تحقيق يكشف أسرار شبكتي تجسس في سورية..ما علاقة فراس طلاس؟
كشف تحقيق استقصائي مصور عن شبكتي تجسس فرنسية في مصنع لافارج في سورية، يقود أحدها رجل الأعمال السوري فراس طلاس من دبي.
وحمل التحقيق، الذي نشرته قناة “الجزيرة” أمس السبت، اسم “مصنع الجواسيس” نسبة إلى مصنع لافارج للأسمنت، الذي كان مركز العمليات الاستخباراتية لفرنسا.
ويعود المصنع إلى شركة” لافارج” الفرنسية التي بدأت عملها في سورية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2010، عبر تشغيل مصنع للأسمنت في منطقة جلابية شمالي سورية، وأنفقت عليه 680 مليون دولار.
واعتمد التحقيق على آلاف الوثائق المرسلة من قبل الشبكتين إلى المخابرات الفرنسية.
إضافة إلى لقاءات مع عملاء مخابرات ومسؤولين فرنسيين على صلة بالموضوع، و”كشف هؤلاء عن أسرار وخبايا أريد لها أن تبقى طي الكتمان”.
يقول التحقيق إنه بعد اندلاع الثورة السورية سنة 2011، فقدت فرنسا عملائها ولم يبق لديها سوى ضابطة برتبة عقيد في القوات الجوية الفرنسية.
وحملت الضابطة اسم مستعار “نور الشام”، حيث جابت أرجاء سورية لمدة ثلاثة أشهر، في إطار مهمة مراقبة أممية، لكن الهدف هو جمع معلومات من زعماء محليين.
ويقول الجنرال كريستوف غومار مدير المخابرات العسكرية الفرنسية بين عامي 2013 و2017، إنه بعد اندلاع الثورة كان لابد من البحث عن فرنسيين يعملون في شركات فرنسية.
وكان مصنع “لافارج” هدف المخابرات الفرنسية، إذا قام كبار المسؤولين في المصنع ببناء شبكة تجسس في شمال سورية.
وحسب التحقيق فإن هدف الشبكة هو “الحفاظ على مصالح شركتهم التجارية، وفي الوقت نفسه تسريب معلومات غاية في السرية إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية وأجهزة أخرى أميركية وغربية”.
جاسوسان لصالح الاستخبارات الفرنسية
ويعرض الفيلم شبكتي تجسس لفرنسا في سورية، الأولى يديرها ممثل الشركة في سورية، جون كلود فيار، الذي قدم معلومات عن سورية للمخابرات العسكرية الفرنسية منتصف 2011.
وجند كلود فيار عميلين هما، النرويجي جاكوب وارنيس، وكان شرطياً في جهاز الأمن الداخلي في بلاده.
أما العميل الثاني يدعى أحمد جلودي، وهو مسؤول الأمن في مصنع لافارج، الذي تعاون مع المخابرات الأميركية لتخصصه في تعقب الشبكات الإرهابية وكرّمه الكونغرس الأميركي بعد زيارته قاعدة عسكرية في تكساس.
وتلقى جلودي تدريبات عسكرية قبل أن يلتحق بمصنع لافارج في 2013، واستخدم علاقته مع تنظيم “داعش” لمصالح المصنع
وتمكن العميل وارنيس من التعرف على بعض الجهادين الفرنسيين الذين انضموا إلى تنظيم “داعش” في الرقة.
وأرسل وارنيس رسالة الكترونية إلى كلود فيار الذي بدوره ارسل إيميل إلى المخابرات الفرنسية، بوصول الفرنسي وزوجته إلى سورية من أجل “الجهاد”.
وردت المخابرات الفرنسية بالقول “نحن نعرفه إنه يهمنا، لقد فقدنا أثره في تونس حاول إنجاز المهمة بسرية”.
واتضح عقب ذلك أن الفرنسي هو “كيفن غيافارش” وزوجته سلمى، الذي اعتقل في تونس قبل 3 سنوات وحكم عليه في باريس بالسجن 14 عاماً، بسبب سنوات قضاها مع تنظيم “داعش”.
كما أعد جلودي خرائط تظهر مواقع الأطراف المتحاربة ومواقع القيادات الإسلامية ونقاط التفتيش المعروفة مع أسماء المجموعات التي تسيطر عليها، اعتمدتها المخابرات الخارجية الفرنسية.
الكثير من الفيديوهات لصالح المخابرات الفرنسية”.
ومن ضمن المعلومات التي قدمها طلاس للمخابرات الفرنسية حضور زعيم تنظيم “داعش” الأسبق أبو بكر البغدادي لعدة اجتماعات في الملعب البلدي في الرقة.
وبعد التفجيرات التي تعرضت لها فرنسا سنة 2015 وراح ضحيتها أكثر من 130 شخصاً وتبناها التنظيم، تواصلت المخابرات الفرنسية مع طلاس وقدمت عرضاً له لجمع معلومات من سورية.
وأكد طلاس أنه بين عامي 2015 و2017 نفذ أكثر من 130 عملية لصالح المخابرات الفرنسية، وجمع معلومات من إدلب والشمال السوري مقابل مبالغ مالية.
كما طلبت منه المخابرات الفرنسية معرفة هيكلية الأمن الوطني التابع لنظام الأسد بالتفصيل تحت أمرة علي مملوك.
كما طلب منه مراقبة مقاهي الانترنت في الرقة ودير الزور والبوكمال، والتجسس عن طريق أجهزة الانترنت.
وكان رجل الأعمال السوري يتقاضى مقابل ذلك 70 ألف دولار كل شهر يدفع منها لعملائه داخل سورية.
المصدر: السورية نت