توجه أميركي لدمج الفصائل السورية في منطقة التنف.. ما الدوافع؟
تعمل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على دمج مختلف الفصائل والمكونات العسكرية العاملة ضمن مناطق نفوذها في منطقة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.
وذكرت مصادر محلية، أن الهدف المعلن للمساعي الأميركية، يأتي في سياق التجهيز لأي مواجهة مع إيران وميليشياتها المنتشرة في سوريا.
ويشمل ذلك فصيل “جيش سوريا الحرة” و”قوات الشهيد أحمد العبدو” و”جيش أسود الشرقية”، بينما نقلت المصادر عن قائد جيش سوريا الحرة العقيد محمد فريد القاسم، أن جميع الأطراف مهتمة بالوصول إلى اندماج كامل يشمل جميع الفصائل التابعة لقاعدة التنف، مشيراً إلى العمل مع التحالف على زيادة عدد مقاتلي الفصيل بتنسيب شباب من مخيم الركبان.
وقبل يومين كشف العقيد فريد القاسم قائد جيش سوريا الحرة العامل في منطقة التنف، لتلفزيون سوريا، عن وجود تنسيق مع الأردن لمكافحة المخدرات على الحدود السورية الأردنية، مشيرا إلى أنهم يعملون على تطويره مع الحكومة الأردنية، بالإضافة إلى وجود تنسيق بسيط لهم مع مجموعات رجال الكرامة في محافظة السويداء لمحاربة المخدرات على الحدود السورية الأرنية، معتبرا أن التنسيق في مراحله الأولى وأنهم يأملون أن يتطور للحد من المخدرات.
في المقابل، قال المكتب الإعلامي لحركة رجال الكرامة في السويداء، في تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا إن التنسيق في محاربة المخدرات في الجنوب السوري سيكون فقط مع فصائل محلية ضمن المحافظة وقراها، في إشارة لخلاف ما أعلنه جيش سوريا الحرة.
ويشار إلى أنّ فصيل “جيش سوريا الحرة” المتمركز في قاعدة “التنف” إلى جانب قوات التحالف الدولي، هو الاسم الجديد لـ “جيش مغاوير الثورة”، إذ جرى تغيير الاسم قبل أشهر، وذلك بعد إقالة العميد مهند الطلاع من قيادة الفصيل، وتعيين محمد فريد القاسم خلفاً له.
أما “قوات الشهيد أحمد العبدو”، فقد تأسست في عام 2013 تحت مسمى “تجمع القلمون التحتاني” بقيادة الملازم أول أحمد العبدو، وكان يتمركز بشكل رئيسي في القلمون الشرقي بريف دمشق قبل سيطرة النظام السوري على المنطقة، في حين تشكّل “جيش أسود الشرقية” عام 2014، ونشط بتنفيذ عمليات ضد تنظيم الدولة (داعش) في البادية السورية.
المباحثات انطلقت مع بداية 2024
وقال الناطق الرسمي باسم جيش سوريا الحرة عبد الرزاق خضر، إن 3 فصائل توجد في منطقة التنف، وهي “جيش سوريا الحرة” و”أسود الشرقية” و”قوات الشهيد أحمد العبدو”.
وأضاف خضر في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الفصيل الوحيد المدعوم من قبل قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف هو جيش سوريا الحرة.
وعن فكرة الدمج بين الفصائل، قال خضر: “منذ بداية عام 2024 تم طرح موضوع دمج الفصائل المذكورة، والعمل جار على قدم وساق بهذا الخصوص، علماً أنه سيتم دمجها تحت مسمى جيش سوريا الحرة”.
وأشار إلى أنّ “دمج الفصائل سينعكس بشكل إيجابي على منطقة التنف، ولهذا الأمر، هناك جهود مبذولة من جميع الأطراف”.
قاعدة التنف
وتقع قاعدة التنف في منطقة الـ55 (منطقة منع وقوع اشتباكات بين أميركا وروسيا بطول 55 كيلومتراً) شرقي حمص، عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، أنشأتها أميركا، عام 2016، بعد السيطرة عليها من قبضة تنظيم “الدولة” (داعش)، وتعدّ مركزاً لـ عمليات “التحالف” ضد التنظيم.
وتضم قاعدة التنف العسكرية ما بين 100 و200 جندي أميركي، إلى جانب جنود آخرين من قوات التحالف الدولي، كما يتمركز فيها مقاتلو “جيش سوريا الحرة”.
وتعدّ “التنف” الموقع الوحيد الذي نشرت فيه الولايات المتحدة الأميركية قوة كبيرة لها في سوريا خارج مواقع تمركزها ضمن مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا، وتهدف القاعدة إلى احتواء المد العسكري الإيراني في المنطقة.
المصدر: تلفزيون سوريا