fbpx

تدمير البنى التحتية وقلة الموارد من أسباب فشل المجالس المحلية

0 305

الدكتور أنس الفتيح لنينار برس:
تدمير البنى التحتية وقلة الموارد من أسباب فشل المجالس المحلية

الدكتور أنس الفتيح

بدأت
تجربة المجالس المحلية في مرحلة الثورة السورية كبديل ضروري عن توقف عمل مؤسسات
النظام السوري في المناطق المحررة، ولعل هذه التجربة مرّت بمراحل مختلفة بين نجاح
وفشل. نينار برس أرادت تسليط الضوء على واقع تجربة هذه المجالس فالتقت الدكتور أنس
الفتيح، وهو رئيس سابق لمجلس محافظة دير الزور، فكانت هذه الإضاءة.

ثغرات
عمل المجالس

يقول
الرئيس السابق لمجلس محافظة دير الزور الدكتور أنس الفتيح: “لا نستطيع القول
إن هناك تجربة واحدة لكل المجالس المحلية، حيث تعددت تجارب المجالس تبعاً للفترة
الزمنية، وتبعاً للسلطة المسيطرة وللظرف السياسي ومساحة المحرر وتوفر الموارد
وغيره”.

ويوضح
الفتيح فيقول: “ظهرت المجالس كبديل لغياب الدولة، لتوفير الاحتياجات
الأساسية”. ويأتي هذا في ظل تخلي نظام الأسد عن تقديم هذه الخدمات.

ويعتقد
الفتيح: أن ما فعله النظام غايته “عقاب الناس التي كسرت قيد الديكتاتور،
والذين قاطعوا خدماته”.

لكن
هذه المرحلة كانت “مرحلة غضّة وحديثة الولادة” وفق توصيف الرئيس السابق
لمجلس محافظة دير الزور، والذي وصف الأمر بأن التجربة “كان يكتنفها ثغرات في
هياكلها وأطرها التنظيمية، لا سيما في عدم وضوح آلية الانتخابات، وتداخل الأدوار
بين المجالس المركزية والفرعية من جهة وبين المجالس والمديريات من جهة أخرى”.
وهي سلبيات المرحلة الذهبية.

لكنه
يضيف فيقول:” مع مرور الوقت بدأت النجاحات تتآكل، والمشاكل تتفاقم لعوامل
عديدة، لعلّ في مقدمتها رغبة المانحين بعدم وجود أي تشكيل إداري مواز لمؤسسات
الأسد”.

ويعترف
الفتيح بأن المجالس بعد تراجع الدعم صارت “أحد اللاعبين بعد أن كانت تقود
العمل الخدمي، وصارت منظمات تقوم بدور ضخم يفوق دور المجالس كالتعليم مثلاً”.

ويضيء
الفتيح الدور الروسي في تدمير عمل المجالس “كان له أثر كبير في إفشال
المجالس، وهذا وضع عبئاً إضافياً عليها”.

الحكومة
المؤقتة والمجالس:

يقول
الدكتور أنس الفتيح رئيس مجلس محافظة دير الزور، وهو أيضاً، طبيب سوري يزاول مهنة
الطب في تركيا: تواصلت حكومة جواد أبو حطب بشكل فاعل مع المجالس، وسعت لإيجاد
اختراق، إلا أن الحكومات الثلاث المتعاقبة، لم تكن تمتلك الحلول”.

ويوضح
الفتيح: “الائتلاف كان بعيداً كل البعد عن المجالس وعملها”. لأنه كان
يبحث عن شرعيته في عواصم العالم، بينما كانت المجالس على تماسٍ مع الشعب”.

أما
بخصوص مجلس محافظة دير الزور، فيرى الدكتور الفتيح: “أن لهذا المجلس خصوصية،
حيث نشأ بعيداً عن المحافظة”. مضيفاً: إننا لا نمتلك الأرض في تلك المرحلة
بسبب وجود داعش”.

ويوضح:
بعد تأسيس المجلس بأيام قامت قسد بتشكيل ما سمته “المجلس المدني لدير
الزور”. وصار “مجلس قسد” هو الممثل الشرعي الذي تعترف به المنظمات
الإنسانية، في وقت كانت تتناوب فيه طائرات التحالف الدولي والطائرات الروسية
والمصرية وطائرات النظام السوري على قصف المحافظة.

ويعترف
الفتيح أن المجالس المحلية لما يسمى الإدارة الذاتية التابعة لقسد “هو
امتلاكها لقوة تنفيذية، مكنتها من الإشراف على أعمال المنظمات الدولية والمحلية
كافة والتحكم بكتل مالية ضخمة”.

عقوبات
قيصر

وعن
سؤالنا حول تأثير تطبيق قانون قيصر على النظام السوري، يقول رئيس مجلس محافظة دير
الزور السابق الدكتور أنس الفتيح: “بالنسبة لقانون قيصر، حسب ظني، أن هذا
القانون صيغ بطريقة جيدة، بل ممتازة، ليكون المحاصر فيه هو نظام الأسد، ومن لفّ
لفّه، بينما تبقى المناطق الواقعة خارج سيطرته في مأمن من تداعيات قانون قيصر،
خاصة وأن المعبر بين تركيا والمحرر موجود ضمن قرار دولي، وكذلك المنطقة الشرقية
مستثناة من القانون بشكل أو بآخر، نتيجة وجود قوات التحالف”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني