تحالف استقلال سورية في لقاء برلين التشاوري: عشرات آلاف المدنيين في سجون “قسد” باعتراف المنظمات الدولية
غلوبال جستس سيريا نيوز – أخبار – برلين:
شارك عدد كبير من ممثلي الجالية السورية ومنظمات المجتمع المدني في ندوة حوارية متعددة الجلسات نظمتها هيئة التفاوض السورية في برلين قبل أمس الجمعة، بحضور رئيس الهيئة الدكتور بدر جاموس؛ وتصدر الندوة عنوان مستقبل وواقع العملية السياسية النقاشات وتم طرح العديد من الآراء المهمة والجادة للإسهام في توضيح صورة الوضع الراهن، وتلمس آفاق الممكنات للمستقبل.
وفي الجلسة الأولى تحت اسم”التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية” والتي شارك فيها عضو هيئة التفاوض جمال سليمان ويوسف كورية ونور برهان وأدارتها رند الصباغ، جرى استعراض التغيرات المتسارعة في الشرق الأوسط، والتأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تُحدثها في المنطقة، وانعكاسها المباشر على القضية السورية.
كذلك تطرقت النقاشات إلى أهمية اللقاءات الدولية، ولقاءات السوريين وتشاورهم فيما بينهم من أجل القضية السورية الجامعة، ومسارها السياسي الإقليمي والدولي، وتحقيق الانتقال السياسي وفق 2254، وأهمية أن تُشكّل هيئة التفاوض مع السوريين جبهة واحدة، ويعمل الجميع من أجل وحدة الهدف والنضال كل من موقعه ومن خلال الأدوات المتاحة لديه، وضرورة التنسيق بين السوريين ليكون لديهم إستراتيجية ومشروع واضح موحّد يتجاوب مع التحديات وقادر على الالتفاف على الاستعصاءات.
وفي الجلسة الثانية من اليوم الأول والتي حملت عنوان “تأثير التحديات على العملية السياسية” التي شارك فيها عضو الهيئة السيد إبراهيم الجباوي، ميداس أزيزي، صباح الحلاق، إبراهيم الجبين وأدارتها صبا الحكيم، تناولت التدخل الدولي والإقليمي في سوريا، وكذلك التدخل الروسي العسكري في سوريا، والضغط السياسي الدولي لروسيا في مجلس الأمن، كذلك جرى الحديث عن المشاريع السياسية والعسكرية في المنطقة، وتضارب مصالح الدول المتدخلة في الشأن السوري، وغياب المشروع العربي الشامل، وحول جدوى اللوبيات السورية في الدول الفاعلة، وضرورة أن يُبنى على أسس علمية وواقعية.
وشددت النقاشات على أهمية المحاسبة والعدالة الانتقالية، ومتابعة هذا الملف والتمسك به، لدى كافة الأطراف، سواء النظام أو الإدارة الذاتية وغيرها من القوى التي ارتكبت جرائم بحق السوريين.
وقد مثّل منظمة غلوبال جستس وتحالف استقلال سورية (SIA) في اللقاء التشاوري ببرلين رئيس تحرير غلوبال جستس سيريا نيوز الكاتب السوري إبراهيم الجبين، الذي قال في مداخلته في جلسة “تأثير التحديات على العملية السياسية” إن ثلاث مشاريع تتحكم في الملف السوري والمنطقة حالياً، في ظل غياب مشروع عربي ومشروع سوري سوري ينقذ سورية، وأضاف الجبين إن “السوريين عليهم العمل بجدية على إعادة تجديد المفاهيم التي عفى عليها الزمن في الذهنية العربية والسورية خصوصاً، كمفهوم السيادة والوطنية والقومية وغيرها، وأن عصراً جديداً نعيشه كل لحظة ونراه في الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحماس وحزب الله ومحور إيران لابد وأن يعطينا إشارات إلى ضرورة تجديد وسائلنا وتقديم حلول جديدة للدفع بقضيتنا إلى الأمام دون البقاء عالقين في ظل تبادل الاتهامات والتشكيك بالآخر”.
وأكّد الجبين على أن المساومات السياسية لا يمكن السماح لها بطي صفحة الحقوق التي “نعتبرها غير قابلة للتفاوض، ولا تخضع للبازار السياسي”، مشيراً إلى هناك جرائم ومجازر ارتكبت، وهي حقوق عامة وخاصة لا أحد مفوّض بالتنازل عنها.
وعرض الجبين نماذج من تلك الجرائم التي لا تزال المنظمات الدولية توثقها حتى يومنا هذا، ومن بينها تقرير منظمة العفو الدولية “امنستي” الصادر في ابريل الماضي من هذا العام 2024 والذي وثق اعتقال 56 ألف مدني بينهم آلاف الأطفال والنساء في سجون ومعتقلات “قسد” التي يديرها حزب العمال الكردستاني PKK بتهمة الاتماء إلى داععش، دون عرضهم على محاكمات عادلة ومستقلة، والهدف من ذلك هو أن تساوم بهم “قسد” وما تعرف بالإدارة الذاتية دول الغرب وتبتز بهم حكومات العالم، وأنه من العار على السوريين الصمت على بقاء هؤلاء دون محاكمات والقبول بما تقوله “ميليشيا” إرهابية عنهم وأن ذلك سيكون له آثار مدمّرة على المجتمع السوري والإقليم كلّه.
ودعا الجبين إلى العمل بشكل علمي وجاد على تعزيز دور الجاليات السورية في دول العالم وتحويلها إلى لوبيات ضاغطة ومؤثرة، لا سيما في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن تحالف استقلال سورية (SIA) هو شبكة تنسيق وتعاون تمتد من الداخل السوري إلى تركيا وأوروبا وأميركا، تم الإعلان عن الدعوة إليه مطلع شهر سبتمبر الماضي، دعوة وجهتها المبادرة السورية الأميركية ممثلة بمنظمة غلوبال جستس والمنظمة السورية للطوارئ SETF ومنظمة حضارة الفرات الإنسانية في الولايات المتحدة، ومنظمة سورية طريق الحرية ودنيا عدالتي في تركيا، ومنظمة دمشق للدراسات والفكر والتنمية والكتلة الوطنية السورية والحركة الوطنية السورية إضافة إلى التحالف العربي الديموقراطي وعدد من المنظمات التي تقدّم الدعم الاستشاري والمهني في الجوانب الحقوقية والاختصاصية.