بيان ختامي حول الاجتماع الثالث للهيئة المركزية، للجبهة الوطنية الديمقراطية – جود
يدلل البيان، بدءاً من جملته الأولى، حتى الأخيرة، إلى أية درجة أصبح القادة المشاركون في هذا التجمع الديمقراطي، منفصلين كلياً عن حقاق الواقع، منتشين بمطاردة أحلام اليقظة والمصارعات الدنكشوتية!.
تواجه أنشطة الجبهة حظراً أمنياً متواصلاً هو الفكرة الأهم بالنسبة لمدبجي البيان، وهي من حيث الأهداف، لا تختلف كثيراً عن دعاية مقاومة الإمبريالية، التي ترفع يافطتها قوى محور المقاومة!، تماماً كما يسعى النظام من خلال يافطة مقارعة الإمبريالية، لاكتساب شرعيه وطنية تفتقدها ممارساته، يحاول الأصدقاء المحتارون في قيادة جود من خلال رفع يافطة منازلة النظام في عقر داره، اكتساب الشرعية الديمقراطية، طالما انهم يفتقدون، في النظرية والممارسة، ابسط مقومات النهج الديمقراطي، ومعاييره!.
منطقهم يقول: بمقدار ما تكون دعاية المواجهة اكثر احتداماً مع الأجهزة، يرتقي العمل السياسي سلم النضال الوطني الديمقراطي، ويتربع مناضلوه على أعلى مراتب الوطنية/الديمقراطية!.
بالله، عليكم، ما حاجة الأجهزة لمنازلتكم؟ ألستم فيزيائياً في قبضة يدها، وتحت الطلب، وسياسياً، مجرد ملحق لاحول له ولا قوة في طابور اللجنة الدستورية، ومسار جنيف؟!.
هل يدرك أصدقاؤنا الأعزاء أن جمهورهم الوطني الديمقراطي بات يعرف حقيقة العلاقات التصادمية بين البير وغطاه؟!.
لماذا هذا الإصرار على تضليلنا؟ ألا نعرف جيداً خارطة موازين القوى بينكم وبين النظام، وأهداف الهامش الديمقراطي الذي يتيح لكم حرية إصدار البيانات!؟.
ثانياً: في إطار منطق حربكم الدنكشوتية، وأهدافها، وليس خارجها، نفهم إصراركم على كليشة التغيير الديمقراطي الوطني الشامل للنظام القائم، بكل رموزه ومرتكزاته، رغم افتقاد هذا الهدف لوسائل وأدوات التنفيذ؟ تريدون تغيير أركان النظام!؟.
يا ويحكم؟ ألم تتعلموا حرفاً واحداً من دروس تجربة الهزيمة المرة، التي دفع ثمنها السوريون أبهظ الأثمان؟.
أليس الثابت الوحيد في كل ما حدث من متغيرات منذ 2011 حتى اليوم هو بقاء النظام بكل رموزه ومرتكزاته؟!.
إذا كنتم تعجزون عن عقد مؤتمركم دون موافقة مسبقة من رموزه، فما بالكم بتغييرها؟ .
ستقولون اعتماداً على قرارات الشرعية الدولية، بدءاً من بيان جنيف 2012، وصولاً إلى القرار 2254!!.
يا لضحالة هذا الوعي السياسي الذي يعجز عن قراءة حقائق الواقع؟ إذا كان يهدف مسار جنيف لتحقيق أهداف مشروعكم (انتقال سياسي، وتغيير ديمقراطي)، فما الذي منعه بعد مضي كل تلك السنوات؟!.
وهنا، لابد من طرح التساؤل الأصعب: هل عدم رؤية حقائق الصراع – التي جعلت من بقاء النظام بكل أركانه ورموزه مصلحة وإرادة دولية، وأمريكية، بالدرجة الأولى، والتي جعلت من مسار جنيف مسرحية لتضليل السذج من النخب السياسية، وأشغالها عن قضايا الصراع الواقعية وتضليل الرأي العام السوري – تدلل على جهل، أم تواطؤ؟.
بكل الأحوال، ثمة إصرار على تضليل الرأي العام السوري، وبالتالي خدمة لكل أعداء تحقيق أهداف المشروع الديمقراطي السوري؛ الانتقال السياسي، والتغيير الديمقراطي، التي ترفعوا رايته في كل بيان، وعند كل محطة فشل!!.