بيان من تجمّع الرأي السوري الحر
وصل إلى مكتب نينار برس نسخة من بيان أصدره تجمع “الرأي السوري الحر” الذي يضم عدداً كبيراً من المثقفين والناشطين المدنيين من أبناء السويداء في الداخل والمغتربات يبين أسباب الغضب الذي حل في المحافظة إثر محاولة دخول قوات أمنية عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام دون تنسيق مع غرفة العمليات المشتركة في السويداء ويؤكد على مجموعة نقاط مهمة..
نينار برس تنشر نص البيان كما وردها
في البداية نبارك لشعبنا السوري وجميع مواطنيه نساء ورجالاً فجر الحرية مع قدوم العام الجديد بعد رحيل نظام الاستبداد والفساد ونسعى مع جميع القوى المدنية الديمقراطية السورية للتشارك في إنجاز الانتقال السلمي نحو سوريا مدنية ديمقراطية.
أثارت محاولة دخول قوات أمنية عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام إلى السويداء بتاريخ 2024/12/31 دون تنسيق مع غرفة العمليات المشتركة في السويداء غضباً عارماً في المحافظة أدى لاستنفار الفصائل المحلية وتم التفاهم على عودة القوات إلى دمشق واستمرار المشاورات لنزع فتيل الأزمة.
وفي هذا السياق تؤكد مجموعة “الرأي السوري الحر” المعبرة عن ائتلاف عدد كبير من المثقفين والناشطين المدنيين من أبناء السويداء في الداخل والمغتربات على النقاط التالية:
1- تتمتع محافظة السويداء بعدد من الميزات الديمغرافية والتاريخية، فالغالبية الساحقة لسكان المحافظة من العرب باختلاف مذاهبهم وفيها التجمع الأكبر لطائفة الموحدين/الدروز حيث يشكلون حوالي 90% من سكان المحافظة وتشكل السويداء مركزاً روحياً لهم في مناطق انتشارهم في دمشق والجولان وإدلب وفي أماكن تواجدهم كمواطنين خارج سوريا في لبنان وفلسطين والأردن وبلاد الاغتراب، كما تتمتع المحافظة/جبل العرب برمزية وطنية وعروبية حيث لعبت دوراً مميزاً في مواجهة السيطرة العثمانية ودعمت الثورة العربية الكبرى وكان فرسان الجبل هم أول من رفع العربي في المرجة 1918.
2- كانت السويداء دوماً في قلب النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي وقاد سلطان الأطرش مع جميع القيادات الوطنية في جميع المحافظات الثورة السورية الكبرى 1925 وأعلن بيانها الشهير الذي تضمن شعار “الدين لله والوطن للجميع”.
3- تم في عهد الأسدين، كما حصل في المحافظات السورية الأخرى، تهميش دور المحافظة وقواها المدنية، ومحاولات عديدة فاشلة لقتل رمزيتها الوطنية، ومع انطلاق الثورة السورية 2011 صدحت حنجرة سميح شقير بأغنية الثورة الأولى: يا حيف وحملت منتهى ابنة المجاهد سلطان الأطرش راية النضال ضد الاستبداد ومع تحول الثورة السورية المدنية الديمقراطية المجيدة نحو العسكرة والأسلمة اتخذت الفعاليات الشعبية والمدنية في المحافظة نهجاً يتمثل في الابتعاد عن الصراع الأهلي وسحبت أبناءها من الجيش الذي زجه النظام لقتل الشعب وسرعان ما نمت فيها حركات أهلية مسلحة على رأسها حركة رجال الكرامة لحماية السلم الأهلي تحت شعار “دم السوري على السوري حرام” واستفادت من التوازن العربي والدولي الذي رسم خطوطاً للحزام الجنوبي على عمق 80 كيلومتراً في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء بضمانة روسية لمنع تمدد المليشيات الإيرانية للمنطقة وانطلق فيها الحراك السلمي الذي أعاد إحياء أهداف الثورة السورية منذ سنة ونصف، وأصبحت محررة عملياً وإن كان وجود النظام خلال هذه الفترة رمزياً.
4- تعرض أبناء السويداء لأكثر من مجزرة على أسس طائفية على أيادي المجموعات الجهادية سابقاً (هناك مجزرة تمت في درعا حيث قامت جبهة النصرة بخطف باص فيه 22 شخصاً من وجهاء السويداء وقتلتهم وأخفت رفاتهم لأسباب طائفية وحصلت مجزرة أخرى في 10 حزيران/يونيو 2015 في منطقة إدلب راح ضحيتها أكثر من 30 شخصاً قبل جبهة النصرة أيضاً كما تعرضت السويداء لهجوم إرهابي من تنظيم داعش بتنسيق مع النظام السوري في 25 تموز/يوليو 2018 راح ضحيته المئات وتم خطف العشرات من النساء والأطفال المدنيين كرهائن تم تحريرهم لاحقاً، كما أن وجود هذا التنظيم الإرهابي الذي يستغل الظرف لإعادة نشاطه في البادية شرق السويداء يشكل تهديداً دائماً للمدنيين.
5- لا توجد في السويداء شخصيات أمنية كبيرة من فلول النظام السابق ولا توجد جماعات طائفية إيرانية وحتى عصابات التهريب والمخدرات المحلية المدعومة من مخابرات النظام البائد تم مهاجمتها من قبل الأهالي والفصائل المحلية وتحييدها (عصابة راجي فلحوط على سبيل المثال) والفصائل المحلية والقيادات الاجتماعية والروحية والمدنية تدير الأمن بنجاح في المحافظة.
6- بعد سقوط النظام في 8 كانون ثاني/ديسمبر 2024 تعاملت جميع القوى المحلية في السويداء بإيجابية مع الإدارة الجديدة وكان هناك ولا تزال زيارات متبادلة وتنسيق مستمر.
7- المشاريع الانفصالية مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا ترى السويداء نفسها إلا في سياق الدولة الوطنية السورية وستمارس دورها في البناء الوطني كما عهدناه في تاريخ سوريا والتوجه العام في مختلف الفعاليات المدنية والدينية في السويداء مدني – ديمقراطي، تعبر عته ساحة الكرامة أبلغ تعبير، ولا يقبل بالنموذج السلفي الثيوقراطي الذي انتعش مؤخراً، بل يسعى لنموذج وطني يشمل كل الأطياف وليس، نموذجاً فصائلياً يفرض نفسه على الفصائل الأخرى تحت مسمى الدولة.
8- الدخول بالقوة إلى السويداء، أو تسليم السلاح بالقوة مرفوض في المرحلة الحالية، ولا مبرر له، ولا يوجد أي اعتراض على تسليم السلاح وحل الفصائل المحلية، لكن بعد تأسيس جيش وطني وجهاز أمن عام محترف وشامل وغير فصائلي، فلا توجد فلول للنظام والأمن مستتب بحماية الأهالي والدوائر الحكومية تعمل بالتنسيق مع الإدارة المؤقتة.
9- خلال لقاءات الفعاليات السياسية والدينية والاجتماعية في محافظة السويداء مع مسؤولي الإدارة المؤقتة، كانت المطالبات واضحة بشأن إدارة الشؤون الأمنية في المحافظة عبر أبنائها، وإعادة تفعيل الضابطة العدلية وتعيين قائد شرطة ومحافظ من السويداء، وهذا ما أكد على قبوله بشكل مبدئي مسؤولو الحكومة القائمة في عدة لقاءات.
10- لابد من تنظيم قوات الأمن المحلية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الداخلية الانتقالية لضبط فوضى السلاح وحفظ الأمن العام.
11- جبل العرب جزءٌ لا يتجزأ من سوريا لا يقبل بأية مشاريع تقسيمية أو انفصالية وسلاح أبنائه لم ولن يرفع بوجه أي سوري وشباب الجبل منذ بداية الثورة امتنعوا عن الالتحاق بالجيش كيلا يقاتلوا إخوانهم في الوطن.
12- فصائل الجبل وحوران الأبية شاركت في تحرير الجنوب وتلاقت مع الفصائل القادمة من الشمال في دمشق وأعلنت تعاونها الكامل مع إدارة العمليات العسكرية، فهي جزءٌ من فصائل التحرير وليست قوىً معاديه كَي تُجرَّدَ من سلاحها في هذه المرحلة المؤقتة وهي مثلها مثل باقي الفصائل على الساحة السورية ستحلُّ نفسها وتسلم سلاحها بالحوار السلمي حينما يتشكل الجيش الوطني على أسس مهنية ووطنية شاملة.
13- نؤكد ضرورة توحيد الصفوف في المحافظة على القواسم الوطنية المشتركة والترحيب بكل ما من شأنه توسيع المشاركة على المستوى الوطني.
14- نرفض التصريحات التي تشعل الفتن في وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام من أية جهة كانت ونعمل مع جميع الوطنيين السوريين لفتح طريق الانتقال إلى الديمقراطية الذي ثار السوريون وقدموا العذابات والدماء والتضحيات الغالية من أجله، ليطمئن الجميع ويقطع الطريق على أي فتن أو مؤامرات تستهدف النسيج الوطني السوري.
تجمع الرأي السوري الحر
3 كانون ثاني/ يناير 2025