fbpx

ترويض الخيول البرية

0 148

هل بدأ العد العكسي لتأطير العلاقة بين التنظيمات الكردية من جهة والنظام وحلفائه من جهة أخرى؟.

إن الكثير من قيادات قنديل هي من منشأ وأدلجة فارسية، كذلك كانت هذه القيادات أكثر من يدير معسكرات التدريب المتبناة من نظام الأسد الأب غرب دمشق مع عبد الله أوجلان، البقية الباقية فزاعات منثورة في حقول النفط والغاز والقمح في شمال وشرق سوريا.

الاتفاق بين قدري جميل وحزبه مع قيادة مسد بُورك من الروس، أو بالأحرى نُسّق في دوائر الكرملين.

جميل باييك الأب الروحي للكريلا التنظيم، الذي نسج الخيال الكردي حوله كثيراً من الأساطير، تتبع له في سوريا عدة أذرع ضاربة، بعدة مسميات أكبرها YPG، أو المكون الكردي الأعم في مجلس سوريا الديموقراطي المعروف بـ “قسد”.

الأثمان محددة سلفاً، وطريقة الدفع والقيمة السوقية للتنازلات، هي الأخرى معروفة الثمن، لكن يبقى الرقم السري المدفوع، مقابل ترويض العنصر العربي مبهماً.

العرب في المنطقة، هم الغالبية الغالبة، كذلك هم حجر الزاوية، لصد تطبيع العلاقات مع نظام دمشق. فغالبيتهم وبالأخص العسكريين الذين هم جزء من قوات ومكون قسد مصنفون بـ “جماعة الـ 2011” حسبما تميزهم القوى الكردية.

إن مسألة التعاطي بين هذا المكون الغريب مع النظام وحلفائه، وكذلك مع الأتراك، هي مسألة وجود أو اقتلاع. 

من ناحيته، النظام يريد أول دفعة حساب، هذه الدفعة سيطلبها من قسد لقاء قيمة الاعتراف بهذا التنظيم كمكون كردي، أو بالمناطق التي يسيطر عليها، كمناطق حكم ذاتي، هي عدة رؤوس من المكون العربي الرافض. 

محاولة الاغتيال السافر، التي فشلت وكُشفت ضد رئيس مجلس دير الزور المدني د. غسان اليوسف، هي شعرة معاوية التي قطعت بين الجهتين، لقد توضحت الصورة تماماً، اختناقات ومماحكات تلفزيونية بين الأكراد ومربعات النظام الأمنية في الحسكة والقامشلي، كذلك التفاهمات الإجبارية مع المجلس الوطني الكردي المحمي عسكرياً من قبل البيشمركة، الذي يدار سياسياً من الأتراك، والضغوطات المركبة على منطقة عين عيسى.

فهل هناك مسودة تفاهم دائمة بين النظام وقوى إقليمية تتعلق بهذه المنطقة؟. جهل قسد بالأمور وعدم وضوح الرؤية لديها، كل ذلك، أوقع القيادات الكردية الفارغة سياسياً في حالة إرباك، لا يستطيعون معه استعادة توازنهم، رغم ما يضخّونه بموجب عقود توريد النفط القسرية، ورغم جميع التنسيقات الاستخباراتية وتعاظم الخوف من تماسك المكون العربي الذي عجزوا عن تحطيمه. 

عسكريو قسد مرتبكون، وهم يستذكرون واقعهم قبل الـ 2011، ما دفعهم للتصرف بطيش مستهجن حتى من داعميهم.

أمريكا وحلفاؤها في المنطقة، لكن لا يشعرون معهم بالأمان لسعيهم خلق تحالفات بين المكون السائد واضح الرؤية مع التوجّه للإيرانيين ونظام دمشق.

خلايا الدولة الاسلامية – للعلم لم تستهدف أو تقتل أي عنصر كردي، عسكري أو مدني – منذ انتهاء معركة الباغوز عام 2019، رغم كم القتل الهائل الذي يتعرض له المكون العربي. وهذا يضعنا أمام استفهامات كثيرة جداً.

مظلوم عبدي الجنرال المُنصّب، وفي عدة لقاءات وأحاديث على العلن، يذكر بغصة مخفية، أن عقدة التفاهمات مع نظام دمشق وتطبيع العلاقات معه، يقف خلفها المكون العربي الواضح المعادي للنظام وحلفائه.

تأتي محاولة اغتيال الشخصية الكارزمية للعرب، المعترف بها من كل القوى المدنية والعشائرية والعسكرية، د. غسان اليوسف كممثل ومطالب بحقوق المنطقة ككل. الذي نسج علاقات خاصة بالعرب دون المرور عبر الأقنية الكردية المتحكمة، لذلك فإن الذين يؤمنون بمنطق شوفيني يراقبون الأمور وهم مذعورون.

لهم حساباتهم الخاصة، ولهم أساليب لتعميق السيطرة على المنطقة كافة، وبالتالي فرض ما يرتئيه منظروهم بأي علاقة وخاصة مع نظام دمشق.

الشرطة العسكرية التابعة لـ YPG وبأكثر من 40 عسكري مسلح فتحت النار على موكب اليوسف، الذي كان يمر في منطقة خالية من أي حاجز سيطرة وأمن، على طريق الرقة دير الزور، شرقي بلدة الكرامة، وبإمرة – قهرمان – القيادي في الـ PKK، المتحدر من صفوف الكريلا بجبال قنديل، والذي لا يجيد اللغة العربية، حتى المحكية منها، حيث أصدر أمراً مباشراً وعلنياً بإطلاق النار، فأطلقت قواته النار على موكب رئيس مجلس دير الزور المدني، دون أي إنذار، أثناء عودته من اجتماع مع حكومة شمال وشرق سوريا.

لا يقال عن ذلك سوى عملية تصفية مثل سابقاتها لكسر العمود الفقري للمكون العربي، فهل ما جرى هو ثمن الرضا والتطبيع مع الأكراد؟ أم أن الأمر تمّ بدفع من نظام دمشق وحلفائه؟. 

أعداءٌ كثرٌ، ينتظرون عرب المنطقة، والمحاولات لن تنتهي عند هذا الحد بل ستزداد وبوتيرة أسرع.

طالما توجهات اللاعب الأمريكي مبهمة، والروس على عجلة من أمرهم قبل انجلاء المشهد. 

عرب المنطقة ليس لهم إلا التكاتف والصمود ودفع المزيد من الدماء.

ستحل المسألة السورية، وتطرح أوراق اللاعبين على العلن.

الأجيال القادمة تستمر دون أن تنسى القاعدة التي تقول أكون أو لا أكون.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني