَفُكَّ رُموزَها

غَيرُ مارِدٍ عَنِيدٍ.

قُبَيلَ الغُروبِ بِنَفَسٍ

التَّواصُلُ يلفُظُ أَنفاسَهُ

وجومٌ مكفهِرٌ يَشوبُ أَوصالِيْ

عُزلَةٌ مُطْبَقَةٌ…

وليلٌ مُكفَهِرٌ قد ينجَلِي.

تنتَهِبُ السّاعاتُ زمَناً كسيحاً

وتقتاتُ الوَحدَةُ كيانَها،

بغيرِ فائِدَةٍ.

محاولاتٌ حثِيثَةٌ يكادُ معها الزَّفيرُ

أَن يكونَ،

رُغمَ تضافُرِ الشُّحناتِ الكَهرُبائِيَّةِ

يَصفَعُنَا زُهْدُ الصَّدى،

وتندثِرُ مُحاولاتُنا كأَن الفشَلَ سربالُنا الأزلِيُّ.

ولا تزالُ آمالُنا مُعلَّقةً على أَمشاجِ برقٍ ورعدٍ

كأَنَّ الطَّبيعةَ تلهو بنا

أم أَنَّنا نحنُ الغارِقون في التِّكنولوجيا ولا هوادَةَ.

كمْ يُقلِقُنا هذا الإغراقُ العَدَمِيُّ

في اللّاجدوى،

السُّدودُ تَحجُبُ رؤيتنا عازِلاً نستلِذُّ

الانعكافَ خَلفَ طيَّاتِهِ

ولا مناصٌ.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني