بوتين يتسبب بمجاعة عالمية على غرار مجاعة 1932-1933 في أوكرانيا
أعلنت روسيا، 29 تشرين الأول/أكتوبر، انسحابها من اتفاقية الحبوب، ما يعني وقف صادرات الأغذية الأوكرانية إلى البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. في ظل خسارة روسيا الوشيكة في الحرب على أوكرانيا، والتقهقر الكبير للروس وخساراتهم الكبيرة والمتلاحقة، فإن بوتين المحشور في الزاوية اليوم، قد يتسبب في مجاعة عالمية وفوضى وأعمال شغب في شوارع المدن الأوروبية التي ستجتاحها موجات من اللاجئين من أفريقيا والشرق الأوسط. وهذا هو التكتيك النموذجي الإجرامي الذي تستخدمه روسيا لشن الحرب بوسائل هجينة.
كانت روسيا تلجأ دائماً إلى الأساليب الإجرامية والإرهاب وإبادة المدنيين أثناء شنها للحروب وليست حلب عنّا ببعيدة. ومن بين جميع المستعمرين الذين دخلوا الأراضي الأجنبية بالسيف كان الروس يتميزون بقسوة شديدة، الأمر الذي يثبته العديد من الدراسات العلمية للمؤرخين وعلماء الاجتماع.
فهناك نظرية عرقية عن القسوة الخاصة المتأصلة تاريخياً في الروس – مجازر ستالين مثالاً – التي تتجلى اليوم في الرغبة في تدمير كل شيء لا يستطيعون السيطرة عليه، فباتت استراتيجية الأرض المحروقة مقترنة بالروس، بما في ذلك الناس والأشياء والموارد. وفي أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/ فبراير تأكدت مصداقية هذه النظرية تماماً. بسبب فشل خطة الكرملين للحرب الخاطفة لجأ بوتين إلى استخدام أساليب الحرب الأكثر إثارة للاشمئزاز ومنها التطهير العرقي وتدمير المناطق السكنية والضربات على البنية التحتية الحيوية والاستفزازات النووية وبالطبع إحداث مجاعة عالمية.
بفضل الجهود الجماعية للمجتمع الدولي في شهر تموز/يوليو نجح إبرام اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية.
ولكن ابتداء من شهر أيلول/سبتمبر أخذت روسيا توقف السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية لفترة غير محددة.
وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر حذر بوتين من إغلاق الموانئ الأوكرانية مجدداً، وبحلول نهاية الشهر الجاري علقت 176 سفينة محملة بالحبوب في الموانئ. وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر أعلنت وزارة الدفاع الروسية انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب عقب الهجوم على سفن أسطول البحر الأسود في مياه سيفاستوبول.
يسعى بوتين إلى زعزعة استقرار الغرب عن طريق تجويع العالم كله، وخاصة دول آسيا وأفريقيا التي تعتبر الأكثر عرضة لخطر المجاعة. تبنت روسيا هذا الأسلوب منذ زمن، في العهد السوفييتي، على سبيل المثال، كان تجويع السكان أسلوباً معتاداً لدى الكرملين. أما الرئيس الروسي الحالي فقرر توسيع تطبيق هذا التكتيك ليطول العالم بأسره.
روسيا تمارس إرهاب الدولة، فتهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم ويقودها مجرم في القرن الحادي والعشرين.
في وقت سابق، اضطر بوتين تحت الضغط الجماعي إلى قبول اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا دون عوائق، التي تم توقيعها في إسطنبول بإشراف الأمم المتحدة.
لذا لابد من مواصلة ممارسة الضغط الجماعي على الكرملين لاستئناف الاتفاقية لأن عواقب الحصار وتهديد الأمن الغذائي ستكون وخيمة وسوف يتضرر منها بالدرجة الأولى الفقراء والبسطاء في العالم لاسيما أوكرانيا الدولة الرابعة في العالم في إنتاج الحبوب والدول العربية التي تستورد 38% من حاجتها من الحبوب من أوكرانيا.