fbpx

تحويل الاشتراكية وتمويل السياسات

1 55

عُقد مؤخراً اجتماع لحزب البعث العربي الاشتراكي، حيث طُرحت قضية إعادة تعريف الاشتراكية تحت شعار “تحويل الاشتراكية بالفعال إلى التكافل الاجتماعي”. هذا الشعار الجديد الذي قدمه الأمين العام للحزب ليس إلا محاولة لتغطية الفشل المتواصل للحزب في تحقيق أي تقدم حقيقي على أرض الواقع.

الفشل المتكرر للأفكار الفضفاضة:

لقد بات واضحاً أن حزب البعث يعيش في أزمة أفكار، حيث تتسم خططه المستقبلية بالعمومية والافتقار إلى تفاصيل ملموسة. التصريح بأن الاشتراكية يجب أن تتحول إلى تكافل اجتماعي هو ببساطة محاولة لتلميع الصورة دون تقديم أي حلول حقيقية للمشكلات العميقة التي يعاني منها المجتمع السوري. هذا النوع من الشعارات الفضفاضة ليس جديداً على الحزب؛ فهو دائماً ما يلجأ إلى عبارات رنانة تفتقر إلى أي خطة عملية.

أمثلة حية من الواقع السوري التدهور الاقتصادي:

الاقتصاد السوري في حالة انهيار شبه تام، البطالة تتزايد بشكل مطرد، والتضخم يدمر القوة الشرائية للمواطنين، في ظل هذه الظروف، يأتي الأمين العام ليقدم وعوداً فارغة حول التكافل الاجتماعي دون أي خطة واضحة حول كيفية تحقيق ذلك. من أين سيأتي التمويل لهذه السياسات الاجتماعية؟ هل سيُقتطع من ميزانية الدفاع، أم سيتم زيادة الضرائب على الطبقة الفقيرة التي تعاني بالفعل؟.

الفقر وانتشار الفساد:

الفقر أصبح ظاهرة متفشية في سوريا، والفساد يستشري في كل مفاصل الدولة. وعود الأمين العام بتعزيز التكافل الاجتماعي تتجاهل هذه الحقيقة المريرة، كيف يمكن لحزب لم يتمكن من مكافحة الفساد طوال عقود أن يحقق العدالة الاجتماعية؟ الأمثلة على الفساد متعددة، من اختلاس الأموال العامة إلى المحسوبية في التعيينات الحكومية.

التعليم والصحة:

قطاعا التعليم والصحة في سوريا يعانيان من نقص حاد في التمويل وسوء الإدارة، الوعود بتوفير التعليم المجاني والرعاية الصحية الشاملة تبدو وكأنها أحلام بعيدة المنال في ظل الفشل المستمر في تحسين أوضاع هذين القطاعين. المدارس والمستشفيات تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، والكادر التعليمي والطبي يعاني من تدني الرواتب وسوء الظروف المهنية، غياب الرؤية الواضحة إن الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لم يتضمن أي تفاصيل حول كيفية تحقيق التحول نحو التكافل الاجتماعي.

لا توجد استراتيجيات محددة، ولا جداول زمنية، ولا حتى تحليل للوضع الراهن وما يتطلبه من خطوات عملية. يبدو أن الحزب يعتمد على الشعارات بدلاً من العمل الجاد لتحقيق التغيير.

السياسات الفاشلة والتحديات السياسية لقد أثبتت سياسات حزب البعث مراراً وتكراراً فشلها في تحسين حياة المواطنين السوريين. التحولات السياسية التي يقترحها الحزب غالباً ما تكون مجرد ردود فعل للأزمات بدلاً من استراتيجيات استباقية. في ظل الأوضاع السياسية المتقلبة، لا يبدو أن الحزب يمتلك القدرة أو الإرادة السياسية لتحقيق أي تغيير حقيقي.

الخاتمة:

إن حديث الأمين العام لحزب البعث عن تحويل الاشتراكية إلى التكافل الاجتماعي هو مجرد محاولة لتلميع الفشل الذريع الذي وصل إليه الحزب. الأفكار الفضفاضة والوعود الجوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم أي حلول حقيقية للمشكلات العميقة التي يعاني منها الشعب السوري. إذا أراد الحزب أن يكون جاداً في تحقيق التغيير، فعليه أن يقدم خططاً عملية، واستراتيجيات واضحة، ويواجه الواقع بصدق وشجاعة، بدلاً من الاختباء وراء شعارات زائفة.

1 تعليق
  1. فؤاد محمد says

    فؤاد محمد

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني