مررتُ بِدارِ من أحببتُ سعياً
على الأهدابِ أستجدي السرابا
فيُنهشُ من نيابِ الشوقِ قلبٌ
أحالَ البُعدُ مسكنَهُ خرابا
وغَيْلُ الهجرِ تَبسِطُ في شِغافي
وجذعُ الوصلِ للفأسِ استجابا
سقى المولى زماناً كانَ فيهِ
سليل النبضِ يُغدِقهُ اقترابا
وتقطرُ من شفاهٍ أطربتني
رضابٌ حرّكتْ قلبي فذابا
يَغارُ عليّ من خيطانِ ثوبي
ومِنْ مشطٍ على شعري تصابى
فيعجبُ من إلى وِردي أتاني
وأُبصرَ ساقِياً يُسقى الشرابا
وأمَّا اليوم من قد زارَ أيكي
رأى روحي مُقَطّعةً حِطابا
*****
قدّيس
قد صرتَ سفيراً للأَملِ
وبَشِيْر السعْدِ إلى المُقَلِ
وبِدَايةَ عُمْرٍ مُبْتَهجٍ
يجتَثُّ الحبَّ مِنَ العِللِ
ليُطَبِّبَ قلباً مُعتَصِراً
وَقُروحاً تشْفى بالقُبَلِ
فَيُعِيدُ الشمسَ لِمَشْرِقِها
أَزِفاً باللّيلِ إلى الأجلِ
جُمِعَ السُمّارُ لِفَرْحَتِنا
عَزَفوا للحُبّ بلا كَلَلِ
وتَرَنّحَ نبضيْ مُخْتَلِجاً
تَرِعاً مِنْ أقداحِ الغَزَلِ
فتعافى مِنْ ماضٍ هَرمٕ
يمشي خطواهُ على وَجَلِ
*****
اعتراف
هذا اعترافُ مُغمغِمهْ
بينَ الفواصلِ ضاعَ مِنْها ما أرادتْ
قولهُ
والعجز أكبر من شعورٍ يستبيحُ المعجزاتِ
لضعفها
*****
قالوا أتيتَ فقدتُ كلّ رصانتي
لتعود لي تلكَ الّتي ودّعتها
مذ أن هجرتَ أُنوثتي
وبدأتُ أبحثُ في الوجوهِ
تُرى فُضِحتُ بِلهفتي…
هل شاهدوكَ بناظريَّ وبسمتي
قرؤوا هواكَ على فمي
وبلونِ أحمرِ وجنتيْ
*****
مثل الصغارِ ركضتُ أسبقُ خطوتي
لا أرضَ تحملني ولا
تكفي السماء لكي تُعانقَ فرحتي
*****
فغسلتُ عن أمسٍ مضى
كلّ الخطايا بيننا وخصامنا
حتّى أراكَ بطهرِ يوم ولادتي
*****
كانَ انتظاركَ ألف عُمْرٍ وقتها
ولعنتُ أرقامَ الدقائق مالها لا تنقضي
عيني على كلِّ الحضورِ جعلتها
وعلى المداخلِ كيفَ تُنجِبُ ضحكتي
*****
أخشى إذا أغفلتها وبِلحظةٍ
غيري يُسارِعُ في خطاهُ إلى لقائِكَ
والوقوف بقِبلتي
*****
يا من لهُ
حبل الوصالِ مددتهُ
قبل الفِراقِ ولمْ يفارِقْ في الغيابِ
صحيفتي
عنْ كلِّ آهٍ يا إلهي ردّهُ
مِنْ يمِّ مَنْ رحلوا وآنِسْ وَحشتي
*****
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”
رائع جدا
الله يوفقك
متألقة دوماً .. بالتوفيق