تفاصيل زيارة مبعوث الفاتيكان إلى موسكو بخصوص الحرب الأوكرانية
بوتين بحاجة إلى كيريل ملائم ومنعه سيكون بمثابة تكريم للماضي.. دعم البابا فرانسيس من مواقف غير مؤيدة لروسيا في جهوده التفاوضية مع روسيا يمكن أن يعني مساعدتها على التغيير والخروج من معاييرها القيصرية.. تعليق ريكاردو كريستيانو
قال موقع “ديكود 39” الإيطالي، اليوم، إن كلمات بطريرك موسكو الموجهة إلى مبعوث البابا فرنسيس، وهو الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي، شكلت مفاجأة حيث كان يأمل أن تتعاون الكنائس في بناء السلام والعدالة.
وكشف الموقع أن البطريرك هو مؤيد راديكالي لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واستبعد بعض الكهنة المسالمين من كنيسته.
وأشار إلى أنه في 22 يونيو الماضي كان الأسقف كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، وهو عميل للاستخبارات السوفيتية أو كي جي بي، كتب رسميًا أن التطورات المأساوية في أوكرانيا هي التي تجعلني أشعر بالحزن: نطلب منع مزيد من تصعيد الصراع.
وشدد حينها على ضرورة بذل كل الجهود لضمان عودة السلام إلى البلد الذي مزقته الحرب ووضع حد لإراقة الدماء و أي اضطهاد على أسس دينية أو سياسية أو لغوية.
وتطرقت تقارير إلى كلمات البطريرك الواردة في رسالة تهنئة أُرسلت إلى جيري بيلاي الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي حيث لم يكن هناك أي تطرق لمجموعة فاجنر.
واعتبر كريستيانو أن قرار إرسال الكاردينال زوبي إلى موسكو لم يكن مقامرة ولا نتاج الصعوبات الجديدة الواضحة للزعيم الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار الموقع إلى تفكير البابا فرانسيس في قافلة إنسانية لإنقاذ المدنيين المحاصرين في ماريوبول الأوكرانية، لكن موسكو في النهاية لم تسمح بذلك الأمر الذي أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين.
فيما تحدث رئيس كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا المطران سفياتوسلاف شيفتشوك أيضًا عن هجوم روسي لكسب الفاتيكان لدعايته، وهو فخ وقعت فيه كييف أيضا، مشيراً إلى القصة الشهيرة ليوم الجمعة العظيمة العام الماضي عندما أراد البابا امرأتين واحدة روسية والأوكرانية لحمل الصليب.
وقال كريستيانو إن كييف قرأت في ذلك معاناة وليس الاعتراف الكامل بوجود أوكرانيا حتى من قبل الروس.
واعتبر أن كلمات شيفتشوك كانت مهمة للغاية حيث قال إن “البابا لا يفهم أوكرانيا وأوكرانيا لا تفهم البابا”، مشيراً إلى ثقل التمثيلات والدعاية وما اعتبره بعض الاستخدامات المشوهة لإبعاد الفاتيكان عن كييف.
وتطرق شيفتشوك إلى أصل البابا فرانسيس حيث ينحدر من الأرجنتين وعلى دراية بهذه الدولة جيدًا وليس لديه ثقة داخلية عميقة في الولايات المتحدة.
وتحدث عن تأخر بوتين لمدة ساعة ونصف عن الموعد مع البابا فرانسيس في الفاتيكان للتأخر في احتفال في روما.
واعتبر شيفتشوك أن الدعاية الروسية تتسلل وتحاول غزو المساحات في العالم الكاثوليكي والفاتيكاني، مشيراً إلى نقطة أخرى ذات أهمية كبيرة وهي فكرة “الثقافة الروسية العظيمة” التي يزرعها فرانسيس والتي تحدث عنها رئيس الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الأوكرانية وقال إنها “غير موجودة”.
وشدد الموقع على أنه يجب الاعتراف بأوكرانيا، بينما يجعل تدميرها من قبل موسكو من المستحيل إنكار ذلك، معتبراً أن الكنائس يمكن أن تفعل الكثير من وجهة النظر هذه.
ورأى أن بوتين ربما يحتاج إلى كيريل أقل ملائمة لسياساته، فيما سيكون منع ذلك بمثابة تكريم للماضي و للفكرة غير المستدامة القائلة بأن النزاعات أبدية وغير قابلة للتغيير.
وقال إن دعم فرانسيس، من مواقف غير روسية، في جهوده التفاوضية مع روسيا يمكن أن يعني مساعدتها على التغيير والخروج من معاييرها القيصرية والعصور الوسطى.