بين النسوية وحماية الأسرة: ضرورة الحفاظ على التوازن الاجتماعي
في العقود الأخيرة، شهد العالم انتشاراً واسعاً لأفكار النسوية التي تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في مختلف مجالات الحياة. ومع أن هذه الحركة قد أسهمت بشكل إيجابي في تحسين وضع المرأة وتعزيز حقوقها في العديد من المجتمعات، إلا أن تطرّف بعض التيارات النسوية وارتفاع أصواتها يمكن أن يشكل خطراً على الأسس التي تقوم عليها الأسرة، والتي تعتبر الدعامة الأساسية للمجتمع.
خطورة التطرف في أفكار النسوية
تسعى النسوية في جوهرها إلى تمكين المرأة وضمان حقوقها، وهو أمر لا غبار عليه. ولكن عندما تتحول هذه الأفكار إلى أجندة تُعادي الأسرة وتدعو إلى الاستقلالية المطلقة بعيداً عن الروابط الأسرية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفكيك المجتمع بشكل تدريجي. فالأسرة، بطبيعتها، تقوم على التعاون والشراكة بين الجنسين، وليس على منافسة عدائية تسعى إلى إلغاء دور أحد الأطراف.
إن الدعوة إلى الاستقلالية التامة بعيداً عن أي التزامات أسرية قد يؤدي إلى تقويض مفهوم الأسرة وتفتيتها، مما يزيد من معدلات الطلاق والتفكك الأسري. وهذا بدوره يخلق جيلاً من الأطفال الذين يعانون من عدم الاستقرار العاطفي والاجتماعي، مما ينعكس سلباً على المجتمع ككل.
برأيي من الأسس التي تقوم عليها الأسرة
وهي الخلية الأساسية التي يبنى عليها المجتمع، وهي تقوم على مجموعة من القيم والمبادئ التي تضمن استمراريتها وتماسكها. من أهم هذه القيم:
1. المحبة والتفاهم: الحب والتفاهم هما الأساس في بناء علاقة قوية بين الزوجين، وبدونهما يصبح من الصعب مواجهة تحديات الحياة اليومية.
2. الاحترام المتبادل: الاحترام بين الزوجين يعزز من استقرار العلاقة، ويمنح كل طرف الشعور بالأمان والتقدير.
3. الالتزام: الالتزام بتحمل المسؤوليات المشتركة والوفاء بالعهود هو ما يضمن استمرار الأسرة وتماسكها عبر الأجيال.
4. التواصل الفعّال: التواصل المستمر بين أفراد الأسرة يساهم في حل المشكلات وتجنب تفاقمها.
كيف نحافظ على توازن الأسرة؟
لضمان استمرارية الأسرة وتماسكها، يجب علينا أن نعمل على تحقيق توازن بين الحقوق والواجبات لكل فرد داخل الأسرة، وهذا يتطلب:
1. تعزيز الحوار: الحوار المستمر بين الزوجين وأفراد الأسرة يساعد في فهم احتياجات كل طرف، ويساهم في حل النزاعات بطرق بناءة.
2. تعليم القيم الأسرية: يجب أن تكون الأسرة مصدراً لتعزيز القيم الإيجابية مثل الحب، والاحترام، والمسامحة، مما يساهم في بناء جيل قادر على الحفاظ على هذه القيم.
3. التشجيع على المشاركة: يجب أن يُشجّع كل فرد داخل الأسرة على المشاركة في تحمل المسؤوليات، مما يعزز من روح الفريق والتعاون.
4. التوازن بين العمل والحياة الشخصية: من المهم أن يحافظ كل من الزوجين على توازن بين التزاماتهما العملية وحياتهما الأسرية، مما يساهم في تقليل التوتر وضمان استقرار الأسرة.
ختاماً أنا أدعو إلى عدم تشجيع الغلو في الموضوع النسوي في الحياة الاجتماعية السورية لأن نتائجها كارثية على المجتمع.