fbpx

بوتين غاضب من استخباراته الفاشلة

0 218

يستطيع المرء تخيل كيف كان جهاز المخابرات السوفييتي يعمل في ظل الحكم الشيوعي، ففي أوج قوته، كان جهاز الاستخبارات السوفييتي المسمًى “كيه جي بي” (KGB) من بين وكالات الاستخبارات الأكثر رعباً في العالم، حيث شكّل أداة مطاردة لكل من تعتبره القيادة السوفيتية عدواً لها، هذه الذراع الاستخباراتية مثّلت دورها كذراعٍ للدولة، التي تستخدمها لتعزيز مصالح الاتحاد السوفييتي في الداخل والخارج.

لكن جهاز الاستخبارات الروسي الذي حل محل (KGB) ما فتئت قوته تتضاءل، حسب تقرير نشرته  صحيفة “التايمز” (Times) البريطانية، للكاتب توب بول.

يوضح الكاتب توب بول في تقريره عن الموضوع: “أن اللوم يوجه حالياً لهذا الجهاز المعروف باسم “إف إس بي” (FSB) جزئيًاً بسبب تعثّر الحرب الروسية الحالية على أوكرانيا، وفقاً لخبراء أمنيين، حيث قيل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غاضب من المعلومات الاستخباراتية غير الدقيقة التي تلقاها.

ويقول أندريه سولداتوف وهو مؤسس ومشارك ورئيس التحرير لموقع “أجنتورا” (موقع استقصائي يراقب أجهزة المخابرات الروسية منذ أكثر من 20 عاماً) “هذه منظمة تنقصها الكفاءة”، مشيراً إلى أن “التقارير النهائية التي قدموها عن الوضع على الأرض في أوكرانيا بالفترة التي سبقت الحرب لم تكن، بكل بساطة، صحيحة، وهذا جزء من سبب تدهور الأمور بالنسبة لروسيا”، على حد قوله.

وبخصوص المسؤوليات الأساسية لجهاز الأمن الفدرالي الذي كان بوتين مديراً له بين عامي 1998-1999 يقول الكاتب إنها كانت تقتصر على الشؤون الداخلية من مكافحة الإرهاب إلى أمن الحدود، لكنها توسعت على مدى السنوات الأخيرة، لتشمل مراقبة دول الاتحاد السوفييتي السابق.

ويوضح سولداتوف أن هذه الوكالة أنفقت منذ عام 2014 كثيراً من الوقت والموارد في محاولات لإثارة الاضطرابات في غرب أوكرانيا بين الجماعات اليمينية المتطرفة، لكن ذلك لم يسفر في النهاية عن أي شيء، كما أن تقييماتها للدعم الشعبي بين الأوكرانيين لهجوم روسي ومدى استعداد البلاد للمقاومة كانت أيضاً “خاطئة بشكل رهيب”.

ولا يستبعد – حسب سولداتوف – أن تكون الوكالة تجمع المعلومات بطريقة صحيحة، لكن من يوصلونها لبوتين يغيروها ليسمعوا الرئيس فقط ما يريد أن يسمعه.

وربما بعد فضائح نكسات الهجوم الروسي قد يلجأ بوتين إلى مراجعة وضع جهاز استخباراته، ويضحي بكثير من قادة هذا الجهاز.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني