fbpx

ثلاثاء دير الزور الأسود.. مذبحتا الجورة والقصور

0 259

استيقظت مدينة دير الزور، صبيحة يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 2012، على صياح جنود الأسد، وعلى أزيز رصاصهم وقذائفهم وهدير مدرعاتهم.

كان جنود نظام الأسد الذين اقتحموا دير الزور من الغرب، ينتمون إلى قوات ما يسمى “الحرس الجمهوري، وقوات الفرقة السابعة عشرة”، حيث قاموا بتطويق حيي الجورة والقصور الواقعين في الجزء الغربي من المدينة، وأغلقت هذه القوات مداخل الحيين من جميع الجهات.

هذه الحملة الأمنية أتت رداً على انتفاضة سكان المدينة ضد نظام الاستبداد في البلاد، بغية سحقها بالقوة، انتفاضة المدينة لم تخرج عن طورها السلمي، الذي امتد زمناً طويلاً، إلاّ بعد أن لجأ النظام إلى استخدام العنف المفرط ضد المدنيين من المتظاهرين السلميين، لذلك أراد النظام من حملته العسكرية التي اتسمت بوحشية فريدة أن يُظهر للشعب السوري، أنه نظام لا يتورع عن ارتكاب كل الفظائع من أجل سحق معارضيه، وإن كانوا كسكان حيي الجورة والقصور سلميين.


الحملة الأمنية لقوات نظام الأسد، لم تبق في طورها الأمني، بل حولها النظام إلى سلسلة من مجازر وحشية بحق مدنيين عزّل، حيث بدأت قواته بتفتيش بيوت الحيين المذكورين، والقيام بإعدامات ميدانية وحشية، وصلت إلى حدّ رمي عمال فرن في حي الجورة وهم أحياء في بيت نار الفرن المشتعل.

رعب لم تعتده المخيلة البشرية، ووحشية لا ينبغي أن تمر نحو النسيان، فحصيلة الذين استشهدوا نتيجة الإعدامات الميدانية، بلغت أكثر من خمسمئة شهيد، إضافة إلى اكتشاف مقابر جماعية في الجزء الجنوبي من مدينة دير الزور.

لقد أطلق جنود الحرس الجمهوري الأسدي المتوحشون النار على رؤوس مدنيين، أخرجوهم من منازلهم، فتناثرت أمخاخهم على الأسفلت، لقد كانت الوحشية والحقد على البشر المسالمين، قد بلغت حداً من ارتكاب الجرائم بحق الإنسانية، لا يمكن أن يهمل أو تنساه ذاكرة من شهدوا هذه المجازر.

لقد مرّت ثمانية أعوام على هذه المجازر، ويمكن القول، لقد انتصر لحم الشهداء ودمهم على القتلة، فهؤلاء الشهداء، لا يزالون يحتلون ذاكرة سكان وأهالي في دير الزور، في وقت تجلّل النظام بعاره إلى الأبد، هذا النظام الذي لا يمكن الحديث عنه دون الحديث عن حكمه الوحشي لشعب عظيم هو الشعب السوري.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني