fbpx

قصائد للشاعرة شهناز شيخه

0 1٬500

تعلمت من القمر

    “لولا دوره في صنع الأمواج .. لكان مجرّد ضوء شاحب “مالارمييه

 

يتقاذف المرح معي 

يتناثر فوق وجهي

قَدَرَاً من الألوان

 أخّاذٌ في وحدته

في سكونِه الوارف

 

تعلّمتُ من القمر  

هندسةَ الكون 

سرَّ الفراغ 

قانونَ الجذب

سيمياءَ اللّغة 

 

يُسمعني

حفيفَ الخلايا 

في الكائنات 

وميضَ أحلامها

المغزولة 

من لِداتِ النّور

داكنٌ نرجِسُهُ 

 

يومِضُ 

بأُحْجياتِ الكواكب 

المعلّقة

كفيلجاتِ الحرير

 

على مرأى منْ عرائشِهِ 

تتبتّلُ القدّيساتُ

 

يعترفُ لي

مقلّباً أوراقَ البحرِ 

بضلوعِهِ في جرائمِ المدِّ والجزرْ

….. رغم ذلك 

أحبُّهُ !

وسأخبرُ الله  

كم هوَ طيّبٌ معي 

 

تلالُه  

مدنٌ

من الكلمات

رُقُمٌ 

من الفضّة

 

حين أحكي عنه 

يشرقُ وجهي بالبكاء

ذلك لأنني احبّه

ولأنّه 

طول الليل

يحرسني ! 

 

في طريقي إليكَ

كمْ فجراً كاذباً سيمر ُّ

حتّى أشرقَ 

على أرضِكَ ؟

 

كنتُ أنتظرُ بمعجزة

أنْ تحملني إليكَ  

تزرعَني في حقلِك حبّةَ قمحٍ 

تختصرُ تاريخَ الشّمسِ

والماء ْ!

 

لم أفكّر كثيراً 

بنوعِ المعجزة

كنتُ 

أعلمُ 

إنّي قصيدة ٌ

كتبتَها قبلَ أنْ أولدَ 

قبلَ أنْ …..

يخترعوا الكتابة

لوحة رسمتها على جدار الشّمس 

قبل أن يخترعوا الألوان 

شراعاً فينيقيّاً يغني للسَمَكاتِ 

 قبل أن تشوه الحروب لون الماء 

 

في طريقِي إليك

كنت ُكوكباً

يشهدُ انهياراته المؤلمة

في غاباتهِ الاستوائية 

كوكبٌ 

بينابيع خضراء 

ورمالٍ ليلكيّة

ينبتُ 

في الشتاء

بقصائدَ ميّتة!

 

لم تكنْ سمائي عالية 

لم أكنْ أخشى من السقوط

فقط

كنتُ أنتظر 

أن تشعرَ بقصيدتي

تتلمّسُ صدرَك  

ترفو في كتبِكَ القديمة

أثرَ الخسارات 

والحروب .

بقدمٍ مكسور .. برئةٍ مثقوبة

يا أبي
سرقني من نفسي هذا المكان
ذاتَ مساء
جمعَ كلَّ قصائدي إلى سِجنِ المدينة
لا أعرف العناوين هنا
و لا أتقن تبديل العربات
أو ركوب القطارات الكهربائية السريعة
خبِّرني يا أبي
يا أبي القمر
أين أجدني
و أنا لا أعرف الاتجاهات هنا
ولستُ شجاعة كما أدَّعي
أنا طائرٌ
يموتُ في اليومِ ألف مرة
و يحيا
ليطعم صغاره
أخاف من البشر
من البشاعة التي تسكن الكون
ولدتُ برئة مثقوبة
و قدم مكسور
هربت طويلا” من الحروب
لم أجد لعشي مكانا”
غير فوهة دبابة
سرقوني من سريري
هذا البلدُ يسرقُ منا الرُّوحَ يا أبي
جلدوا ظهرَ قصيدتي بالقوانين
و يدَّعون الطِّيبةَ و الخير و حقوق الإنسان!

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني