fbpx

تطوع بلا حدود.. سوريات يبلسمن آلام السوريين

0 271

في عالم يشهد تحولات مستمرة، تقف الممرضات السوريات في تركيا كرمز للإصرار والعزيمة، هؤلاء النساء اللواتي اضطررن لترك ديارهن بحثاً عن الأمان، وجدن في مهنة التمريض مساراً للتأثير الإيجابي والمساهمة في مجتمعهن الجديد، تبرز هذه الكوكبة من الممرضات كمثال للتفوق والتميز في مجالهن، متجاوزات العقبات بكل شجاعة ومهنية، يعكس حضورهن في المستشفيات والمراكز الصحية التركية الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الكفاءات الوافدة في تعزيز قطاعات الرعاية الصحية، مؤكدات على أن الرحمة والعناية لا تعترف بالحدود.

سماح مستو العاملة في المجال الصحي فرع (القبالة) في غازي عينتاب عن سؤالنا ماهي الدوافع للعمل في المجال الصحي تقول: “دوافعي للعمل في المجال الصحي تنبع من رغبتي في تطوير الذات من خلال زيادة الخبرة والمعرفة والمهارات، وتطوير مجال تخصصي، وتتابع أحب العمل التطوعي لأنه يمثل حب العطاء والخير، ويعكس العمل الإنساني وأخذ دور فعال في المجتمع، أيضاً، أسعى لملء وقت الفراغ بأشياء مفيدة للآخرين.”

أما عن التحديات وصعوبات العمل تقول سماح: “واجهت تحديات عديدة، مثل العمل لساعات طويلة ومتواصلة، أحياناً 24 ساعة بسبب دراستي وعملي، وتلفت انتباهنا وتقول: اكتسبت مهارات كثيرة، أولها تطوير نفسي في فرعي الجامعي بمعلومات لم تتح الفرصة لنا في الجامعة لتلقيها، وتعلمت الصبر والمقاومة لساعات العمل الطويلة.”

وتتابع سماح عن الآثار الناتجة عن عملها في المجال الصحي وتقول: “إن عملي في المجال الصحي أثرعلى حياتي بشكل إيجابي من ناحية أنني أرى الابتسامة في وجوههم وأشعر بالفخر من ناحية أخرى اكتسبت خبرات كثيرة، وتضيف: خدماتي تشمل المعاينات للحوامل، التمريض بكل أشكاله، والكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي.”

وترى سماح أنه “من المهم للمتطوعين في المجال الصحي أن يكونوا محبين لهذا المجال وأن يتمتعوا بقلب قوي ومرونة في الحركة، أما عن تشجيع مشاركة النساء في العمل الصحي فيكون من خلال إبراز الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبنه في إنقاذ الأرواح وتقديم الرعاية، المهنة الإنسانية تجلب الكثير من الدعم والتقدير، والقبالة بشكل خاص هي مهنة مميزة تقدم المساعدة للنساء، أشعر بالفخر لأنني أساهم في إنجاب أجيال المستقبل.”

حول هذا الأمر وجهنا سؤالنا للممرضة يمامة دعبول التي قالت: “دافعي للتطوع في المجال الصحي هو الرغبة في مساعدة الآخرين وتطوير مهاراتي الشخصية، وتضيف أن هناك تحديات كثيرة واجهتها تمثلت في إدارة الوقت بين مسؤولياتها المهنية والأكاديمية ولكن بالتخطيط الجيد والإصرار تمكنت من تحقيق التوازن المطلوب واكتسبت مهارات التواصل والتعاطف.”

وترى يمامة أن “عملها في المجال الصحي وبشكل تطوعي أثر إيجابياً على حياتها المهنية، حيث زاد من خبرتها، وقدمت خدمات الرعاية للأمهات السوريات.”

وأضافت: “أهم الأدوات للمتطوعين العاملين في المجال الصحي هي المعرفة الطبية الأساسية ومهارات الإسعافات الأولية ” وتوضح لنا “لتعزيز مشاركة النساء، يجب توفير تدريبات متخصصة وتشجيع الدعم المجتمعي لأهمية دورهن في الصحة العامة.”

وعن سؤالنا كيف يمكن للمراكزالصحية أن تعزز خدماتها الصحية لضمان حصول جميع المرضى السوريين على رعاية صحية مناسبة يجيبنا الدكتور، مروان دكاك، المقيم في غازي عينتاب، ويعمل في أحد المراكز الصحية” لابد من زيادة عدد المراكز الصحية وعدد الأطباء وتحويل المراكز إلى عيادات أطباء أسرة حتى نحصل على رعاية صحية جيدة.”

ويضيف،” إن عدد المستفيدين يومياً من الخدمات الصحية يتخطى المائة مراجع، مما ينجم عنه عدم تمكن بعض المرضى من الحصول على العلاج المناسب لحالتهم.”

تعبّر السيدة مايا هاشم إحدى المستفيدات من الخدمات الطبية في المراكز الصحية، عن امتنانها العميق لتواجد فريق طبي سوري ضمن هذه المراكز. “وتشير إلى أن هذا الوجود يُسهم في تعزيز الشعور بالطمأنينة النفسية لديها، حيث يُوفر أفراد الكادر الطبي فهماً دقيقاً للحالات الصحية ويُقدمون المساعدة اللازمة في الحصول على العلاج المطلوب، بالإضافة إلى تسهيل عملية حجز المواعيد في المستشفيات.”

تُظهر قصص الممرضات السوريات في تركيا القوة الكامنة في الروح الإنسانية والإرادة للتغلب على الصعاب. لقد أثبتن أن العمل الدؤوب والتفاني يمكن أن يكسر الحواجز ويبني جسور التفاهم والتعاطف. وتبقى الممرضات السوريات رمزاً للأمل والتجدد.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني